في أي بيت يعيش فيه أطفال صغار، لا بدّ أن يكون هناك الكثير من الأمور التي يفعلونها هؤلاء الأطفال وتثير دهشة أهاليهم، ولكن الأمر أحياناً قد يصل إلى أبعد من ذلك، بل إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث أن بعض هذه التصرفات قد تصل بأهاليهم إلى حد "الذهــــــــول"، وهذا تماماً ما أصاب سيدة مُسنة في الممكلة المتحدة، عندما خرجت إلى حديقة منزلها، ورأت آخر أمر من الممكن أن تتصور وجوده في حديقتها، والسبب طبعاً حفيدتها الصغيرة.
وفي تفاصيل هذه القصة الطريفة، والإنسانية إلى حد كبير، والتي نقلها موقع "ميترو" البريطاني، فإن سيدة بريطانية كبيرة بالسن، تعيش في على شارع "غرين فورد" في مدينة "ستوك أون ترنت"، وهي أكبر مدن "ستافوردشير" الواقعة غرب وسط المملكة المتحدة، أُصيبت بالذهول عندما خرجت إلى حديقة منزلها بيوم عادي لتقوم ببعض الأعمال المنزلية، فوجدت هناك حصاناً كبيراً يقف أمام ناظريها في الحديقة، دون أن تعرف لمن هذا الحصان، أو كيف جاء وأصبح في حديقة منزلها، ولكن دهشتها لم تدم طويلاً.
واكتشفت هذه الجدة البريطانية بعد دقائق فقط، أن حفيدتها والتي لم تتجاوز من العمر 13 عاماً فقط، كانت هي من جلب هذا الحصان والذي يُدعي "ميلفين أندروز" إلى البيت، بعد أن طلبته عن طريق موقع على شبكة الإنترنت، بعد أن أشفقت عليه، لأنها علمت من خلال الإعلان الإلكتروني الذي قرأته، بأن صاحب هذا الحصان كان قد تخلى عنه، وأن الجمعية الملكية للوقاية من العنف ضد الحيوانات "RSPCA"، كانت قد أعلنت أنه في حالة عدم رغبة أي شخص في تبني واقتناء الحصان "ميلفين"، فإنه سيتعرض للموت عن طريق الحقن بمادة قاتلة دون أن يشعر بأي ألم، فقررت هذه الحفيدة الصغيرة، أن تتبناه هي بنفسها، وتنقذه من هذا المصير المحتوم.
وكانت الفتاة الصغيرة –صاحبة القلب الكبير للغاية-، قد وضعت عنوان منزل جدتها التي تعيش فيه، حتى يتم إرسال الحصان المسكين "ميلفين أندروز" إليه، حتى تقوم هي بنفسها بالاعتناء به ورعايته، وتنقذه من مصير الموت الذي كان سوف يلاقيه، وبهذا الشأن أوضحت "شارلوت"، وهي إحدى الموظفات العاملات في مؤسسة "RSPCA"، بأن رجلاً ترك الحصان "ميلفين" في منزل الجدة وغادر دون أن يترك أي معلومة عنه، وتتابع شارلوت أنه لحسن الحظ فإن الحصان الآن تحت رعاية مؤسسة خيرية للخيول، وهي "المؤسسة العالمية لرعاية الخيول World Horse Welfare"، فيما ناشدت الجمعية الملكية للوقاية من العنف ضد الحيوانات RSPCA، أي شخص لديه معلومات حول المنزل السابق للحصان بأن يخبرها به.
وأضافت شارلوت، بأن الحصان المسكين "ميلفين أندروز"، كان يعاني نقصاً حاداً بالوزن، ومغطى بـ"العثّ"، وكان قد عانى أيضاً من سوء المعاملة والرعاية، وأكدت أن المؤسسة لا تزال تحاول العثور على مالك الحصان الأصلي، مشيرة رفض المؤسسة ترك هذه الحيوانات بهذا الشكل.