"سيدتي" تحقق حلم سعودية في العلاج

9 صور

«أهلك يبوك غنية وزوجك يبيك عفية» هو مثل سعودي يعني أنّ زوجك يريدك أن تكوني عليلة كثيرة المرض والشكوى، وهو ما حصل تحديداً لأم عبدالعزيز المقيمة في منطقة الخفجي شرقي السعودية، والتي تركها زوجها واقترن بأخرى؛ لتواجه مصيرها مع مرض غامض أصابها بشلل كامل، تواصلت «سيدتي نت» مع المركز التشيكي في الرياض للعلاج الطبيعي والتأهيلي، وقد رحب القائمون عليه بعلاج أم عبدالعزيز لمدة شهر مجاناً، وحضرت أم عبدالعزيز من الخفجي، وانضمت لقائمة المستفيدات من المركز.

مرض غامض
وتتلخص قصة أم عبدالعزيز في تعرضها قبل 25 سنة إلى مرض غامض، وتحديداً بعد شهرين من إنجابها لمولودها الثاني، وتدهورت حالتها الصحية لدرجة فقدانها القدرة على الحركة، فاضطرت للسفر إلى الكويت برفقة والديها؛ وظلت هناك حوالي ستة أشهر، ما بين فحوصات وتحاليل طبية وأشعة، ولكنها لم تتوصل لنتيجة، وبعد فترة قررت السفر إلى الرياض قاصدة مدينة الملك فهد الطبية، وهناك خضعت لسلسلة جديدة من الفحوصات الطبية.
تكمل أم عبدالعزيز قصة رحلتها العلاجية قائلة: «بعد أن خضعت للعلاج الطبيعي بدأت حالتي الصحية تتحسن نوعاً ما، وبالعودة إلى الخفجي ومراجعة طبيب آخر في شركة الزيت السعودية، وبالاطلاع على تاريخي المرضي قرر أن يخضعني لعملية استطالة لأوتار القدم، وتمكنت بعد إجراء العملية والاستمرار على العلاج الطبيعي من القدرة على الحبو أولاً، ثم بعد فترة من المشي بصعوبة، وبواسطة مشاية معاقين».

معاناة نفسية
تقول أم عبدالعزيز: «ما زاد من تعاستي تخلي زوجي عني في هذه الظروف الحرجة، وكانت أولى العراقيل الحصول على دعم مادي، إذ لم أرغب في زيادة متاعب والديّ وإرهاقهما مادياً، ولكن بعد حصولي على الطلاق تمكنت من الانضمام إلى الضمان الاجتماعي، والحصول على مبلغ لا يتجاوز 800 ريال، ولكنه كان يغنيني عن السؤال. أثناء بحثي عن العلاج علمت بوجود المركز التشيكي في مدينة الرياض، ولكن نظراً لارتفاع قيمة العلاج صرفت النظر عن تحقيق حلمي بالالتحاق بالمركز".
تواصلنا مع المركز التشيكي للعلاج الطبيعي والتأهيلي، ومديرها سلمان الدعجاني الذي رحب بانضمام أم عبدالعزيز للمستفيدين من العلاج في المركز ودون أي مقابل، ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى وصلت أم عبدالعزيز إلى المركز، وتم تحديد العلاج المطلوب ومدته ثلاثة أشهر بواقع ستة أيام في الأسبوع، مع عمل متابعة للحالة بعد مضي أسبوعين؛ للتأكد من الاستجابة للعلاج، وما إذا كانت بحاجة إلى زيادة فترته.

أفضل مشروع
وأوضح سلمان الدعجاني نجاح المركز التشيكي، وحصوله على أفضل مشروع في السعودية لعام 2012، وأنّ ذلك جاء كنتيجة طبيعية نتيجة الجهود التي يقدمها المركز على أيدي اختصاصيين وخبراء في المجال من جمهورية التشيك وسلوفاكيا وبولندا، والمساعدة في علاج أكثر من 2500 طفل خلال ثلاث سنوات فقط، وقد تمكن 600 منهم تقريباً من المشي دون وسائل مساعدة، وكانت معظم إعاقات الأطفال نتيجة حوادث السيارات ومضاعفات في الولادة.
وعن الانتقادات الموجهة للمركز بزيادة الأسعار أشار الدعجاني أنّ المركز التشيكي يعد من أرخص المراكز مقابل الخدمات المتميزة التي يقدمها للمرضى، سواء كانت للسيدات أو الأطفال، حيث يخضع المريض لست جلسات علاج طبيعي منها: الوظيفي، والميكانيكي، والكهربائي، والمائي. وكما أنّ تكلفة العلاج والسفر إلى التشيك لشهر واحد تكلف المريض قرابة الـ40,000 ريال، وهذا المبلغ كافٍ لعلاجه محلياً في المركز في الرياض من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وكشف الدعجاني عن إطلاق المركز التشيكي للعلاج الطبيعي والتأهيلي حملة جديدة لعلاج 100 معاق مجاناً، بمناسبة افتتاح الفرع الرجالي ليضاف إلى فرع النساء والأطفال.