بعد 6 سنوات من انطلاقها كمبادرة في خدمة اللغة العربية، من خلال حملات متعددة وطرق تفاعلية مختلفة تدعو للحفاظ على اللغة ونشرها والاعتزاز بها كهوية، احتفلت "تحدث العربية" من أمام قصر المصمك التاريخب بيوم اللغة العربية العالمي 2024، بمرحلة تحول وآفاق جديدة، من خلال تدشين شركات "تحدث العربية" الخمس، وهي مجموعة استثمارية تهدف إلى الاستثمار في قطاعات ومجالات اللغة والهوية، وتخدمها بمختلف أشكالها وألوانها، وهي: شركة المباني العربية، وشركة الفروسية العربية، وشركة التعليم العربية، والأحداث العربية، والأفلام العربية، ولكل منها رسالة ورؤى وأهداف.
"سيدتي" تنقل لكم جانباً من الاحتفالية عبر التقرير التالي:
تغطية -عتاب نور
عبد الإله الأنصاري: يوم اللغة العربية يوم سعودي بامتياز
بداية، التقت "سيدتي" عبد الإله الأنصاري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تحدث العربية"، الذي وصف اليوم العالمي للغة العربية، واعتبره يوماً سعودياً بامتياز، وعلل ذلك بقوله: هذا اليوم الثامن عشر من ديسمبر هو اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، ونعتقد أنه يوم سعودي بامتياز، فهذا اليوم، ومن طريقة تقديمه في اليونسكو، كان عبارة عن مبادرة من السعودية للاحتفاء باللغة العربية عالمياً، ولذلك نرى أنه من واجبنا في "تحدث العربية" أن نكون من أوائل المشاركين فيه، بل نرى صراحة أنه في "تحدث العربية"، وبفضل من الله، كانت لدينا قدرة جيدة على نقل الاحتفال في هذا اليوم من احتفال نخبوي إلى احتفال شعبوي فيه حضور، وفيه وصول لجميع الفئات.
تحديات وحملات "تحدث العربية"
فكان أحد التحديات التي واجهناها في السنوات الخمس أو الست الماضية؛ قضية كل 18 ديسمبر، كيف ننقل رسالة ونعالج موضوعاً أو قضية معينة تخص حياة الناس، وتخص واقعهم، ولكن بطريقة بسيطة تصل للمتلقين بمختلف الأصعدة، فكان لدينا أكثر من 5 أو 6 حملات تقريباً، في أول حملة قدمناها، كان الدكتور زياد إدريس، سفير السعودية في اليونسكو سابقاً، المشرف على مبادرة 18 ديسمبر، هو من اقترح بأن أفضل ما يمكن أن نقدمه في هذا اليوم هو "تحدث العربية"، ثم بعد ذلك تحدثنا عن تكسير اللغة مع الأجانب، وبعدها تناولنا الحديث عن الترجمة للعربية، وتحدثنا بعد ذلك عن الامتداد، وأننا نعيش امتداداً حقيقياً في السعودية، في 18 ديسمبر نحتفي بهذا الامتداد بلغتنا وتاريخنا، ثم بعد ذلك وصلنا إلى رسالة الطفل العربي، وعن التحدث مع الأطفال بغير اللغة العربية، وأخطارها، وكل حملة من هذه الحملات كانت عبارة عن موضوع كبير بحد ذاته، وكانت يشاركنا العديد من الجهات في كل حملة، منها جهات خاصة وحكومية، والحمد لله نجحنا في أن نكون الصوت الشبابي لديسمبر، ونعتقد إن شاء الله أننا وصلنا إلى نقطة جيدة من التوازن؛ نقطة جيدة من معرفة ما يحتاجه الجمهور، وكيف نوصل رسالتنا بعيداً عن الرسالات النخبوية.
