لا يختلف اثنان بأن قائد المنتخب الأرجنتيني ونجم نادي برشلونة الإسباني "ليونيل ميسي"، من أهم الأسماء التي غيرت شكل رياضة كرة القدم عبر التاريخ، إن لم يكن أهمها برأي العديد من المختصين في اللعبة والمدربين واللاعبين الحاليين والسابقين، وأيضاً لا يختلف اثنان على المتعة التي قدمها ولا يزال يقدمها "ميسي" في ملاعب الساحرة المستديرة، خاصة بأدواره وأهدافه الحاسمة في كل مواجهة يشارك فيها، إن كان ذلك مع المنتخب الأرجنتيني أو النادي الكاتلوني، والتي كان آخرها قيادته منتخب بلاده إلى دور الـ 16، بعد الفوز على نيجيريا في مونديال كأس العالم الحالي الذي يُقام في روسيا.
إلا أن سحر ومتعة "البرغوث" كما يسميه العديد من نجوم اللعبة، تعدت ما يقدمه داخل الملعب، وخرجت إلى الكواليس، حيث كشف ميسي لأحد الصحفيين الأرجنتينين، من الذين التقى بهم بعد مواجهة منتخب بلاده أمام نيجيريا، وأخبره بأنه لا يزال يحتفظ بـ"تميمة" كانت قد صنعتها وأهدتها والدة الصحفي لـ"ميسي"، ما سبب مفاجأة كبيرة للصحفي، الذي لم يكن يتوقع ذلك أبداً.
وفي تفاصيل ما حدث، والذي كان قد نقلته عدد من وسائل الإعلام حول العالم، بأن الصحفي الأرجنتيني كان قد سأل ليونيل ميسي خلال لقاء أجراه معه بعد مواجهة نيجيريا، قائلاً له: "لا أعلم إن كنت تتذكر أم لا، ولكني كنت قد أعطيتك تميمة حظ صنعتها والدتي لك خصيصاً قبل فترة من الزمن، لا أعلم إن كنت قد رميتها بعيدا أم ماذا حدث بها؟".
وظل الصحفي تحت وقع المفاجأة السعيدة، بعد أن قام ليونيل ميسي بالكشف عن ساقه اليسرى، ليريه بأنه يحتفظ بها، وبأنه كان يربطها حول ساقه – التي يشتهر باللعب بها والتي سجل معظم أهدافه عبرها -، وقال حينها للصحفي: "أنظر.. ها هي هنا"، ولم يصدق الصحفي الأرجنتيني ما حدث لحظتها، ما دفعه إلى النظر إلى الكاميرا مباشرة بعد نهاية المقابلة ليقول بشكل عفوي للغاية: "أمي... ميسي ارتداها".
وفي تقرير لصحيفة "فرانس فوتبول" العالمية، أكدت خلاله أن ليونيل ميسي كان بالفعل قد ارتدى "رباطاً أحمراً" على قدمه اليسرى، خلال مباراة منتخب بلاده الأرجنتين ومنتخب نيجيريا، وذلك لجلب الحظ الجيد له في المباراة، والابتعاد عن "الحظ العاثر"، الذي يواجه "البرغوث" في مونديال روسيا.
وكان قائد المنتخب الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم لخمس مرات، "ليونيل ميسي"، قد قاد منتخب بلاده لتحقيق فوز صعب جداً على المنتخب النيجيري العنيد بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، سجل منهما الهدف الأول، وساهم في تسجيل الثاني، وذلك في المباراة التي جمعت الفريقين، في ختام المجموعة الرابعة بالمونديال، والتي أقيمت على ملعب "كريستوفسكي" بمدينة سان بطرسبرغ، مما منح الأرجنتين بطاقة العبور إلى الدور الثاني من البطولة الأغلى في العالم، استعداداً لملاقاة المنتخب الفرنسي في ثمن نهائي المونديال.
وكان المنتخب الأرجنتيني، قد عانى كثيراً قبل تمكنه من النجاح بالصعود إلى الدور الثاني من البطولة، حيث أنه كان قد استهل أولى مواجاته بتعادل إيجابي مع منتخب "آيسلندا" الذي يعتبر مفاجأة الكرة الأوروبية والعالمية خلال الفترة الماضية، ثم تعرض منتخب الـ"تانغو" لهزيمة قاسية من قبل المنتخب الكرواتي بثلاثة أهداف نظيفة.