منذ فجر التاريخ وُجِد الإنسان المُبدع المخترع، وقد كانت الحاجة هي نقطة الانطلاق الأولى التي حثّت البشر على الابتكار والاختراع المفيد، الذي جعل الحياة أكثر سهولة ويُسرًا، ولكن ليس كل الابتكارات قد يصل للجميع؛ فبعضها لم يرَ النور رغم أهميته، التي لن نراها على الأرجح، ويُرجِع البعض ذلك إلى المؤامرات التي تسببت في قمع تلك الاختراعات والتعتيم عليها، كي لا تُسبب أضرارًا اقتصادية لفئة من المنتفعين، وهنا نرصد بعضًا منها:
السحابة الصناعية:
ابتكر عالم يُدعى "فيلهلم رايش" سحابة قادرة على أن تُمطر، بعد أن لاحظ جفافًا كان يؤثر على حصاد التوت في ولايته، وكان الأمر في بدايته مثل أفلام الخيال العلمي، ولكن ما حدث بعد ذلك قلب كل التوقعات؛ فمع أول محاولة لتجربة هذا الجهاز، وفي غضون ساعات من تشغيله، تشكلت السحب وأنتجت حوالي 0.64 سنتيمترًا (0.25 بوصة) من المطر، ورغم النجاح الذي حققه، فإن "رايش" قد واجه بعض التهديدات من المؤسسات داخل الحكومة، وتم إنهاء بحثه والاستيلاء على أعماله ونماذجه، والسبب في ذلك أنه إذا تم تطوير أبحاثه فقد يتوقف نقص الغذاء حول العالم، وهو ما يسبب خسائر فادحة لجهات أخرى.
الطاقة النووية للاستخدامات السكنيّة:
لطالما كانت الطاقة النووية محل نقاش كبير، لتوفير كميات كبيرة من الطاقة إلى الأحياء السكنية في جميع أنحاء العالم، وذلك عن طريق تسخير جزء صغير من الطاقة النووية، والتي بإمكانها توفير الكهرباء للمجتمعات لفترة زمنية لا نهائية، وعندما كانت هذه التكنولوجيا على وشك الوصول إلى مرحلة إنتاج قابلة للتسويق، فَقَدَ المستثمرون الاهتمام بها فجأة، وأصبحت التكنولوجيا ضائعة في زوايا بعض المكاتب، رغم أنه من المفترض أن تكون حلاًّ مجانيًّا أو منخفض التكلفة للطاقة اللامحدودة، والتي كانت ستعفي الجميع من فواتير الكهرباء الحالية.
ترميز سلوت:
رغم التقدم الهائل في التقنيات الحديثة، فإن هناك اختراعًا شديد الأهمية قد أُغْفِل منذ عام 1999، عندما قام المُطوّر الهولندي "رومك جان بيرنهارد سلوت"، بتكثيف البيانات بشكل كبير، واكتشاف خوارزمية مكّنته من حفظ 16 فيلمًا كاملاً على شريحة 64 كيلوبايت واحدة، ومع اصطفاف المشترين والمستثمرين لهذا الاختراع المذهل، توفي "سلوت" في ظل ظروف مريبة قبل أيام قليلة من تسليمه رموز المصدر الأصلية.
سيارة كهربائية بالكامل (غير هجينة):
في أواخر التسعينيات، كانت جنرال موتورز أول من أطلق سيارة كهربائية بالكامل، وسوّق لها، ورغم نجاح تلك السيارات فإنه لم ينتج منها سوى 800 سيارة، وتوقفت فجأة عن التصنيع، وتم إلغاء خط تصنيع تلك السيارات، وكان الدافع الحقيقي للتخلص منها، الضغط الشديد من شركات النفط الكبيرة التي كانت سوف تتكبد خسائر فادحة.
علاج لأمراض القلب:
يعتبر مرض القلب هو القاتل الرئيسي بين النساء والرجال في جميع أنحاء العالم، ورغم أن العالِم "رويال ريف" ابتكر تكنولوجيا الطب الكهربيولوجي، وتلقّى 14 جائزة كبرى وتكريمات على هذه التقنية، التي ساعدت في علاج العديد من الأمراض، ومن ضمنها أمراض القلب، فإنه ولسبب غير مُعلن أو معروف، تم إيقاف علاج أمراض القلب بتلك الوسيلة، رغم فاعليتها.
رغم نجاح العديد من تلك الاختراعات، فإنه يبدو وجود يدٍّ خفيّة تقوم بعرقلتها كي لا ترى النور، ولعل السبب هو المكاسب الاقتصادية التي تعود على بعض الفئات، من البديل الأكثر تكلفة للمستهلك، ورغم مرور أعوام كثيرة مازال العديد من تلك التقنيات في طيّ الكتمان.