انطلقت مركبات النساء في شوارع السعودية صباح اليوم الأحد وسط رصد محلي ودولي لجلوس المرأة للمرة الأولى خلف مقود القيادة مدعومة بقوة القانون.
وقد بدت الحركة المرورية في شوارع الرياض صباحاً عادية، بخلاف التوقعات، وقد يكون السبب مضاعفة دوريات المرور في معظم الشوارع، أو أن عدد السائقات اللاتي قدن سياراتهن بالفعل لايزال قليلاً، وينتظرن ساعات المساء لينطلقن بسياراتهن.
"القيادة متاعب وليست وردية دائماً كما تتخيلها النساء"، جملة تم تداولها بكثرة في "تويتر"، حيث رصدت "سيدتي" أهم التغريدات حول الموضوع في موقع التواصل الاجتماعي في اليوم الأول للقيادة، وقال مغرد: "ستعرفن كم كان الرجال يعانون وأنتن جالسات تتصفحن جوالاتكن".
وغرد آخر: "أتمنى من بعض قائدي السيارات الشباب بالذات عدم إرباك المرأة والسخرية والضحك والتعليق والتصوير، فيكفيها رهبة القيادة للمرة الأولى". فيما نصحت مغردة السائقات بتركيب كاميرا في المركبة، خاصة أن كلفتها بسيطة لتكون دليلاً على إثبات أي محاولة تحرش".
أما الدكتور عبدالله الغذامي فقال: "اليوم سنرى كم هو طبيعي، سنكتشف أننا كنا نمارس تخويف أنفسنا فقط، نكتشف أننا كنا نخدع أنفسنا ونصدق خدعتنا". بينما غردت موضي الخلف، عضو الشورى: "كنت أقود سيارتي في الخارج، ولم أحتاج مواقف مخصصة لي كامرأة، ما حدث من تخصيص مواقف للسيدات تجاوز لا يقبله منطق وأتمنى تصحيحه".
وقالت مغردة: "أراهن أن التزام المرأة بقواعد السير، وانضباطها بقوانين القيادة سيبهران الكل لسبب بسيط، وهو أن رخصة القيادة للمرأة لم تصدر إلا بعد تعلم القيادة، والخضوع لاختبارات صارمة وجادة".
وكتب مغرد: "قرار قيادة المرأة السيارة حق من حقوقها المدنية والشرعية، وقبل تطبيقه تم سن قوانين تضمن لها قيادة مريحة وآمنة". "تستحقين لأنك كافحتِ طوال سنوات، وانتظرتِ حتى جاء وقتك لتعبري عن فرحتك. تحية لكل فتاة ضيَّعت دقائقها في الانتظار، مفترض أن تعوض برخصتين واحده للقيادة وواحدة للصبر".
فيما استنفرت فنادق ومطاعم ووسائل إعلام لعرض جائزة لأول خمس سائقات يصلن العنوان المحدد في الثامنة صباحاً وهن يقدن مركباتهن، في الوقت الذي وصف فيه آخرون البادرة بأنها وسيلة استرزاق رخيصة. وتزاحمت أفكار السعوديات بين استقدام سائقات منزليات للعائلة التي تريد، وبين دخول النساء قطاعات جديدة من الأعمال بعد حقبة القيادة.
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بلمسات وردية، وعرَّف مغردون النساء بأبسط قواعد القيادة، في الوقت الذي تم فيه تحميل مقاطع على "يوتيوب"، تُظهر سائقات مستجدات لا يستطعن التفريق بين تحريك السيارة إلى الأمام، أو إلى الخلف، وكذلك عدم معرفتهن كيفية التعامل مع المركبة حين ارتفاع الحرارة، حيث قالت سائقة: سأتصل بأخي، أو المرور. فيما قالت أخرى: سأسكب الماء على المحرك.
وانتشرت تغريدة، جاء فيها: "تم إصدار تأشيرات سائقات منزليات للعائلات التي تخشى من السائقين الرجال، والعائلات المحافظة التي لا ترغب في أن تقود نساؤها، أو يذهبن مع سائق رجل، مع رغبة كثيرات في العمل على سيارات التوصيل أوبر، وكريم".
يذكر أن قانون التحرش الذي صدر قبل موعد قيادة المرأة السيارة، منح كثيرات الطمأنينة والاحتماء بالقانون في حال تصويرهن دون موافقتهن، أو تعمد مضايقتهن خلال القيادة.