ليلى السلمان إحدى أهم الممثلات السعوديات، اللاتي فرضن حضورهن بقوة على الساحة الفنية المحلية والخليجية والعربية، وطوال 18 عاماً شاركت في عديد من الأعمال المهمة الكوميدية والتراجيدية في مختلف مناطق الخليج العربي، وبفضل شخصيتها المميزة وموهبتها الفذَّة، تمكَّنت من إجادة الأدوار التي أسندت إليها. في الموسم الجاري لعبت دور البطولة في مسلسل «العاصوف» بطريقة احترافية. «سيدتي» التقت الفنانة ليلى السـلمان في حوار كشفت فيه عن كثير من الأمور:
في البداية، حدِّثينا عن دورك في «العاصوف»؟
أجسد في العمل دور الأم التي تعمل بجد لتحافظ على أبنائها، وتنشر المحبة والمودة بينهم، وتجمع أسرتها على قلب واحد، خاصة بعد فقدان زوجي وأحد أبنائي، ما يجبرني على لعب دور الأم والأب معاً. أجسد دور الأم القوية، التي تحاول أن تكون أماً وأباً في الوقت نفسه لتحافظ على بيتها وأولادها من أي فتنة، كما تسعى إلى الجمع بين أبنائها وأبناء شقيقتها، وتصبح قائدة البيت.
في الحلقة الأولى تبنَّيتِ طفلاً لقـيطاً، أصبح محوراً رئيساً في العمل، ماذا عنه؟
الطفل الرضيع هو أحد أهم خطوط «العاصوف» المتعددة، وسيكون له دور مهم في مجرياته وأحداثه المقبلة، وهو ما سيتضح مع توالي الحلقات.
ليلى السلمان
للمرة الأولى تؤدي ليلى السلمـان دوراً في عمل تاريخي يجسد فترة السبعينيات الميلادية في السعودية، كيف تقيِّمين ذلك؟
سبق أن أديت أدواراً قريبة من هذا الدور، لكنَّ دوري في «العاصوف» مختلف كلياً، والسبب في ذلك، أن العمل يتحدث عن حقبة زمنية معينة في السعودية، ويرصد العادات والتقاليد فيها. نحن نريد دراما سعودية خاصة وقوية، ويمكننا الوصول إلى ذلك مع توفر كُتَّاب رائعين، وممثلين وممثلات متميزين وقادرين على تحقيق النجاح، وهذه الفترة الزمنية التي نجسد أحداثاً فيها عشناها، ونحنُّ إليها كثيراً بأصالتها وتميزها بالمحبة والطيبة والترابط الأسري، وهذا ما نريد أن نعرِّف الجيل الحالي عليه. دوري في العمل في غاية الأهمية، لأنه عمل سعودي متكامل ومتميز، وأفتخر به، وأتمنى تكرار مثل هذه الأعمال التاريخية «المحترفة».
المسلسل يتحدث عن حقبة زمنية محددة، هل عشتِ الأحداث أثناء تجسيدها؟
بالتأكيد، كل فنان عندما يسند إليه دور معين يتعايش معه. هذا الدور أعاد إلي ذكريات الماضي الجميل عندما كنت أذهب إلى بيت جدتي، وأنا طفلة، كانت بيوتهم تشبه البيوت التي صوَّرنا العمل فيها.
هل شعرتِ بشيء من الخوف من أداء هذا الدور؟
كلا، لم أتخوَّف من تجسيده، وللأمانة أعجبتني الشخصية التي أسندت إلي، وأعتقد أن كثيراً من الفنانات يتمنَّين تجسيد مثل هذا الدور، وعيش أحداث العمل الجميلة، التي تذكِّرنا بحياتنا سابقاً حيث الحب والبساطة والعطاء والمودة والعفوية. هذا الدور أسعدني كثيراً، وكنت أتمنى أن أمثِّل في عملٍ مثل «العاصوف»، كونه يبرز تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا في ذاك الوقت، وأتمنى أن تهتم الدراما مستقبلاً بتقديم مثل هذه الأعمال المهمة، وحقيقةً في هذا العمل، شعرت بأننا نقدم رسالة مهمة، وهي تعريف الأبناء بإيجابيات وسلبيات تلك المرحلة. و«العاصوف» عمل درامي سعودي مكتمل الأركان، يحكي عن حياة المجتمع في الزمن الجميل، كيف كانت، وما وصلت إليه.
ليلى السلمان
علامة فارقة
كيف رأيتِ انطباع المشاهدين عن العمل في مواقع التواصل الاجتماعي؟
الحمد لله، الانطباع الأولي كان متميزاً للغاية. وللأمانة، أعجبني تفاعل الناس مع الحلقات الأولى للعمل حتى إن عديدين ممن تابعوه قالوا لي: رجعتم بنا إلى الزمن الجميل الذي كنا نحتاج إلى تذكره. وردود الأفعال جميلة، وشخصياً رأيت أشخاصاً سعداء بالعمل، لرغبتهم في العودة بالذاكرة إلى ذاك الزمن الجميل، ولضمِّه نجوماً كباراً، وتميزه بإنتاجه القوي، الذي قلَّ أن نراه في الساحة الفنية، وأشكر MBC على الجهد المبذول لنجاح العمل.
