بِيعت فازة كبيرة الحجم أثرية مكسورة يصل طولها إلى 26 إنشًا، وفُقدت منها بعض قطعها، كانت تستخدمها مالكتها الأرملة المسنة لتضع فيها عكازها في شرفة المنزل طوال 40 سنة! بسعر مذهل بلغ 110 آلاف جنيه إسترليني.
وسبب ذهول الجميع لبيع الفازة المكسورة بهذا السعر المرتفع هو تقدير بعض الخبراء قيمتها بـ200 جنيه إسترليني فقط!
مفاجأة مذهلة
الفازة صُنعت لإمبراطور صيني في القرن التاسع عشر، وتحمل ختمه، واتضح وفقًا لصحيفة «الديلي ميل» البريطانية، أن الفازة قيمة جدًّا تاريخيًّا؛ حيث تم صنعها خصيصًا في القرن التاسع عشر للإمبراطور الصيني «جياكينغ» واسمه الشخصي «يونغ يان»؛ لتزين أحد قصوره الفخمة.
وكان سر الكسور المصابة بها الفازة أنها استخدمت باعتبارها حافظة لعكاز مالكتها المسنة! وكانت تضعها دائمًا في الشرفة طوال 40 سنة، وقد ورثت المالكة المسنة الفازة من أحد أفراد عائلتها. ولم يكن ليعرف الخبراء قيمتها الأثرية والتاريخية لولا أنهم شاهدوا اسم الإمبراطور وختمه الإمبراطوري في قاعدة الفازة الداخلية المصنوعة من البورسلين.
ثمن الانتقال
وبِيعت الفازة القيمة جدًّا بعد عقود طويلة من الزمن بعد أن احتاجت مالكتها البالغة من العمر 80 عامًا إلى المال للانتقال إلى دار رعاية المسنين؛ لأنها وحيدة لا أقارب لها يعتنون بها، وبعد أن رفضت دار الرعاية المزدحمة استقبالها لديها مجانًا، ولم تكن تتصور أن تُباع بهذا المبلغ الخيالي، ويحل لها ثمنها كل مشكلاتها، فكان الأمر أشبه بالمعجزة الإلهية بالنسبة لها.
وصرح مسؤول المزاد «آدم باتريدج» بأنه مندهش من بِيع الفازة المكسورة بهذا السعر، وأنه كان من الممكن أن تُباع بمبلغ أكبر لو كانت حالتها جيدة وخالية من الأضرار.
وأكد أنه قبل المزاد توقع ألَّا تباع الفازة بأكثر من 5000 جنيه إسترليني؛ لاعتقاده بأنها فازة عادية، ولم يكن قد شاهد بعد الختم الإمبراطوري.
واستغرب كيف وضعتها مالكتها في الشرفة باعتبارها حافظة لعكازها لمدة 40 سنة! حيث كانت عرضة للسرقة بسهولة طوال الوقت.
وقد اشترى الفازة القيمة رجل صيني بمبلغ «94» ألف جنيه، لكن بعد فرض رسوم الضرائب وصلت إلى 110 آلاف جنيه إسترليني.
قطعة فنية نادرة
والفازة «المزهرية» قطعة فنية نادرة صُنعت من البورسلين بمقبضين على شكل تنين، وزُين الإبريز بزهور ساحرة متنوعة، وبرز فيها اللون الأصفر.
وغير معروف متى وكيف أتت الفازة من الصين إلى بريطانيا، لكن ربما أتت مع أحد أجداد المالكة الثمانينية؛ فجلبها معه خلال خدمته في الجيش الإنكليزي في منطقة الشرق الأقصى.
وأضاف «آدم باتريدج» مدير مؤسسة باتريدج للمزادات ومقرها «ماكليسفيلد»: يسعدني أن مالكة الفازة المسنة التي تعيش في «مانشستر» كانت قلقة من المجهول المخبأ لها في ما لو لم تستطع تأمين المال اللازم؛ حتى تنتقل إلى دار رعاية المسنين، وآمل أن يؤدي بيع الفازة إلى تخفيف قلقها من المجهول والمستقبل، وبعث السكنية والطمأنينة في قلبها، وأن تتغير حياتها للأفضل.