مجموعة تحدث العربية الاستثمارية
وعن تدشين شركات "تحدث العربية" الخمس، أوضح عبد الإله الأنصاري: عندما أطلقنا "تحدث العربية"، كنا ندرك أن موضوع اللغة موضوع كبير، هو موضوع سيادي، يخص المجتمع ويخص وطننا الحبيب، لذلك نرى أنه يجب أن يتحول الحديث من مجرد تحدث أقوال إلى أفعال؛ أفعال تتحدث العربية، لذلك في هذا اليوم كانت حملتنا هي أن نطلق مجموعة "تحدث العربية"، وهي مجموعة استثمارية تهدف إلى الاستثمار في قطاعات وفي مجالات تخص اللغة والهوية، وتخدمها بمختلف أشكالها وألوانها، لذلك أطلقنا المباني العربية، وهي المتخصصة في إنشاء والتطوير العقاري والترميم والبناء بطراز عربي يناسب هويتنا وثقافتنا.
كما أطلقنا "التعليم العربية"، والمتخصصة في تعليم اللغة العربية، وكذلك "الفروسية العربية"، وحيثيات الفروسية، وخدمة هذا القطاع الذي يخدم الهوية بشكل أساسي، وشركة "الأفلام العربية" ودورها في إيصال رسائل الشعوب ونشرها عالمياً، وأخيراً شركة الأحداث العربية، وهي شركة متخصصة في تنظيم المحافل والأحداث التي تخدم الهوية، كما كان في سوق عكاظ سابقاً، سيكون لنا إن شاء الله الكثير من المحافل المؤقتة والمستدامة في تعزيز اللغة والهوية العربية تحت مجموعة "تحدث العربية".
مستقبل اللغة العربية
استشرفنا المستقبل منذ فترة طويلة، ولكن لم نكن نتوقع صراحة أن يكون بهذه السرعة، لكن في وطن لا يعرف المستحيل، وقيادة حكيمة، وتوجه كبير جداً نحو الهوية واللغة العربية والحفاظ عليها، لأنها هي الوقود لانطلاقنا إلى العالم، نرى أن الموضوع تحقق بشكل سريع جداً، والمستقبل سيكون باهراً جداً ومزهراً من الناحية الاجتماعية، ومن الناحية الاستثمارية، ومن جميع الأصعدة، ونرى أن الموضوع مشرق، ويستحق الجهد الذي بذلناه في الفترة الماضية، ويستحق كذلك ما سيأتي إن شاء الله من جهود ومن استثمار ومن عوائد بإذن الله.
وهي تواكب التغيرات والتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، هذه التقنيات الموصلة للغة العربية تصل إلى بعد آخر وآفاق أكثر، وأعتقد أن السعودية تجمع بين الحسنيين؛ تجمع ما بين المعرفة والتقدم التقني بشكل كبير جداً، ومؤخراً تجمع كذلك معها الحفاظ على الهوية ونشرها وتعزيزها، ورأينا الكثير من المبادرات الجادة والحقيقية والقوية جداً، وعلى مستويات عالية، مع العديد من الشركات في القطاع شبه الحكومي، والقطاع الحكومي والخاص، كذلك التي تخدم موضوع التقنية واللغة، الكثير منها، سواء كان في الذكاء الاصطناعي أو التطبيقات أو غيرهما من الأشياء، لذلك نرى أننا سنكون رواداً، وسنكون من الأوائل عالمياً في هذا الاتجاه بإذن الله.
الوصول للجمهور باحترافية
وعن الطرق التفاعلية التي سلكتها "تحدث العربية"، مثل استخدام أسلوب الفكاهة والجداريات وإطلاق إذاعة متخصصة، أوضح الأنصاري: نحن في "تحدث العربية" كثيراً ما كررنا قضية أن لدينا إستراتيجية حقيقية، تبدأ بتغيير التصور لدى الناس، ثم تمر بعد ذلك في تعزيز مهاراتهم، ثم وصولاً إلى صناعة سوق طبيعي يروج فيه ما يخدم المستهلك وما يخدم المستخدم.
