بمناسبة العيد الـ66 لثورة يوليو، أقام قنصل عام جمهورية مصر العربية بجدة، د. حازم رمضان، حفل استقبال اليوم الوطني في مبنى القنصلية بجدة، حيث كان في استقبال الحضور وحرمه د. نيفين درويش، وبعد حفل الاستقبال، ألقى كلمة رحّب فيها بالحضور والسفير جمال بالخيور مدير عام فرع وزارة الخارجية السعودية بمنطقة مكة المكرمة، والقناصل العموميين، وأعضاء الاتحاد العام للمصريين في الخارج، والجالية المصرية، وأعضاء القنصلية، والجمع الحضور، ثم قال في كلمته: «نحتفل اليوم بالعيد الـ66 لثورة 23 يوليو 1952 المجيدة، ولعله من محاسن الصدف أن يأتي احتفالنا هذا العام متواكبًا مع الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي أنقذت مصر من محاولات إعادة البلاد إلى عصور الجهل والظلام، تلك الثورة التي أثبتت أن إرادة أبناء مصر في رفض الظلم والفساد والاستبداد هي أساس بناء المجتمع على أسس الحضارة الإنسانية بنظرة مستقبلية لا رجعية».
ثم تطرّق في كلمته إلى الانتخابات، فقال: «كما يتواكب احتفالنا هذا العام مع بدء فترة الرئاسة الثانية للسيد الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، بعد أربع سنوات من الفترة الرئاسية الأولى، التي شهدت إنجازات فاقت ما تمّ خلال عقود طويلة في مجالات عديدة، منها: البنية الأساسية، الطرق، الكهرباء، المناطق الصناعية، الإسكان، المزارع السمكية، استصلاح الأراضي، تطوير مناخ الاستثمار، المشروعات البترولية، العاصمة الإدارية الجديدة، توسيع قناة السويس، مشاريع شرق بورسعيد، محطة توليد الطاقة النووية الجديدة في الضبعة، أنفاق سيناء، قطع شوط طويل في الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، ووصول احتياطي النقد الأجنبي إلى 44 مليار دولار أمريكي، وهو رقم لم يسبق الوصول إليه من قبل.
وبطبيعة الحال ما زالت هناك العديد من التحديات التي تفرضها متطلبات التعليم والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية والتنمية الصناعية، وخلق فرص عمل جديدة مستدامة وغيرها، والتي تتطلب استمرار قوة الدفع الحالية؛ حتى تتحقق الآمال المطلوبة لتحسين الأوضاع المعيشية لعموم أبناء الشعب».
وعن العلاقات السعودية المصرية، قال د. حازم: «يعد هذا الاحتفال هو الثاني الذي أتشرف أنا وأسرتي بإقامته في جدة عروس البحر الأحمر، وقد شهدنا منذ احتفال العام الماضي تطورات حضارية وتحولات مجتمعية غير مسبوقة، آخرها وليس أقلها السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، وهو ما يؤكد حرص القيادة الرشيدة على مواكبة كل حديث والنهوض بالمملكة في كل المجالات. خلال هذا العام شرفت بتوسيع دائرة المعارف واكتساب المزيد من الصداقات، كما حظيت بالمشاركة في دعم وتطوير العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والمملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة؛ الشخصية والرسمية والسياسية والاقتصادية والثقافية. ولعل مشاركة مصر كضيف شرف في الدورة الجارية لسوق (عكاظ) أبلغ دليل على ذلك، بعد عام غني بمشاركة مصر بالعديد من الفرق والعروض الثقافية والفنية».
وتجدر الإشارة إلى أن حجم التجارة البينية بين السعودية ومصر وصل إلى 4 مليارات دولار خلال عام2017م، لتأتي السعودية في طليعة الدول العربية المستثمرة في مصر بقيمة بلغت حوالي 6.2 مليار دولار أمريكي، في مجالات الصناعة والإنشاءات والسياحة والتمويل والخدمات الزراعية والاتصالات، بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في المملكة حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي في مجالات الصناعة وغيرها، وهي أرقام لا تعبّر عن الطاقات الحقيقية للبلدين، خاصة بعد بدء العمل بقانون الاستثمارات الجديد في مصر، وما يقدّمه من تسهيلات ومرونة وسرعة في التعاملات، فضلاً عن توافر جميع المعلومات الضرورية من مشاريع جاهزة، وأراضٍ متاحة، وأيدي عاملة مدربة ومنخفضة التكاليف، وسوق ضخم يضم 100 مليون مستهلك.
واستطرد في الحديث عن محاربة الإرهاب ومتانة العلاقات بين مصر ودول الخليج، فقال: «مازالت منطقة الشرق الأوسط تعاني من التغيرات والتحديات، كما تشهد دول المنطقة هجمة شرسة من قوى الشرّ والإرهاب من جميع الاتجاهات، وهو ما يفرض علينا استمرار التكاتف والتعاون لتجفيف منابع الإرهاب والتصدي لجميع الدول الممولة والداعمة له. وفي هذا الصدد تؤكد مصر دعمها ومساندتها لكل الأشقاء في دول الخليج العربي، وفي السعودية والإمارات والبحرين، كما تقف مصر حكومة وشعبًا إلى جانب حكومة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، والشعب السعودي الكريم ضد كل من تسوّل له نفسه محاولة العبث بأمن واستقرار المملكة، أو بأمن واستقرار دول الخليج العربي الشقيقة».
وختم د. حازم كلمته بقوله: «الجمع الكريم.. لا يفوتني في هذا المقام الإشارة بكل فخر إلى أبناء الجالية المصرية المتميّزة، المقيمين في وطنهم الثاني بالسعودية، والذين وصل عددهم إلى حوالي 3.1 مليون، منهم 1.8 مليون مواطن في مناطق المملكة الغربية والجنوبية السبع، الواقعة في نطاق عمل القنصلية المصرية العامة في جدة، كما أودّ الإشادة بالإقبال المتميّز والحضاري من أبناء الجالية على ممارسة حقهم الديمقراطي والإدلاء بصوتهم في الانتخابات الرئاسية، التي عقدت بمقر القنصلية العامة في جدة في مارس الماضي، على مدار ثلاثة أيام، كما يشرفني تأكيد الحرص على تحسين وتطوير الخدمات القنصلية المقدّمة إلى أبناء الجالية الكرام في هذه المناطق، فضلاً عن خدمة ورعاية الحجاج والمعتمرين الذين يقارب عددهم المليون سنويًا. وإذ أتقدم إليكم جميعًا بالشكر على تشريفكم حفلنا هذا، اسمحوا لي بنقل تحيات مصر، قيادة وحكومة وشعبًا، إلى المملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله. عاشت المملكة العربية السعودية.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».
وفي نهاية كلمته، وجّه الدعوة للحضور لتناول العشاء على أنغام موسيقى فرقة التخت الشرقي في دار الأوبرا المصرية، تحت قيادة جيهان مرسي، رئيس الإدارة المركزية للموسيقى الشرقية في دار الأوبرا المصرية.