توج البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، المقام بإشراف جامعة الطائف، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ختام فعالياته الحافلة بالندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، بمحور أعلن في عنوانه أن: «المستقبل يبدأ الآن».
وتضمنت فعاليات اليوم الخامس ثلاث ندوات بعنوان: «المسرح من النص إلى العرض»، و«صناعة السياحة ومستقبل التنمية»، و«الفنون التشكيلية وتطوير المجتمع»، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.
واختتمت ندوات اليوم الخامس بندوة: «الفنون التشكيلية وتطوير المجتمع»، التي أدارها الدكتور سامي الثبيتي، وفيها قدم أستاذ الآثار المساعد بجامعة الملك خالد، الدكتور علي الشهراني، ورقة بحثية بعنوان: «فن القَط الممارسة الفنية الشعبية»، عرض فيها طُرز العمارة التقليدية بعسير، وما يميزها من زخارف شعبية وارتباطها بفن القَط.
وعرّف الشهراني «فن القط» بأنه فن زخرفة الحيّز المكاني للعمارة الداخلية بمنطقة عسير، ويبدأ هذا الفن بعد الانتهاء من البناء، وتقوم به المرأة وتسمى «قطاطة»، كما تحدث عن أشهر الفنانات القطاطات في منطقة عسير، وتناول نماذج من أعمالهن.
ثم تحدثت الفنانة التشكيلية الدكتورة منال الرويشد، في ورقة بحثية بعنوان: «الفن التشكيلي ودوره في نمو ثقافة المجتمع»، عن العلاقة الثلاثية بين المجتمع، والثقافة، والفن التشكيلي، واصفةً الفن التشكيلي بأنه «رسالة عالمية لا تحتاج لوصف ولا كلمات».
وقالت الرويشد: «الفن التشكيلي شكل من أشكال الثقافة، يقدم صورة لما مر به المجتمع من تغيرات، وهو أحد روافد الإنتاج البشري المستمد من التراث والموروث الحضاري».
وأفادت أيضًا أن الفن التشكيلي كان في الماضي معزولاً عن المجتمع ومقصورًا على الطبقة الراقية، باعتباره نوعًا من الرفاهية، ثم أصبح حاضرًا في الشوارع وعلى الجدران وداخل الأحياء وفوق أسطح المباني.
وقدم الباحث عبدالله الحبي، ورقة بحثية تناولت «الحس الجمالي المجتمعي بين الثقافة والاقتصاد في ظل 2030»، تعرض فيها لتعريف الجمال ومصادر الحس بالجمال عند الإنسان.
وأكد الحبي أن ممارسة الفنون التشكيلية تسهم في تنمية القدرات الابتكارية والمهارات الإبداعية والحس الجمالي؛ مما ينعكس على الفرد والمجتمع، ويسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وزيادة التطور الجمالي والإبداع الصناعي.
فيما عرض النحات صديق واصل، رؤيته عن العلاقة بين الفنان التشكيلي والمجتمع، ودور المجتمع في فن هذا الفنان، محددًا الجوانب التي توضح دور الفنان التشكيلي في المجتمع، واختتم حديثه باستعراض الجهود التي تقدمها الدولة لتشجيع واكتشاف المواهب الشابة، ودعم الفن التشكيلي.