اختتم قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، عروض "ليالي الفيلم العربي"، التي استمرت طوال 3 أيام في سينما ومسرح الـ"رينبو" في منطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية، والتي عُرض خلالها 3 أفلام عربية مختلفة، كانت بالفيلم المصري "مولانا" اخراج مجدي احمد علي، والفيلم المغربي "عمّي"، للمخرج نسيم عباسي، وبمجموعة أفلام عربية قصيرة اختتمت بها هذه الليالي السينمائية.
واستهلت الليالي عروضها بالفيلم المصري "مولانا"، وهو من اخراج مجدي احمد علي، ويعود إلى رواية الكاتب إبراهيم عيسى، حيث تدور أحداث الفيلم حول الشيخ حاتم الذي يعد من أحد الدعاة النافذين عبر وسائل الاعلام، والذي تربطه علاقات وثيقة برجال السياسة، وتأثير كل ذلك على مصداقيته أمام جمهوره.
و"مولانا" يروي رحلة صعود لشيخ شاب من مجرد كونه امام إلى أن يصبح داعية تلفزيوني شهير يملك حق "الفتوى" التي يتلقاها الناس بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث السائد في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد. فيجد نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة.
أما العرض الثاني فكان مع الفيلم المغربي "عمّي"، للمخرج نسيم عباسي، ويروي حكاية ممثلة تعيش في الرباط مع زميلتيها ليلى وهند. وتحاول أن تشق طريقها في السينما، وتأمل في أن تصبح ممثلة مشهورة. في يوم من الأيام، عندما يزورها عمها عبد الرؤوف الذي لم تر منذ فترة طويلة ويقيم عندها، يصبح التعايش بين رفقاء الغرفة الثلاثة والعم أكثر صعوبة يوما بعد يوم. تكشف حكاية عليا الكثير من خفايا عالم الإنتاج السينمائي.
واختتمت العروض بمجموعة أفلام عربية قصيرة، الأول بعنوان "البنفسجية" للمخرج باقر الربيعي، ويحكي قصة طفل يحاول أثناء الحرب ايجاد طريقة لمساعدة امه ويلتقي بفتاة تعرض عليه المساعدة مقابل عدة طلبات عليه تنفيذها. أما الفيلم السعودي "ثوب العروس" للمخرج محمد سلمان، فيروي حكاية أسمهان التي تمتهن الخياطة، وتؤمن، كما يؤمن أهل القرية، بأن الخياطة التي تنسج ثوب العرس تموت. مع اقتراب موعد عرس ابنتها التي لا تؤمن بالخرافة، تواجه أسمهان تحدياً في كسر هذا المعتقد، أو تموت.
بينما فيلم "زيرو مم"، للمخرجة سيماء سمير، فتدور احداثه حول صبي يعمل في مستودع للخردة، هواياته شراء كاميرات السينما المستعملة. عندما يحصل على واحدة صالحة، يقرر أن يصنع فيلما بمعونة أصدقائه، فيما يروي فيلم "ريد فيلفيت" المترجم للإنجليزية، للمخرج المصري محمود سمير، حكاية طفل يعاني من السكري وبحاجة لحقنة عاجلة وهو يحاول مقاومة التهام قطعة كيك شهية، فيما والدته ترقد في السرير بلا حراك بعد أن طلبت الإسعاف. وصوت امرأة على الهاتف تستعلم عن العنوان وتحاول عبثا مساعدة الطفل عن بعد.
كما عرض ضمن المجموعة الأفلام القصيرة الفيلم الأردني "صورة" للمخرج احمد الفالح، حيث يسلط الضوء على جانبين مهمين من حياة المجتمع الأردني: المرأة التي يتوفى زوجها، فتعتبر في نظر المجتمع "أرملة "، والفتاة التي تضطرها الظروف للانحراف.
ومن جهتها أكدت الرئيسة التنفيذية لـ "مؤسسة شومان"، فالنتينا قسيسية، أن هذه العروض تأتي في سياق مهمة التثقيف والتنوير التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن إشاعة الجمال قيمة مهمة، وأن المؤسسة تتصدى لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجد، ولفتت قسيسة إلى أن اسهامات صانعي تلك الافلام تتمثل بتقديم سينما خالصة تتسم بالبساطة والصدقية والشاعرية، والاعتناء الدقيق في اختيار موضوعاتها، وبما ينسجم مع إيقاع الحياة اليومية، مثلما تختزن الكثير من أطياف الثقافات الإنسانية.
وحول أهمية تنظيم ليالي الأفلام، قال رئيس قسم السينما في المؤسسة، الناقد السينمائي عدنان مدانات، إن تنظيم ليالي الأفلام "يأتي ضمن سياسة مؤسسة عبد الحميد شومان/ قسم السينما/ الهادفة للتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم سواء عن طريق العروض الأسبوعية المنتظمة او عن طريق إقامة الأسابيع السينمائية المتميزة، وهي السياسة التي دأبت على تطبيقها بنجاح منذ سنوات".
ويشار إلى أن قسم السينما بـ "شومان"، تم تأسيسه في العام 1989، من قبل لجنة من خيرة النقاد الأردنيين، تشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما يتم تنظيم أسابيع أفلام متنوعة.
ومؤسسة عبد الحميد شومان؛ هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، والابتكار المجتمعي.