عبر منتدى "التاريخ والآثار"، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض، بإشراف من الدكتور فهد العتيبي، أقيمت محاضرة بعنوان "التأثيرات الكلاسيكية في فنون الجزيرة العربية"، قدمها الدكتور محمد الديري، وأدارتها تهاني المحمود.
وبدأ الدكتور الديري محاضرته، التي تناول فيها موضوع الفنون في الجزيرة العربية في فترات ما قبل الإسلام، وتحديداً منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، حيث بداية عصر الازدهار الحضاري في الجزيرة، قائلاً: ظهرت في هذه الفترة فنون ميَّزت هذه البقعة الجغرافية، وما يمكن تسميته بالفن العربي، وبالتالي تأثرت فنون الجزيرة العربية بطبيعة الحال بفنون الحضارات العالمية، منها فنون الحضارة الكلاسيكية.
وأضاف "أحاول تسليط الضوء على بعض القطع المختارة التي تم الكشف عنها من خلال التنقيبات الأثرية، وتحديداً في السعودية، ولأهمية الموضوع ركَّزت على توضيح بعض المفاهيم، منها: التأثر والتأثير، نظراً لخصوصية موضوع التأثيرات الحضارية في الجزيرة العربية، وتوضيح هذا المفهوم، وما نوع التأثيرات التي طالت الحياة بشكل عام، والفنون على وجه الخصوص في الجزيرة في فترات الممالك العربية. والكلاسيكية، حيث توقفت عند مصطلح الكلاسيكية، وقمت بتوضيحه في مجال الفن، وكيفية انتقال مؤثرات كلاسيكية إلى الفنون العالمية، وتحديداً إلى الجزيرة العربية. وعدد من الموضوعات المختارة، حيث ركَّزت على بعض القطع الفنية المكتشفة في مواقع التنقيب الأثري في السعودية، الفاو، دادان، وإبراز التأثيرات الكلاسيكية فيها". بعدها تناول الديري سمات الفن العربي، والعناصر الكلاسيكية التي دخلت عليها.
واختتمت المحاضرة بفتح باب النقاش، وتم التوصل من خلال الآراء المتعددة إلى بعض الأفكار الجديدة في مجالات الفن العربي، والتأثيرات الكلاسيكية فيه.
يذكر أن الدكتور محمد الديري حاصل على الدكتوراة في الآثار الكلاسيكية من جامعة يوهانس جوتنبرج في ألمانيا، والبكالوريوس والماجستير في الآثار من جامعة اليرموك، والتحق بجامعة الملك سعود عام 1425هـ، ومازال يعمل فيها دون انقطاع، كذلك شارك في أعمال التنقيب في دادان طوال ستة أعوام، حيث كان مشرفاً على التنقيبات فيها لمدة أربعة مواسم.