أثار مسلسل " شورّب "منذ بداية بثّه في اليوم الأوّل لشهر رمضان على القناة التّاسعة موجة عارمة من ردود الفعل على مواقع التّواصل الاجتماعي، وهي ردود جلّها ناقدة، بل ورافضة له وفي أحيان مستنكرة ومندّدة.
وقد حقّق المسلسل في حلقاته الأولى نسبة مشاهدة عالية وكان ترتيبه الأوّل على "اليوتوب".
رجل حقيقي
المسلسل من عشرين حلقة بطولة لطفي العبدلّي ودليلة مفتاحي وفريال يوسف وليلى بن خليفة وشاركت فيه كوكبة اخرى من الممثلين من بينهم نجلاء التي كانت مقيمة في مصر وذاع صيتها في لقطة الحصان الشّهيرة.
يروي المسلسل قصّة رجل حقيقي وهو منحرف خطير واسمه علي الصغيّر ويكنّى بـ"شَوِرّب " لكبر شفتيه ونتوءهما.
ولد عام 1925 وتوفّي مقتولاً يوم 9 مايو 1972 وعاش بالحي الشعبي الشّهير "الحلفاويين" بتونس العاصمة، وكان لا يكاد يخرج من السّجن حتّى يعود اليه ويقال إنّه حوكم في ألف و500 قضيّة بسبب أعمال العنف والسّرقة والسّكر والبلطجة .
وما أكسبه شهرة واسعة هو حبّه الكبير لأمّه وطاعته العمياء لها، فهو في الاجرام صعلوك عنيف، عربيد ومارق يرعب النّاس ويعتدي عليهم ويفتكّ بالقوّة ما ليس من حقّه، ولكنّه أمام أمّه يخرّ كطفل وديع وهذا ما أضفى على شخصيّته هالة حتّى كاد يصبح أسطورة .
رأي الأكاديميّة رجاء بن سلامة
والمنتقدون لهذا العمل الدّرامي يرون انّه أمر مرفوض أن يبرز مسلسل تاريخ مجرم خطير اشتهر بـ"فتوّته" و باستعمال العنف وأعمال البلطجة ويقولون أنّه كان من الأفضل والأجدر والأفيد تصوير حياة بطل تاريخي أو مناضل سياسي او مفكر مبدع ومن بين هؤلاء رجاء بن سلامة ، وهي اكاديميّة معروفة ومديرة المكتبة الوطنية وناشطة في المجتمع المدني التي قالت:"لا حنّبعل، ولا ماسّينسا، ولا ابن خلدون، ولا عزيزة عثمانة ولا الطّاهر الحدّاد ولا بورقيبة، بل علي شورّب. طيّب لا بأس. ونحن ندافع عن حرّيّة الإبداع. لكن جاء هذا المسلسل في فترة يجب أن نبني فيها ثقافة دولة القانون، والأخلاق المدنيّة والوطنيّة التي تقوم على احترام القانون وعدم استعمال العنف، والتّقاضي بدل تعنيف الخصم، إلخ. يأتي هذا المسلسل حاملاً رسالة أخرى، وبعنف لفظيّ مبالغ فيه، وبرسائل تسير في اتّجاه معاكس لما ذكرت. لا بأس. لكن يجب حماية الأطفال والمراهقين من هذا النّموذج. أطالب بأن تضاف لهذا المسلسل "ممنوع على من هم دون 18". أنصح الآباء والأمّهات بحماية اطفالهم من هذا العنف."
الرأي الآخر
وهناك رأي آخر يقول أنّ ردود الفعل على المسلسل كانت أحكاما أخلاقيّة حول شخصيّة علي شورّب و ليس على قيمة العمل الفنيّة.
ولا يزال الجدل متواصلا .