مَن كان خلف ترشيحك لهذا الدور، وكيف كانت ردة فعلك الأولية؟
تم ترشيحي من خلال الأستاذ عبدالرحمن الزاير، وقد سعدت جداً بذلك، لأن العمل يتحدث عن الماضي الجميل، ولوجود ناصر القصبي ونخبة من النجوم فيه.
هل سيشكِّل «العاصوف» علامة فارقة في مسيرتك الفنية الطويلة، ولماذا؟
بالتأكيد، فقد أضاف لي «العاصوف» الشيء الكثير، لأنه بصمة تاريخية مهمة في مسيرة ليلى السلمان، وواثقة في أن المقبل سيكون أفضل مع مثل هذه الأعمال التاريخية المهمة والقوية. لقد كان حلمي أن أشارك في عمل يتحدث عن تاريخنا وحضارتنا في أي زمن. «العاصوف» عمل سعودي متكامل، إضافة الى أن المشاركين فيه، هم نخبة من نجوم الدراما السعودية، وعلى رأسهم الفنان ناصر القصبي.
كم استغرق تصوير الجزء الأول، وهل ستشاركين في الجزء الثاني؟
المدة الزمنية معقولة، وهي أجمل ثلاثة أشهر عشتها في حياتي، وستكون لي مشاركة في الجزء الثاني.
هل شعرتِ بالحنين إلى الماضي مع تلك الديكورات في موقع التصوير وطريقة اللباس في العمل؟
تأثرنا كثيراً بالديكورات التي اعتمدت، والطيبة والبساطة، وكما ذكرت لك، عشنا أجمل ثلاثة أشهر في حياتنا، ولمست الفرح والسرور في وجوه وقلوب كامل طاقم العمل. ولروعة الديكورات الخارجية، كنت بعد انتهاء تصويري أجلس فيها فترة طويلة لأعود بالذاكرة إلى الزمن الجميل وكم أتمنى أن ترجع تلك الأيام لأستمتع بها مجدداً.
هل التقيتِ الكاتب الدكتور عبدالرحمن الوابلي قبل وفاته؟
مع الأسف، كلا، وللتأثير الذي تركه داخلنا في العمل لا يسعني إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
ألا تعتقدين أن المشاهد سيمل من المسلسل بسبب طابع «أجزائه الطويلة»؟
لا أعتقد ذلك لأسباب عدة، منها أن كل جزء يتحدث عن حقبة زمنية مختلفة عن الأخرى، وفي كل حلقة أحداث جديدة ومشوقة، وما بين الجزء والآخر تستجد تطورات عدة، وكذلك اختلاف موقع التصوير مع تتابع الأجزاء.
ليلى السلمان في مشهد من "العاصوف"
كيف واجهتِ الصعوبات أثناء أداء دورك في «العاصوف»؟
لم تكن هناك صعوبات كبيرة في دوري، فقط اللهجة، التي وُفِّقت فيها بمتابعة دقيقة من ناصر القصبي، وأحد المصححين المختصين في اللهجات. في «العاصوف» عملنا فريقاً واحداً، وهو ما أسهم في تجاوزنا الصعوبات.
اللهجة، هل كانت صعبة عليكِ، ومَن كان يصحح لكم؟
لم أواجه كثيراً من الصعوبة في ذلك. الشخصية التي أديتها، كانت تحتاج إلى إتقان اللهجة النجدية بدقة لكونها أماً وامرأة كبيرة، إلا أنني تجاوزت الأمر، وساعدني في ذلك مصحح في العمل، يعرف اللهجة النجدية، وهو الأخ عبدالله أبو راشد، الذي تابعه وتابعنا أيضاً الفنان ناصر القصبي، فقد كان مهتماً كثيراً في إتقان اللهجة، ويدقق في كل كلمة، ويصحح لنا في الوقت نفسه، ويتابعنا بحرص.
أحسسنا بالأمان مع ناصر القصبي
وماذا عن علاقتك مع ناصر القصبي الذي لعبت دور والدته في المسلسل، وما أبرز اللحظات المؤثرة التي جمعتكما؟
للأمانة، ناصر القصبي إنسان راقٍ جداً. في عمل «العاصوف» جلسنا ثلاثة أشهر معاً، وهي فترة كافية لاكتشاف معدن أي شخص. كان ناصر رائعاً للغاية من جميع النواحي، ولحبه وحرصه على العمل، وطيبته، كان الأقرب إلى الجميع، خاصة أنه يتميز بقوة الإرادة، والسعي الجاد إلى تحقيق النجاح، وعدم الأنانية، فهو يتمنى النجاح والإبداع والتألق لجميع الممثلين. ناصر هو مَن جمعنا في هذا العمل، وأعطانا الثقة والمحبة، وكان يتفقَّد الجميع، ويسأل عنا كثيراً. هذه الأمور من أهم أسباب نجاح القصبي، وقد جمعتنا في «العاصوف» لحظات لا تنسى، ومؤثرة للغاية، وكان ناصر يحتوينا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في حال كان لدى أي منا إحساس معين بالعمل.
