تمتلك قبرص مقوِّمات سياحيَّة مُميَّزة؛ تزايدت شعبيَّة هذه الجزيرة المتوسِّطية بوتيرة متسارعة، لتصبح إحدى الوجهات العائليَّة المُفضَّلة للـ زائرين المقبلين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. فقد شهدت سنة 2017 زيادة في أعداد الزائرين الدوليين الوافدين إلى قبرص بنسبة 14.6% مقارنة بـ2016، حسب جهاز الإحصاء التابع لوزارة الماليَّة. كما ازدادت أعداد السائحين المقبلين من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 21.3%، حيث جاءت الحصَّة الكبرى من هذه الزيادة من السعودية (48.4%)، تليها الإمارات العربية المتحدة (19.6%).
في الآتي، برنامج سياحي يتضمَّن أربع محطَّات لا بدَّ من المرور بها، عند زيارة قبرص للمرَّة الأولى:
1. لارنكا
لارنكا مدينة ساحليَّة، وهي الميناء الذي تنطلق منه كلُّ مغامرة قبرصيَّة مشوِّقة. ونهضت لارنكا على أنقاض بلدة "كيتيون" القديمة، التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وهي مسقط رأس الفيلسوف الشهير زينون الرواقي.
تحضن لارنكا العديد من المرافق ذات الخمس نجوم، كما أنَّها تضمُّ وجهات سياحيَّة عدَّة، كالواجهة البحريَّة المزيَّنة بأشجار النخيل، والمواقع التاريخيَّة مثل: صرح القديس لازاروس وقلعة لارنكا وقناطر كاماريس. أمَّا الكنز الحقيقي للمدينة فيتمثل في مسجد "أم حرام" أو مسجد لارنكا الكبير، الذي يتربَّع على ضفاف بحيرة لارنكا المالحة، وقد بني في القرن الثامن عشر تكريمًا لذكرى أم حرام بنت ملحان، المرأة التي كانت ترعى النبي (صلعم) كواحد من أولادها.
2. بافوس
يُقال إنَّ بافوس، التي تبعد ساعة ونصف الساعة بالسيَّارة عن لارنكا، هي مسقط رأس أفروديت، أسطورة الحب والجمال عند الإغريق. تحمل البلدة شهرةً عالمية مرموقة، وهي مدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، كما اختيرت عاصمة للثقافة الأوروبيَّة في سنة 2017.
في بافوس، يُمكن للزائرين إحياء ذكرى أفروديت عند صخرة "بيترا تو روميو"، التي شهدت ولادتها حسب الأسطورة. تتربَّع الصخرة المذكورة على قمَّة تلَّة بحريَّة لتتيح للـ سائحين إطلالة تخطف الأنفاس عند غروب الشمس فوق المياه ذات الزرقة الصافية. ولهواة السباحة حصَّتهم أيضًا في هذه البلدة، حيث يمكنهم التوجُّه إلى "كورال باي"، الشاطئ الرملي المزوَّد بالمرافق كافَّة، بدءًا من المظلَّات وكراسي الاستجمام، وانتهاء بـ المطاعم والمقاهي والرياضات المائيَّة، ليتيح تجربة مليئة بالمرح لأفراد العائلة طيلة فترة ما بعد الظهيرة. وتستمرُّ الرحلة في هذه البلدة المذهلة لتصل إلى محطَّتها الجديدة، وهي متنزَّه بافوس الأثري. شهد هذا الموقع المهيب اكتشاف أربع قرى رومانية تمتاز بأرضيَّاتها الفسيفساء التي لا تزال بحال رائعة، إلى جانب حجرات الدفن القديمة تحت الأرض، والتي تُعرف باسم "قبور الملوك"، وهي منحوتة من الصخور القاسية وتضم أعمدة من الطراز الدوركي وجدرانًا مزينة بلوحات الفريسكو.
3. بلاتريس
تُقدِّم بلاتريس، إحدى القرى الأكثر ارتفاعًا على جبال ترودوس، فرصة الانتقال إلى وجهة جبليَّة ذات تضاريس مذهلة. وفي الطريق إلى هذه القرية، سيمرُّ الزائرون بمجموعة من القرى التي تعجُّ بالمنازل ذات السقوف الحمر، المنازل التي تتربَّع على السفوح الجبلية، ويقطنها أناس طيبون يستقبلون السائحين بودٍّ وترحاب. إحدى هذه القرى تُدعى "أومودوس"، وهي محطَّة مثاليَّة للتعرُّف إلى أهالي المنطقة والتلذُّذ بأطباق المطبخ القبرصي، الذي يحمل لمسات من المطابخ اليونانيَّة والمتوسطيَّة والشرق أوسطيَّة. لذا، فإن لائحة الطعام ستضمُّ العديد من الأطباق المألوفة لدى الوافدين من الخليج العربي، كجبنة الحلومي وورق العنب المحشو والكبَّة. لكن، لا قلق حيال السعرات الحرارية على وجبة الغداء، حيث سيتاح لهم التخلُّص منها لدى وصولهم إلى بلاتريس، الوجهة المثاليَّة للسير في أحضان الطبيعة الخضراء، وتحديدًا على مسار كاليدونيا، الذي يقودهم إلى أعلى شلَّال في قبرص، ما يشكِّل الموقع المثالي لالتقاط الصور التذكاريَّة المذهلة.
4. ليماسول
في نهاية هذه الرحلة، يعود البرنامج السياحي بـ الزائرين إلى الساحل مجدَّدًا، ولكن هذه المرَّة إلى ليماسول. تحضن هذه المدينة، وهي ثاني مدن قبرص كبرًا، مجموعةً من أفضل الشواطئ على مستوى الجزيرة، وهي تمتاز بأجوائها النابضة بالحياة وسهراتها المرحة. كما تضمُّ العديد من المواقع التاريخيَّة التي تجذب الزائرين، كمدينة كوريون الأثريَّة المتاخمة لحدودها، حيث تحلو اللوحات الفسيفسائية المدهشة.