منذ القدم عُرف البيت السعودي في مواسم الأعياد بعاداته السنوية في تجديد الأثاث وشراء الملابس والتخطيط للسفر، إلاّ أن ثقافة الاستهلاك المتوازن، والوعي الاستهلاكي والشراء المعتدل أصبحت ضرورة اليوم في ظل المتغيرات الاقتصادية وفرض ضريبة القيمة المضافة. فهل استطاعت الأسر السعودية التأقلم وتغيير عاداتها السنوية كتجديد أثاث المنزل أو التخطيط للسفر وشراء الماركات؟
"سيدتي" تناقش القضية من خلال التحقيق التالي:
زيادة الوعي
يؤكد جمال عفيفي (موظف متقاعد)، بأن هناك بعض من العادات السنوية السيئة والمبالغ فيها والتي تتواكب مع قدوم العيد وتنتج عنها خسائر مالية غير مبررة. وقال: "في ظل الوضع الراهن وفرض الضرائب يجب علينا كمجتمع سعودي إعادة النظر في مختلف سلع الشراء بما يتواكب مع الميزانية المقدرة للمصروفات، كما يجب علينا زيادة الوعي والتحكم في منظومة الشراء، ولا نجعل المناسبات أو الماركات تطغى على قراراتنا، ولا سيما أن هذا سيكلفنا الكثير ويعرقل العديد من المتطلبات الأساسية والهامة".
تغيير النمط السلوكي
أما الدكتورة سحر السبهاني (سيدة أعمال وناشطة إجتماعية)، فقد قامت بتغيير نمط الاستهلاك وعملت على الحد من شراء السلع الكمالية، تقول: "بدأت بترشيد الإنفاق والاستهلاك في كل ما يخص أمور حياتنا، ابتداءً بالتقليل من الذهاب للمطاعم الخارجية، ثم الاعتماد على الديكورات البسيطة والأنيقة والتجديد في الأثاث دون مبالغة في المصاريف، أما السفر فبحسب الظروف، خصوصاً وقد أصبحت تُقام المهرجانات والحفلات الغنائية في بلدنا ولله الحمد".
لم ولن تتغير العادات
واختلفت معهم أمل العبد الكريم (مشرفة تربوية سابقة)، فهي ترى بأن العادات باقية لم ولن تتغير، وإن كان هناك وعي أكثر ضد الإسراف إلاّ أن كل عائلة لديها الكثير من الأهل والأصدقاء اللذين تكثر زياراتهم في العيد، لذلك كان لابد من تغيير الأثاث والأواني المنزلية وشراء الحلويات وإقامة الولائم، وقالت: "صحيح أن البعض من ذوي الدخل المحدود قد تأثر بعد فرض القيمة المضافة، لكنهم أعتمدوا على أهلهم في تحسين مستوى معيشتهم".
حُسن التدبير
من جهته أكد ياسين السليماني (رجل أعمال)، بأنه وبسبب حُسن التدبير والقناعة في جميع شؤون الحياة بقي هو وأسرته على عاداتهم السنوية من مشتريات وتجهيزات قبل العيد، إضافة إلى أنه قام بالحجز للسفر الى تركيا في ثالث أيام عيد الفطر المبارك. يقول:"عائلتي مكونة من 9 أشخاص، أثنين من بناتي قد تزوجوا، أما البقية فبرفقتي، غرست فيهم عزة النفس في المرتبة الأولى، وحرصت على أن يتعودوا على شراء الضروري".
اختلاف المفاهيم
يقول باسم إدريس (جامعة الأعمال والتكنولوجيا): "اختلف لدي كثير من المفاهيم، فقد أصبحت مؤمناً بمقولة (الماركات هي أكبر كذبة اخترعها الأذكياء لسرقة الأثرياء فصدقها الفقراء)، فأصبحت أدفع للجودة وليس للإسم التجاري بحيث تتناسب الفائدة مع السعر. أما بالنسبة لتغيير الأثاث فأكتفي بلمسات طفيفة تدل على مظاهر العيد وأعتبر ذلك جميل بحق".
مجالات إنفاق الأسر السعودية
هناك 12 مجالاً لإنفاق الأسر السعودية هي: السكن والطاقة، الأغذية والمشروبات والتبغ والملابس والأحذية وتأثيث وتجهيزات المنزل والصحة والتعليم والاتصالات والترفيه والثقافة والمطاعم والفنادق والسلع والخدمات الشخصية المتنوعة، وذلك بحسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء.
وتصدرت الأسرة السعودية في المدينة المنورة أعلى معدلات إنفاق الاستهلاك الشهري في جميع تلك القطاعات بـ 15475 ريالاً، تلتها المنطقة الشرقية بـ 15357 ريالاً، في حين سجلت نجران أدنى متوسط إنفاق استهلاكي شهري للأسرة السعودية بـ 8400 ريال.