تبقى للدراما الدينية والتاريخية تأثيرها الخاص وجدلها الكبير أيضًا، بما يثار حولها من اختلافات، سواء في رؤى فقهية أو أحداث تاريخية لها تعاظمها، وعندما تكون تلك الأعمال مجسدة سيرة ذاتية لإحدى الشخصيات الشهيرة ذات المكانة الكبرى؛ هنا تزداد قيمة الإثارة والجدل بتقييم الحالة الفنية.
وهذا العام، شاهدنا نسخة درامية جديدة تتناول شخصية هارون الرشيد، من خلال مسلسل يحمل اسمه، بطولة قصي خولي، وكان السؤال البديهي: هل ينجح قصي في تجاوز الصورة الذهنية التي قدمها الفنان الراحل نور الشريف، عندما جسد الرشيد في مسلسله الكبير «الأمير المجهول هارون الرشيد» قبل أكثر من عشرين عامًا، وحقق نجاحًا كبيرًا؟
واقع الأمر أن «قصي» لم يستطع أن يطرح نفسه للمشاهد بالصورة التي تشبعه لتكون الشخصية راسخة في ذهنه، رغم أنه اجتهد ورسم خطًا خاصًا له في طريقة الأداء و«تون» الصوت، وهو ما حدث في مشاهد مثل تهديده للبرمكي، ومبارزته مع شقيقه الهادي، لكن نقصه حالة الوهج التي نجح فيها نور الشريف، واخترق من خلالها عقول وقلوب المشاهدين، حتى وإن اختلفت فئة مع فكر هارون الرشيد نفسه، لكن الحالة الفنية والحبكة الدرامية التي قدمها المؤلف عبدالسلام أمين والمخرج أحمد توفيق، كانت لها «طزاجتها» التي اختلفت من حيث الروح والإيقاع عما طرحه مخرج النسخة الجديدة من «هارون الرشيد» عبد الباري أبوالخير، ومؤلفه عثمان جحا، حيث لم يحالفهما التوفيق الكامل، رغم اجتهادهما في رسم أجواء درامية مثيرة لبعض الشخصيات والأحداث، وخاصة قصص الحب الجانبية، والعلاقات السرية، وعلاقة الخليفة بوالدته وجواريه، والتي منحت إلى حد ما الصورة أبعادًا أخرى في إلهامنا بذلك العصر، ومحاولة التأثير في روح المشاهدين، لكن كثرتها جعل التركيز يقل مع شخصيتنا الرئيسية الخليفة العباسي «هارون الرشيد»، وذلك ظهر بوضوح من خلال تفاعل الجمهور الضئيل مع أحداثه، خاصة وهو متلهف لإعادة قراءة أحداث تاريخية مؤثرة في التاريخ البشري لها قيمتها.
ورغم أن الأحداث تدور حول الصراع الذي عاشه هارون الرشيد قبل عامين من وصوله للسلطة، ثم عندما استدعاه أخوه (الهادي) لكي يعزله، لولا تدخل والدته، كما يتعرض للصراعات والدسائس والمؤامرات التي كانت تدور في القصر وحوله، في عرين السلطة وآفاق الحضارة التي شهدتها تلك الفترة، حيث سرد المسلسل حقائق لم تذكر سابقًا عن حياة هذا الخليفة العباسي، وعلاقته بوالدته وجواريه، إلا أن أسلوب السرد الذي اتبعه المؤلف لم يكن محبوكًا تمامًا، وإن كان قد منح بعض شخصياته فرصة للتألق في الأداء، ومنهم ياسر المصري، بتجسيده «يحيى البرمكي»، كاريس بشار في دور «زبيدة»، عابد فهد «موسى الهادي»، كندة حنا «العباسة»، سمر سامي «الخيزران»، ديما بياعة «العصماء»، وسامر إسماعيل «ماهان»؛ بتوسيع «قماشة» الحوار لصالحهم.
"هلا هلا" هدية الفنانة نيللي مقدسي لجمهورها في العيد
عمرو أديب في برنامج جديد على شبكة قنوات "MBC مصر"
راشد الماجد يحيي حفلاً في العيد بجدة.. ويهدي الأخضر "موفقين"
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي