ترغم بعض الأمهات بناتهن على امتهان بعض الأعمال أسوة بهن، فإذا كانت بعض الأمهات يمارسن أعمال التطريز والحياكة بالإبرة، ويتخذن منها وسيلة لكسب المال، يرغمن بناتهن المراهقات على مساعدتهن في هذا العمل أو المهنة، على الرغم من أن الابنة المراهقة ترفض أن تتعلم هذه الأعمال، ولها هوايات أخرى بعيدة عن مجال الإبر والخيوط.
ياسمين، فتاة في السادسة عشرة من عمرها، تهوى أمها أشغال الإبرة منذ صغرها، وبعد زواجها طورت هذه الهواية واتخذتها كوسيلة لزيادة دخل الأسرة، فأصبحت الشقة الصغيرة مشغلاً مليئاً بالإبر والخيوط. تقول ياسمين إنها لا تكف عن الشجار مع أمها بسبب هذه الهواية التي تصر أمها على أن تساعدها فيها، بل أن تترك دراستها أحياناً لتنهي قطعة عاجلة لزبونة. وتدعي الأم أمام زبوناتها أن ياسمين تعشق هذه الهواية، ولكن ياسمين تنفي ذلك، مما أثر على نفسيتها تماماً، وقد نقلت ياسمين هذه الشكوى للأخصائية الاجتماعية حياة خليل، التي قالت بهذا الخصوص:
الخطأ الأكبر الذي تقع فيه الأمهات أن يرغمن بناتهن على تعلم هواية لا يحببنها، المفروض أن تكون فترة المراهقة هي فترة تحديد هواية معينة سوف تستمر مع الابنة طوال حياتها، على الأم أن تترك ابنتها تختار ما تحب ولا تنظر إلى الأمر على أنه وراثة إطلاقاً، لأن الهوايات تعتبر نوعاً من القدرات التي تختلف من شخص إلى آخر.
فمثل هذه الأم التي تهوى الحياكة والتطريز عليها مثلاً أن توجه ابنتها لهواية مثل الطبخ، فهي تستطيع أن تساعد الأم أثناء انشغالها بأعمال البيت، وتستطيع أيضاً أن تستفيد من وقتها، وقد توجهها لهواية تنسيق الزهور أو تنسيق وترتيب أثاث المنزل، وتستغل وقت الأم المهدر في عمل تتكسب منه، الضغط النفسي الناتج عن الإجبار لدى المراهقة الصغيرة يجعلها تفشل في كل شيء، ويولد لديها شعوراً بالاضطهاد قد يتعاظم ويؤدي بها للانطواء أو الفشل في دراستها وحياتها.