فضل العمرة في أي وقت كان عظيم، وفضل عمرة رمضان أكبر وأعظم .والعمرة تعني شرعاً " زيارة الكعبة المشرفة لوجه الله تعالى تقرباً منه" وسعياً نحو رضاء الله سبحانه وتعالى عنه، وطمعاً بمغفرة الله لخطايا المعتمر السباقة لعمرته أو حجته.
ولمعرفة المزيد عن فضل عمرة رمضان، وسر تمييزها عن العمرة في باقي أيام السنة التقى "سيدتي نت" - الدكتور عدنان العساف- باحث إسلامي وأستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الذي قال في عمرة رمضان: لعمرة رمضان فضل عظيم، وزيارة الكعبة المشرفة عبر مناسك العمرة لا تتم إلا بشروط خاصة،ومناسك محددة يؤديها المسلم بدقة بالغة.
الكعبة المشرفة أول بيت عبادة بنته الملائكة في الأرض
على كل مسلم يقصد بيت الله الحرام: الكعبة المشرفة بنية العمرة أو الحج عليه أن يعرف أن الكعبة المشرفة المقدسة هي "أول بيت عبادة دينية في الأرض،بنته الملائكة لآدم قبل نزوله من الجنة للأرض.
سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل أعادا بناء الكعبة المشرفة
وأعاد بعد عقود طويلة من الزمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عليه السلام بناؤه مرة ثانية بأمر من الله تعالى ،وبعد قرون طويلة من بناؤه ،واختيار محمداً رسولاً لله،مبشراً بالدين الإسلامي الجديد في الأرض،أنزل الله على رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم "سورة البقرة" وفيها قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ".
هدف العمرة تجديد العهد مع الله
وقد أراد الله تعالى من بناء الكعبة المشرفة منذ قديم الزمان أن تكون قبلةً للناس ليحجوا وليعتمروا إليها،فيجددوا العهد مع الله تعالى،ويتوبوا إليه من ذنوبهم الكبيرة والصغيرة منها،ويتطهروا من خلال أدائهم مناسك العمرة من آثامهم،ويزكوا نفوسهم ويسيرون في درب تعميق عقيدتهم الدينية في داخلهم ،وإصلاح سيرة حياتهم الدنيوية،والنجاة في الآخرة من يوم الحساب والعقاب.
مكان الكعبة المشرفة في مركز الأرض
وقد أثبت العلم الحديث أن الكعبة المشرفة تقع في مركز الأرض،وأن الأرض هي مركز الكون،وكل الكواكب والنجوم تدور عكس عقارب الساعة،توحيداً لله ،وتعظيماً له.
والإنسان المعتمر عندما يدور حول الكعبة بأشواطه السبعة ،يكون هو بذلك يدور في مركز الكون بإتجاه الكواكب والنجوم توحيداً لله وتعظيماً له أيضاً،لأن الكون كله بما فيه من كواكب ونجوم يطوف كالحجاج والمعتمرين بالطريقة نفسها.
وعندما يسعى المعتمر بين الصفا والمروة سبعة أشواط مثابراً مؤمناً صادقاً في عمرته،مجدداً عهده مع الله،يستحضر قصة هاجر زوجة النبي ابراهيم عليه السلام،ويدرك بإحساسه وإيمانه تضحيتها،واتكالها على الله مع ابنها الرضيع اسماعيل ورضائها عن طيب خاطر ترك زوجها لهما في أرض قاحلة لا ماء ولا زرع فيها حتى فجر الله نبع ماء يرويهما،وأرسل لهما ناس أحيوا المكان فصار مدينة فيها زرع وثمر،فيزيد يقين المعتمر بأن الله هو الرزاق الوهاب القادر على أن يرزقه من عدم.
عمرة رمضان تعدل حجة
وقد ثبت في الصحيحين أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،جعل ثواب عمرة رمضان تساوي ثواب الحجة ،فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار،ما منعك أن تحجي معنا،قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان "بعيران"،فحج أبو ولدها وابنها على ناضح "بعير"،وترك لنا ناضحاً "بعيراً" ننضح عليه "نسقي عليه" الأرض،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا جاء رمضان فاعتمري،فأن عمرةً فيه تعدل حجة".
وفي رواية مسلم"قال الرسول صلى الله عليه وسلم: حجة معي".
وذهب جمهور علماء المسلمين إلى أن هذا الحديث الشريف لا يختص هذه المرأة الإنصارية فحسب بل يخص كل الأمة الإسلامية على مدار العصور،وهو قول أقرته المذاهب الإسلامية الأربعة : المالكي،و الحنفي والشافعي،والحنبلي،وأقرت كافة المذاهب : أن عمرة رمضان تعدل حجة لجميع الناس بدون استثناء، وعمرة رمضان سنة مؤكدة لمن استطاع إليها سبيلاً.
وثبت في الحديث الشريف أن العمرة للعمرة كفارة لما بينهما، وأن رمضان لرمضان كفارة لما بينهما ،تمحو الذنوب،وتستجلب العفو والرحمة والمغفرة للمعتمر،وفي زيارة الإنسان للكعبة بعمرة أو حج روحانية عظيمة مبهجة للروح ،وفرصة للإزدياد في العبادة، والتوبة النصوحة الخالصة لله،وتطهير النفس من الذنوب والهموم الدنيوية ،وبداية عهد ديني جديد ،وبدء سلوك رشيد فيه طاعة كاملة لله لا زلة فيه ولا خطيئة مستقبلية.