عشية حلول شهر رمضان الفضيل، أقيم في الجزائر لأول مرة عربيًا، مهرجان دولي للكسكس، شاركت فيه دول شمال إفريقيا؛ أي كل من الجزائر وتونس والمغرب ومصر، وافتتحت مسابقة لأحسن طبق من الكسكس، وتقاطعت في هذا الملتقى العراقة مع التقاليد، وكذا إبداعات الطهاة من عدة دول، حيث تفننوا في استعراض أشهى أطباق الكسكس، ونوعوا في طرق تحضير الكسكس؛ من خلال تحضيره من القمح الصلب واللين والشعير والبلوط، وبالمرق واللحم والخضار والرمان وسمك الحوت، وما إلى غير ذلك من تقنيات مدهشة في احترافيتها.
تذوق كل من زار معرض الكسكس، الذي افتتح في الهواء الطلق بساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر، العديد من الأطباق، على اعتبار أن الكسكس يعد من أقدم الأطباق في منطقة شمال إفريقيا، وفوق ذلك يكتسي شهرة عالمية وإقبالاً من طرف المغاربة في تناوله وتحضيره، خاصة في المناسبات والأفراح، واطلع الزوار على طريقة تحضير الكسكس التونسي، وكذا طريقة تحضير الكسكس المغربي، وافتتحت مسابقة دولية لأحسن طبق كسكس.
وبالموازاة مع ذلك، افتتحت معارض للصناعات التقليدية التي رافقت المهرجان، واللافت أنه تم استعراض مختلف الأواني وأدوات تحضير «الكسكس»، وتعد قطعًا قديمة تعود لأزمنة بعيدة. وفي حفل اختتام فعاليات المهرجان الذي شهد إقبالاً جماهيريًا محسوسًا، تم تقديم مائدة ضخمة للتذوق بساحة البريد المركزي بالعاصمة، كانت مفتوحة للزوار للتذوق والاستمتاع بألوان مختلفة من أطباق «الكسكس».
والجدير بالإشارة أنه تم تكريم المشاركين الفائزين في مسابقة المهرجان التي جمعت بين العراقة والإبداع، وأن دول المغرب العربي كانت قد كشفت عن نيتها عزمها في إدراج طبق الكسكسي التقليدي الشهير عالميًا ضمن قائمة التراث العالمي؛ كونه تراثًا مشتركًا، فيعد هذا التعاون هو الأول من نوعه. ولا يخفى أن الكسكسي يعد طبقًا رئيسيًا لسحور رمضان في الجزائر، حيث يقدم بطرق مختلفة، أشهرها «المسفوف»؛ أي مع الزبيب واللبن، أو البازلاء واللبن الرائب.