صندوق قديم يكشف عملية سرقة غربية ويعيد الأموال لأصحابها

صورة للسارق لص النينجا بعد القبض عليه
الخزنة القديمة
خلال محاولتهما فتح الخزنةذ
تعبيرية
4 صور

على الرغم من اعتيادهم على رؤية هذا الصندوق المعدني المليء بالصدأ، ووجوده أمام أنظارهم كل هذه السنوات، عالِقاً بين عناقيد اللبلاب السام والأشجار في باحةٍ خلفية لمنزلهم الواقع واقع في جزيرة "ستاتن" في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن تدرك هذه العائلة أنها كل هذه السنوات كانت أمام "كنز" ثمين يُقدر بعشرات آلاف الدولارات، والكثير من المجوهرات.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز The New York Times" الأميركية، أنه طوال كل هذه السنوات، كان مالكو المنزل يعتقدون بأن هذه الصندوق القديم والصدئ، ليس سوى مجرد صندوق كهربائي قديم ومعطل، إلا أنهم أصابتهم الدهشة لدى اكتشافهم خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، أن هذا الصدوق هو في الحقيقة "خزينةٌ موصدة"، ويحتوي على مبالغ طائلة من الأموال والمجوهرات، وجدوا أنَّها تعود لـ"عملية سرقة" بقيمة تزيد عن 52 ألف دولار، كانت قد وقعت خلال العام 2011.

وفي تصريح لمالك المنزل "ماثيو إيمانويل"، الذي كان قد انتقل إلى المنزل الواقع بحي "توت هيل" بالجزيرة هو وعائلته منذ قرابة الـ 4 أعوام لوسائل الإعلام الأمريكية، أشار إلى أنه بعد اكتشاف أمر هذه الخزنة، عمل على تعقَّب أصلها وتاريخها، حتى وجد تمكن أخيراً من الوصول لأصحابها الحقيقيين، وأكد أنَّ "العثور على كنزٍ هوَ حلمٌ من أحلام الطفولة، علمتُ أنَّه اكتشافٌ مهم". وقال إيمانويل: "مِن الشُّرفة وعلى أريكة الغُرفة العائلية، كان بإمكانننا رؤية الصندوق المعدني في طرف العقار، لكنَّنا نادراً ما كنا نلقي بالاً لوجوده، كان مجرَّد صندوق صدِئ وراء بعض الأشجار"، وإلا أن أيمانويل وعائلته، لم يكونوا يدركون ماذا بداخل الصندوق المعدني حينها.

ويشير إيمانويل، أنهم اكتشفوا أمر الخزنة، عندما قاموا بإحضار متخصِّص في النباتات ليساعدهم في زراعة الخيزران، وفي يوم 28 نيسان/ أبريل، جاء الرجل المعروف باسم "بوب الخيزران" للمرة الأولى، واستوقفه سريعاً منظر الصندوق المعدنى المهمل، وسأل "بوب الخيزران" عن الصندوق، لكن إيمانويل قال إنه لا يعرف ما بداخله، ودفعهما الفضول ليقتربا أكثر لاكتشاف ماهيته، وحُسم الأمر بأنَّه ليس صندوق كهرباء واكتشفوا أنه "خزنة" موصدة لحفظ الأموال، وفي اليوم التالي قام الإثنان بفتحها باستخدام المثقاب، ويقول بوب الخيزران: "أوَّل ما رأيناه كان حزماً من العملات من فئة المئة دولار، بارتفاع ثمانية سنتيمترات، مُبلَّلة وملتصقة بعضها ببعض، وفي الداخل، كانت توجد أكياس من الذهب، والخواتم الماسية، والأقراط، وغيرها من المجوهرات"، ومن جهته قال إيمانويل: "كان أمراً مذهلاً، كان هناك قدرٌ كبير من الذهب لدرجة أنِّني كُنتُ أستخدم ميزان المطبخ لوزنه، كان يزنُ نصف كيلوغرام أو أكثر".

مغامرة البحث عن صاحب الكنز
بعد أن اكتشف إيمانويل هذا الكنز لم يقم بإخبار الشرطة، وعمل لعدة أيام على فصل الأوراق النقدية التي كانت ملتصقة ببعضها البعض وتجفيفها، والتي كانت تبلغ قيمتها 16 ألف دولار، وكان بين الأموال عنواناً مكتوباً على أحد الأغراض الموجودة في الخزينة، وبعد عملية بحث عبر الإنترنت عن العنوان، ربطه إمانويل بجيران أقدم منه في الحيِّ، يمرُّ عادة بمنزلهم وهوَ ينزِّه كلبه.

وفي يوم 30 نيسان/ أبريل زار إيمانويل هؤلاء الجيران، وطرق على باب منزلهم قائلاً: "لدي سؤالٌ غريب، هل تعرَّضتم للسرقة من قبل؟" فأجاباه الزوجين بـ"أجل تعرضنا لذلك"، وأوضحا أنهما تعرضا للسرقة خلال العام 2011، وحينها كان سارقٌ معروف باسم "اللص النينجا" يجوب الحي، وأخبرهما إيمانويل أنَّ أغراضهما موجودةٌ في منزله.

وتتابع صحيفة "نيويورك تايمز The New York Times" الأميركية سردها لأحداث هذه القصة الغريبة، أن الزوجين زارا منزل إيمانويل، الذي أراها الخزينة ومحتوياتها، ورأى بنفسه حالة الذهول التي أصيبا بها، وكيف عادا إلى أكثر من عشرة أعوام من الزمن، عندما قام هذا اللص الشهير حينها "اللص النينجا" واسمه الحقيقي روبرت كوستانزو، بسرقة خزنته إلى جانب أموال جيران أخرين في الحي، والذي تم إلقاء القبض عليه وهوَ مُدان بالاغتصاب، في نهاية المطاف عام 2016، واعترف للمحققين أنَّه كان مسؤولاً عن أكثر من 100 عملية سطو نَهَبَ فيها ممتلكات تفوق قيمتها أربعة ملايين دولار.

وفي تصريح للمتحدثةٌ باسم إدارة الشرطة في المدينة، قالت إنَّ سكَّان العنوان الذي وجده إيمانويل كانوا قد أبلغوا في العام 2011 عن سرقة خزينتهم، وتبلغ قيمة محتويات الخزينة إجمالاً 52 ألف دولار، أكد "ريان لافيس"، وهو متحدث باسم المدعي العام لمنطقة "ستاتن" أنه: "جرى التحقيق في تلك الحادثة باعتبارها متوافقة مع نمط عمليات اللص النينجا".