أصدر القضاء البريطاني حكماً بالسجن «60» سنة على الحبيبين الفرنسيين «أوسيم موديني» و«صابرينا قودير» في لندن، لقيامهما بتعذيب وتجويع المربية ومدبرة المنزل الفرنسية «صوفي ليونيت» وعمرها «21 عاماً» حتى الموت، حيث توفيت جراء تعذيبهما الوحشي لها، وبعد وفاتها حاولا حرق جثمانها لإخفاء معالم جريمتهما في حديقة منزلهما الخلفية في لندن.
وسر تعذيب الثنائي أوسيم موديني وصابرينا قودير للمربية ومدبرة المنزل صوفي، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية هو شكهما بأنها تتجسس عليهما لصالح مغني البوب مارك والتون حبيب صابرينا قودير السابق، ولم يشفع لصوفي هدوؤها وخجلها وبراءتها، فقام الحبيبان باستجوابها في وحشية منقطعة النظير.
وقد أظهر مقطع فيديو ظهرت فيه صوفي قبل وفاتها بأيام في منزل الحبيبين القاتلين في منزلهما قرب ويمبلدون بلندن وهي هزيلة وجائعة وتعبة جداً، ثم توفيت تحت تأثير التعذيب في شهر سبتمبر 2017 الماضي.
ضحية الشك
وقد قتلت صوفي ليونيت بوحشية لشك الحبيبين صابرينا قودير، وأوسيم موديني بأنها جاسوسة عليهما لصالح مغني البوب مارك والتون حبيب صابرينا السابق، بينما هي في الحقيقة لم تره أو تلتقيه يوماً في حياتها.
وبعد أن ألقت الشرطة البريطانية القبض عليهما واستجوبتهما، أنكرا الاتهام تماماً، لكنهما في المحكمة تبادلا الاتهامات، وحاول كل منهما إلقاء مسؤولية الجريمة على الآخر، لكن هيئة المحلفين أدانتهما، ووجدتهما الاثنين مذنبين بالإجماع، وحكمت عليهما بالسجن والأشغال الشاقة المؤبدة لمدة «60» سنة قد تنخفض المدة بحسن السير والسلوك إلى «30» سنة وليس أقل من ذلك.
رسالة اعتذار غريبة
وقد قدمت القاتلة صابرينا قودير في جلسة محاكمتها قبل نطق القاضي بالحكم المشدد ضدها - بيان اعتذار رسمي غريب عن جريمتها لعائلة صوفي ليونيت، ووجهت رسالة اعتذارها الغريبة لضحيتها صوفي قائلة: أنا مصدومة وحزينة لأنك لم تعودي في هذا العالم، وأشعر أنني في كابوس، أتمنى أن أصحو منه، وكل يوم أتعذب بالتفكير المتواصل بك، وأتمنى أن يعود بي الزمن للوراء، أتمنى لو كانت الأمور مختلفة، أنا آسفة لأني قتلتك، وآمل أن ترتاح روحك يا صوفي بسلام.
وبعد إصدار القاضي نيكولاس هيليارد حكمه على الحبيبين القاتلين: صابرينا وأوسيم قال معلقاَ على القضية: هناك احتمال بأن الفيديوهات التي أجبرت الضحية صوفي ليونيت على تصويرها وهي تتحدث بمعلومات كاذبة تحت تأثير التعذيب بهدف ابتزاز الحبيبين لمغني البوب مارك والتون الحبيب السابق لصابرينا قويدر والحصول على مال منه.
ووصف القاضي الحبيبين أوسيم وصابرينا بأنهما متقلبا المزاج، وسريعا الغضب، وبأن تعذيبهما الوحشي للمربية ومدبرة المنزل الشابة صوفي ليونيت سببه سعيهما للانتقام من مارك والتون لأسباب مجهولة. وبأن المسيطرة على قرار تعذيب صوفي حتى الموت هي صابرينا قودير، وانقاد لها حبيبها أوسيم موديني فيما أرادت دون ضمير.
وأضاف القاضي هيليارد للثنائي الفرنسي أوسيم وصابرينا: كل الأدلة تشير إلى اشتراككما بتعذيبها وتهديدها بالغرق في بانيو الحمام لأخذ معلومات منها، وهي لم تعطكما ما تريدان لأنها لا تعرف شيئاً عن ما تطلبانه منها، وآثار تعذيبها تدينكما بشدة.
وقبل وفاتها بفترة بسيطة جداً في شهر حزيران من عام 2017 راسلت الضحية صوفي والدها باتريك ليونيت، وكشفت له تعرضها للعنف اللفظي، وتوجيههما لها اتهامات عدة هي بريئة منها كلياً، وتريد العودة لمنزل والديها.
وقد تبين من فحص الطب الشرعي آثار التعذيب الوحشي على جسدها، فتم الكشف عن تعرضها للتعذيب بكيبل كهربائي، وعثر على خمسة كسور في جسدها، وتشققات في عظام صدرها، وجسدها غير مستقيم جراء الضرب الوحشي الذي تعرضت له، وبدا هذا واضحاً للعيان في مقطع الفيديو الذي سبق وفاتها بأسابيع.
رائحة جثمان الضحية
وبعد وفاة الضحية صوفي تحت تأثير الضرب والتعذيب في الحمام كما كشفت أدلة البحث الجنائي، حاول القاتلان أوسيم وصابرينا حرق جثمانها في محاولة لإخفاء جريمتهما، وعندما فاحت رائحتها في أرجاء حديقتهما، أشعلا جهاز الباربكيو، وشويا دجاجاً للتمويه أمام الجيران، وعند حضور رجال الإطفاء اشتباهاً بالرائحة الغريبة المنبعثة بناءً على اتصال جيرانهم بهم جراء انتشار الرائحة الكريهة من منزل القاتلين إلى منازلهم، تبع رجال الإطفاء، البوليس البريطاني، فادعت صابرينا أمامهم بأن مدبرة منزلها المربية صوفي هربت مع حبيبها السابق مارك والتون الذي يعمل في لوس أنجلوس، لكن تحقيقات البوليس كشفت الستار عن الجريمة، وعثرت على جثمان صوفي الذي تم نقله فوراً لقسم الطب الشرعي لتشريحه.
فشل المحامي
وحاول محامي القاتلة صابرينا قودير إثبات إصابتها بمرض عقلي، وبأن مرضها العقلي وراء ارتكابها جريمة التعذيب والقتل بحق الضحية صوفي، لكنه فشل في محاولته إثر إدانة هيئة المحلفين لها بالإجماع فأصدروا حكم إدانتها المشدد بحقها وبحق شريكها في الجريمة.
وصرح والدا الضحية كاترين ديفالون وباتريك ليونيت بأنهما لن يسامحا القاتلين أبداً، كما لن يغفر الله لهما جريمتهما الوحشية بحق ابنتهما البريئة الرقيقة الهادئة، الطيبة القلب، وأنهما يستحقان عقاباً أكبر مما حكم عليهما به.