ماذا يمكنك أن تكشفي عن ناصر القصبي في موقع التصوير؟
هو فنان رائع، وهذا رأي كل مَن يعمل معه، ومن هذا المنبر الإعلامي، سأكشف لكم كم كان حريصاً علينا، ومهتماً بالعمل، وأداء الفنانين والفنانات. كنا نشعر في العمل بمدى حبه للفن، لذا أحسسنا بالأمان والحنان معه، وأعطينا كل ما في وسعنا مقتدين بهذا الفنان الذي يتميز بالتواضع، ويحمل قلباً كبيراً وطيباً، يخاف علينا أكثر من نفسه، كما أنه دقيق ومتقن لعمله، ويحرص على أن يكون الجميع مبدعاً، وكلمة حق أقولها في حقه: إنه إنسان رائع. وشهادتي فيه مجروحة، لأنني أعرفه منذ زمن، وعملت معه في أعمال جميلة، منها «طاش ما طاش» بأجزائه، وقد توثَّقت معرفتي به أكثر من خلال «العاصوف»، وكلما عملت معه احترمته أكثر فأكثر، وأتمنى لهذا الفنان الرائع الصحة والعافية، وأن تجمعني به أعمال أخرى إن شاء الله.
ماذا عن مشاركاتك الدرامية الأخرى في رمضان؟
شاركت في أعمال عدة، إضافة إلى «العاصوف»، منها «بدون فلتر» الذي يلعب بطولته الفنان عبدالله السدحان، و«شباب البومب».
حدِّثينا عن دورك في هذه الأعمال؟
جميع الأدوار التي أديتها، كانت قريبة إلي وعشقتها بحق، منها دوري في مسلسل «السلطانة»، فقد كان من أكثر الأدوار المحببــة إلي، ودوراي في مسلسليّ «الأصيل»، و«درب المحبة» أيضاً.
ليلى السلمان
لفت انتباهي مسلسل «طريق»
ماذا تتابعين من أعمال في رمضان، ومَن نجومك المفضلون؟
أحاول في شهر رمضان الفضيل قدر المستطاع، أن أنجز كثيراً من أعمالي الخاصة، وأن أتفرغ لأداء الواجبات الدينية، وقد لفت انتباهي عديد من المسلسلات المصرية المبدعة والقوية، وحالياً أتابع «العاصوف» وأستمتع به بوصفي مُشاهِدة، كما أتابع بعض المسلسلات، خاصة المصرية، وهناك كثير من النجوم العباقرة المفضلين لدي. وبما أننا في الأسبوع الأول من رمضان فمن الخطأ الحكم على الأعمال، وقد تابعت عمليّ «العاصوف»، و«السلطانة»، ولفت انتباهي مسلسل «طريق».
ارتبط اسم ليلى السلمان بتجسيد دور المرأة القوية دائماً في الدراما الخليجية، هل يعني ذلك أننا لن نراك في أدوار أخرى؟
في بداياتي أديت أدواراً مختلفة، حيث جسَّدت دور المرأة القوية المتسلطة، وكذلك المرأة الطيبة التي تضحي في مسلسل «قلب أبيض»، والأم التي تعاني لتربي أبناءها، كما جسَّدت أدواراً كوميدية، فأنا أعمل حسب النص، والدور الذي يسند إلي. أكثر الأدوار التي تسند إلي ترتبط بالمرأة المتسلطة، أو القوية، وقد يكون ذلك بسبب شخصيتي وملامحي التي تساعد على إنجاح هذه الأدوار، والممثل الحقيقي هو الذي يتقن جميع الأدوار التي تسند إليه، ولا يبقى حبيس دور معين، أو شخصية محددة. .
حياتي الخاصة
بعيداً عن التمثيل، كم عدد أبنائك وهل لديهم ميول فنية؟
غالباً، أحاول الابتعاد عن الحديث عن حياتي الخاصة. لدي أربعة أبناء وابنة اسمها نوال، كانت ممثلة في الماضي لكنها اعتزلت التمثيل.
هل أنت «ست بيت» ماهرة، وتجهزين مائدة الإفطار بنفسك؟
بالطبع، أنا «ست بيت» ماهرة، وأعدّ المائدة بنفسي، وأعشق الطبخ، ودائماً ما أرغب في الجلوس في بيتي، كما أن أبنائي يصرون على أن أعدّ لهم الطعام بنفسي.
ليلى السلمان وابنتها نوال
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي