قد تكون نتائج هذه الدراسة محيّرة، لكنَّها واقعيَّة تماماً، فتوقُّع الحصول على الكثير من السعادة والهناء والرضا من الزواج يمكن أن يُحدث ضرراً كبيراً بالعلاقة الزوجيَّة.
فطبقاً للدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة «الشخصيَّة والطب النفسي الاجتماعي»، فإنَّ توقعات المرء بالسعادة الأبديَّة من الزواج يعجّل بنهايته. فالطموحات التي يتوقعها المرء من الزواج لا بد أيضاً أن تتوافق مع القدرات التي يملكها طرفا العلاقة.. فالزواج يهبط منحدره إذا لم تكن الآمال المعقودة عليه تتواكب مع الواقع.
فالكثير من الأزواج، خاصة حديثي الزواج، يتوقعون أن تكون علاقتهم مثاليَّة حتى في وقت الإجهاد والضغط العصبي، ولذلك يصيبهم الإحباط عندما لا يجدون ذلك؛ ما يجعل الزواج مثقلاً بالتوتر وعدم الرضا.
ولذلك يجب توقع عدم المثاليَّة في العلاقة الزوجيَّة في الكثير من الأحيان؛ وذلك لأنَّ الحياة لا تسير على وتيرة واحدة دائماً، وتحتوي على الأشياء التي قد تسبب الضغط العصبي للإنسان، فيرجع إلى بيته لتجده زوجته ليس على الصورة التي توقعتها منه، فتصاب بالإحباط. والأمر يعتمد أيضاً على المهارات، ومهارة كل طرف في التعامل مع التوتر وضغوط الحياة. ومع ذلك فتوقع أنَّ الزواج هو الحل لكل المشاكل والضغوط النفسيَّة والعصبيَّة يزيد منها، ويصيب الطرفين بالإحباط؛ لأنَّهما لم يجدا ما توقعاه.
ومن المهم جداً تقدير تأثير الأشياء الخارجيَّة على سلوك الزوجين، ومنها الظروف الصعبة؛ حتى يصبح الطرفان على دراية بما قد يجعل أحدهما ليس طبيعياً في بعض الأوقات. والغريب أنَّ الباحثين أصبحوا يتنبأون بنسبة الطلاق، وذلك بدقة عالية قد تبلغ 94 %، وذلك طبقاً لمعادلة حسابيَّة تبنى على درجات ترصد المواقف والتعبيرات التي تصدر عن الأزواج أثناء المناقشة أو المجادلة، وفي آخر تلك المعادلات يستطيع الباحثون التنبؤ بنجاح الزواج أو فشله.
وقد أظهرت الدراسة أنَّ روح المرح وإظهار المشاعر وإشارات التفاهم أثناء المناقشات تبني الثقة في العلاقة الزوجيَّة، وتساعد الزوجين على التفاهم والتعامل مع المحبطات التي قد تظهر من دون قصد ومع ضغوط الحياة. وأهم من ذلك كله أنَّ في العلاقات الزوجيَّة الناجحة تتوقع الزوجة على سبيل المثال رد فعل زوجها، أو طريقة رده تجاه موقف معين، وذلك حتى قبل أن يبدآ الحديث.
• أشياء أخرى:
«ثقي بنفسك.. يثق بك الآخرون»