150 ألف ريال لطفلة فقدت بصرها بعسير

أجبرت الهيئة الصحيَّة الشرعيَّة بمنطقة عسير مستشفى خاص بدفع دية قدرها 150 ألف ريال مقابل تسببه في فقدان طفلة تُدعى "لانا أحمد الوادعي" بصرها بالكامل؛ بسبب تعرُّضها لخطأ طبيّ في المستشفى قبل ثلاثة أعوام.

ووفقاً لـ"الوطن"، كانت إصابة الطِّفلة نتيجة لرفض الطبيب الكشف عليها أثناء بقائها في الحضانة لأكثر من 34 يومًا، بحجَّة عطل الأجهزة لديه، حيث تسببت زيادة نسبة الأكسجين لدى الطِّفلة في إصابتها بالعمى التام، ولكن والد الطِّفلة اعترض على الحكم، واصفًا مبلغ التعويض بأنه لا يعادل ما تكبَّده على مدار أكثر من ثلاثة أعوام من المراجعات والمرافعات والشكاوى ومعاناة السَّفر، ويطالب بتعويض لا يقل عن خمسة ملايين ريال لعلاجها خارج المملكة.

وأكَّد والد الطِّفلة أنَّه لن يقبل بهذا الحكم الجائر، وسيلجأ إلى محكمة الاستئناف للطَّعن فيه، وإلى جميع الهيئات والجمعيات الحقوقيَّة؛ لإنصافه وطفلته من الظُّلم الذي حوَّل حياتهما إلى كابوس.

الجدير بالذِّكر، أنَّ قصَّة الطِّفلة تعود عندما أدخلت زوجة "الوادعي" إلى قسم الولادة في المستشفى بناءً على تحويل من وزارة الصحَّة؛ لعدم وجود سرير في مستشفى أبها العام، وأنجبت طفلتين توأم "لانا" و"لين"، اللتين أدخلتا الحضانة بالمستشفى، ومكثتا بها ما يقارب 34 يومًا، وعند خروجهما من الحضانة، تم تحويلهما إلى عيادة العيون لإجراء الكشف الطبي الروتيني عليهما، ولكن لم يتم الكشف عليهما داخل الحضانة من قبل طبيب العيون وطبيب الأنف والأذن بحجة تعطُّل الأجهزة لديهما.

وأوضح "الوادعي" أنَّه بعد شهر من خروج طفلتيه من المستشفى، ساوره القلق على نظرهما، وبالفعل صدقت ظنونه، وكانت المفاجأة عندما أخبره أطباء مستشفى خاص متخصص في العيون بفقدان "لانا" بصرها؛ بسبب انفصال في الشبكيَّة، وتحتاج إلى تدخُّل عاجل، لعل وعسى أن يتم إنقاذها من العمى، وعلى الفور قام مستشفى عسير المركزي بتحويلها إلى مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض، حيث أكَّد له المدير التنفيذيّ للمستشفى أنَّ الطفلة لا تبصر؛ بسبب انغلاق الشبكيَّة من الدرجة الخامسة، وعزى ذلك إلى زيادة الأكسجين في الحضانة، وانعدام المتابعة من قبل طبيب العيون الذي كان بإمكانه تخفيف الإصابة إلى حدٍّ بعيد.