أهم ميزة في شهر رمضان المبارك أنه الشهر الوحيد الذي يجمع كافة أفراد العائلة على مائدة واحدة في أوقات: الإفطار والسحور، وأحياناً لا تجتمع كثير من العائلات على مائدة واحدة جراء الحياة ومشاغلها الكثيرة سوى في شهر رمضان المبارك الذي تعد لمة العائلات فيه من أبرز أفضاله الكثيرة على الصائم والصائمة،ووصل الرحم عبر العزائم واللمة والزيارات العائلية لكبار العائلة أحد شروط شهر رمضان الكريم.
"المنسف" اختص به الأردنيون بين العرب منذ ثلاثة آلاف عام
ومن أشهر الأطباق التي اختص بها الأردنيون منذ ثلاثة آلاف عام " المنسف": وهو الطبق المفضل بأول أيام رمضان وفي العزائم الكبيرة لدى العائلات والعشائر الكبيرة في رمضان،وأيضاً وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك وفي أيام العزاء وحفلات ختان الأطفال الذكور.
وطريقة إعداده لا يتقنها سوى الأردنيون رغم نقله إلى فلسطين وبعض البلدان عنهم ومن بينها دول الخليج ،ولم تختلف طريقة إعداده بمضي قرون من الزمن.
طريقة إعداد المنسف الأردنية القديمة الأصلية
وطريقة إعداد أكلة "المنسف " الأصلية المتوارثة أباً عن جد في المجتمع الأردني الحديث والقديم المتعارف عليه بين كبرى العشائر الأردنية في الحضر والبادية تبدأ :ب ذبح خروف كامل بأول أيام رمضان،ويعد بواسطة: 2 كيلو لبن جميد وأفضله النوع "الكركي"،وينقع في الماء قبل يوم كامل من طبخه،ويخفق حتى يصبح سائلاً،ويضاف إليه كوب كبير من اللبن الرايب،وينقع كيلو أرز بالماء ثم يسلق بعد قليل من الوقت بماء ساخن يغلى على النار،بعد سقي الطنجرة النحاسية الكبيرة بملعقتان أو ثلاثة ملاعق كبيرة بالسّمن البلدي ،يؤخذ 2 كيلو لحم أو أكثرمن خروف طري ،ويفضل أخذه من كتف الخروف، ويقطع بعظمه ولحمه قطع كبيرة ثم يغسل ثم يحمر بالسمنة البلدي،ولا يضاف إليه بهارات إطلاقاً كما يحدث اليوم، ثم يخلط جميعها بطنجرة كبيرة حتى ينضج على النار مع اللبن،ثم يوضح رغيفين من خبز ال " شراك " الذي يخبز على الصاج المعدني على الصدر ،ويوضع فوق خبز الشراك المنسف ساخناً وفوقه اللحم منسقاً في كافة جوانبه ،ويكون خلال هذا الوقت قد نضج رأس الخروف الذي يسلق لوحده وليس مع اللحم فيوضع بعد نضجه في منتصف الصدر واللحم ليعرف المدعوين علو قدرهم ومكانتهم الرفيعة عند مضيفهم،ويزين بالمكسرات المحمصة : "اللوز" و"الصنوبر"،ويستحب الأردنيين البدو والحضر أكله بالأيدي بعد جمع اللقمة وتكويرها باليد اليمنى.
وقد تناول العديد من الملوك والرؤساء والمشاهير العرب والأجانب المنسف وأحبوها،ومن بين المشاهير الذين عشقوها وأشادوا بها: المطرب السوري الكبير صباح فخري،والممثل التركي كيفانش تاتليتوغ الشهير بمهند،والممثلة التركية سونغول أودين الشهيرة بنور.
أكلة الرشوف
وكان مشهوراً أيضاً طبق "الرشوف" التقليدي لدى الأغنياء والفقراء على مائدة الإفطار،وطريقة إعداده بسيطة،يقطع البصل ويقلى بالسمنة البلدية،ويضاف إليه الأرز ويقلب مع البصل على النار،ويضاف إليه مرقة لبن الجميد بعد نقعه بالماء قبل يوم من طبخه،ثم يغلى عدس حب أو مجروش بماء مغلي حتى ينضج،ويخلطوا معاً في طنجرة واحدة على النار،وبعد رفعه، يقلى البصل ثم يوضع على وجهه ويقدم على مائدة الإفطار.
وهو أقل كلفة مادية من المنسف لهذا هو رائج في رمضان في بيوت ذوي الدخل المحدود لفائدته الغذائية العالية لاحتواءه على البروتينات المعادلة للحوم الناتجة عن العدس الحب والمجروش،وتقدم مع السلطات والفتوش.
الحلويات الأردنية في رمضان
أما أشهر الحلويات القديمة جداً المتوارثة عن الجدات والأمهات لدى الأردنيات ،لحرص كل أم أردنية حضرية أو بدوية على تعليم بناتهن طريقة إعدادها تهيأة منهن لزواجهن فهي:
اللزاقيات الشهيرة باسم كنافة البدو
و "اللزاقيات" المسماة قديماً ب "كنافة البدو"المفضلة في شهر رمضان وعيد الفطر المبارك قبل ظهور حلويات الكنافة النابلسية في منتصف القرن العشرين في الأردن، والقطايف الذي انتقل من مصر إلى الأردن في مطلع الستينيات ،وتعد النساء الأردنيات حلويات "اللزاقيات" بإتقان في البادية والمدن القديمة مثل: الكرك والسلط ،والمناسبات السعيدة :من طحين القمح والماء بدون خميرة ليكون عويصاً،ويعجنه بأيديهن حتى يصبح العجين رخو وعويص ثم يتحول بعد ذلك إلى خبز الشراك الخميل وليس الرقيق الذي تخبزه الأردنيات على الصاج المعدني، قبل خبزه بدقائق، يدهن العجين بالسمن البلدي حتى لا يلتصق، وبعد نضجه يقلب على وجهه ثم يدهن بالسمن البلدي ثم يرش بالسكر بعد تشبيعه بالسمن ،ويوضع رغيف ثان فوقه ليصبح طبقتين بالطريقة نفسها،ويقطع إلى أحجام صغيرة بالسكين ،ويقدم بالصحن كحلويات رمضان على المائدة.
حلويات الخميعة
وهناك طبق حلويات آخر شبه اندثر لدى الأردنيين الحضر هو "الخميعة – ريق البنت" وهو عبارة عن فتة خبز عربي عادي وحليب يضاف له سكر وسمنة بلدي ثم يؤكل، شبيه بالكورن فليكس اليوم.
حلويات الخبيصة
و"الخبيصة" لا يعرفنها معظم نساء الأردن اليوم وتقتصر معرفة طريقة إعدادها على الجدات.
وطريقة أعدادها سهلة وبسيطة جداً: يغلى عصير العنب ثم يضاف إليه السميد والسكر والقزحة واللوز المطحون ويصب المزيج بعد نضجه على قطعة قماش نظيفة ويغطى بالشاش حتى لا يمس من الغبار أو الحشرات، ويترك لمدة ثلاثة أيام حتى ينشف وبعدها يقطع بشكل مربع صغير ويجهز للأكل بعد البسم الله.