بعد افتتاح عدد من الفضائيات الأردنية، بدأ التنافس على أشده بما يخص برامج ومسلسلات رمضان بين هذه الفضائيات، وعلى وجه التحديد البرامج والمسلسلات الكوميدية، التي كان لفضائية «رؤيا» حصة الأسد منها، عبر ما تقدمه في «ساعة كوميديا»، ولكن الأمر كان إلى حد ما مخيبًا للآمال، فلم تكن هذه البرامج وبكامل نجومها قادرة على جعل المشاهد الأردني راضيًا عما يتم تقديمه، ولكن برنامجًا واحدًا أبطاله من الجيل القديم، وهما النجمان زهير النوباني وأمل الدباس، كانا قادرين على فعل ذلك، من خلال المسلسل الكوميدي «جلطة».
فريق العمل..
يتكون فريق العمل من خمس شخصيات رئيسية، إلى جانب وجود بعض الفنانين الضيوف، إلا أن شخصياتهم كانت غير رئيسية في العمل، وهذه العائلة الأردنية الطريفة يجسد شخصياتها كل من الفنان زهير النوباني بدور «أبو فؤاد»، والفنانة أمل دباس بدور «أم فؤاد»، والفنان إبراهيم النوابنة بدور الابن الأكبر «فؤاد»، والفنان حسن الخمايسة بدور الابن الثاني «عماد»، والفنانة الشابة زينة خريسات «بدور» الشقيقة الصغرى «سعاد»، وهو من إخراج فؤاد علقم.
«حدوتة» العمل..
مسلسل «جلطة» هو عمل كوميدي اجتماعي قصير، بحلقات منفصلة غير متصلة، لا تتجاوز الحلقة الواحدة منه العشر دقائق فقط، وتدور أحداثه حول عائلة «أبو فؤاد»، هذه العائلة الأردنية التي تعرض ما تواجهه أي عائلة في البلاد من تحديات ومشاكل، ولكن بشكل كوميدي يرسم ابتسامة عريضة، وأحيانًا قهقة من خلال المواقف والأحداث التي تجري خلاله.
ما يميز مسلسل «جطلة»، هو أن عائلة «أبو فؤاد» تختلف شخصياتها وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية بناءً على موضوع الحلقة، فتارة تكون عائلة بدوية، وتارة فلاحة وأخرى مدنية، تارة تكون عائلة غنية أو فقيرة أو من الطبقة المتوسطة، ولكن مواقف العمل في المجمل تحدث في المدينة، بالإضافة إلى أن عرض مواضيع الحلقات المختلفة، تتسم بالبساطة والعفوية الكبيرة، والتي تشبه إلى حد كبير للغاية المواطن الأردني العادي، ما يجعل هذه العائلة قريبة جدًا من المشاهد الأردني على وجه الخصوص.
الجيل القديم يثبت جدارته..
في ظل ما يمكن اعتباره «خيبة أمل»، أو تراجع بمستوى الأعمال الكوميدية الأردنية التي تم تقديمها خلال شهر رمضان لهذا العام، وخاصة أن معظمها كانت من بطولة الفنانين الشباب، أثبت الجيل الفني القديم في الأردن «النوباني» و«دباس»، على أنهما لا يزالان قادرين على تقديم المزيد والمزيد من الفن ومن الشخصيات المتعددة والمتقنة في تجسيدها وأدائها، وأثبت كُتّاب العمل بأنهم قادرون أيضًا من جهتهم على صنع عمل كوميدي اجتماعي جميل قائم على البساطة والعفوية التامة، بالإضافة إلى كونه يحترم ذائقة المتلقي إلى حد كبير.
فتعدد الشخصيات المختلفة، على تنوع خلفياتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، كان يتم تقديمه بشكل متقن وحقيقي، بدون أي تصنع بالأداء أو اللهجة، وهو من أهم الأمور التي أنجحت هذا العمل، فكان يخاطب المشاهد بلغته اليومية، البعيدة عن الابتذال، وبقضاياه اليومية التي غالبًا ما تصنع الابتسامة في الواقع المعيش، ولكن بأداء ظريف بدون أي مبالغات قد تخرجه من عفويته.