فتغيير التصور يجب أن يمر بكثير من الأفكار الإبداعية، منها كيف تغير تصور أمّ عن تعليم طفلها بغير اللغة العربية، وكيف تغير تصور مراجع يذهب لمستشفى ومن حقه أن يطلب العلاج باللغة العربية، وكيف تغير تصور شخص يرغب الذهاب لمقهى أو لمكان ويجد نفسه خجولاً من أن يطلب بغير اللغة العربية، هذا الأمر لابد أن يكون بشيء من الفكاهة، والجرأة، وربما بشيء من الحدة في بعض الأحيان، مع المحافظة على الحدود، بطبيعة الحال، لذلك سلكنا كثيراً من الاتجاهات، وحاولنا استخدام قدراتنا التسويقية، وقمنا بالاستعانة صراحة بواحدة من أقوى الشركات في المجال، ألا وهي شركة "تراكيب" لصناعة المحتوى، في إيصال هذه الأفكار بطريقة تتناسب مع الجمهور بشكل احترافي، ولذلك كان لدينا ولله الحمد وصول كبير جداً على المستوى الاجتماعي، وعلى مستوى المحتوى. وإن كنا لسنا راضين بالكامل عما وصلنا إليه، لكن إن شاء الله القادم أجمل، ولدينا العديد والمزيد، وستستمر "تحدث العربية" في توعية الناس بأهمية اللغة، فهي كانت صعبة، بينما الآن هي سهلة جداً، الاتجاه الآن متجه بأكمله إلى السعودية؛ العالم الجديد في الشرق الأوسط الذي يتشكل، وهذا الكلام قد يبدو كبيراً جداً في طرحه، ولكن هو واقع، يجب أن نعرف أن الناس سئمت من المعتاد، سئمت من تكرار الأنماط، سئمت من تكرار الفكاهة على نمط معولم، والمستقبل حالياً لمن يتمسك بلغته، يتمسك بهويته، ويكون متميزاً عن هذا الكم الكبير من التكرار، لذلك نرى أن الموضوع أصبح أسهل صراحة، ولكن التحدي في أن تتحول هذه الشركات إلى أعمال حقيقية تخدم اللغة والهوية بشكل حقيقي، بعيداً عن مجرد المحتوى التسويقي فقط.
الشباب واللغة العربية
أكد الأنصاري أن النظرة سابقاً للغة العربية تغيرت بالنسبة لي الآن؛ بعد الاحتكاك بكثير من الشباب وكثير من الجيل القادم، قد نستغرب حبهم لتعلم وحفظ بعض الأبيات، ونستغرب كيفية استخدامهم للحديث وللتقنية ومواقع التواصل في تعلم أمور ومعلومات وأفكار من عمق تاريخنا الإسلامي، أجد أنه يجب أن نكون متفائلين، ويجب أن نكون واقعيين حتى في النظرة، فالجيل القادم جميل جداً، ويفهم المعلقات، ويفهم اللغة، ويفهم الخط العربي، ويفهم الكثير، لذلك من الخطأ علينا أن نتمسك بنظرة سابقة، ويجب علينا أن ننطلق ونواكب المجتمع ونواكب الجيل في التحدث باللغة العربية.
صحيح هناك مشكلة حقيقية لا ننكرها، ولكن يجب أن نكون متفائلين، ولذلك نحن ننطلق في الكثير من المبادرات والأعمال، آخرها كان السنة الماضية؛ كانت رسالة طفل عربي، التي تطرقت لقضية أن الأطفال لا يعرفون اللغة العربية في الأصل، ولكن الوعي كبير والتغيير كبير، وأعتقد أن هناك جيلاً قادماً بإذن الله سيكون قادراً حتى على إيصال اللغة إلى أماكن أبعد مما وصلنا له.
عالية المقرن: اللغة العربية كنز
بدأت عالية المقرن، الرئيس التنفيذي لشركة "تحدث العربية"، بالثناء على "سيدتي"، وعلى تواجدها الدائم في كل محفل يخص الهوية والثقافة العربية.
وأكدت على أن وجود حدث ملهم مثل الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الحدث المعتمد من اليونسكو في كل سنة، يحتفي الناس فيه ويؤكدون دوماً ضرورة وأهمية الاعتزاز باللغة العربية كمصدر وكنز قومي ومصدر ثراء اقتصادي واجتماعي متى ما استعملها الناس بالطريقة المناسبة، والصحيحة، والسليمة في يوم مثل ديسمبر، كل الجهات تغرد وتصدح برسائلها التي تؤكد أن اللغة العربية هي إحدى أكبر اللغات تعلماً، وإحدى أهم اللغات التي من المفترض على الكل جميعاً أن يكون إما مُتقناً لها أو حتى مُطلعاً عليها.
"تحدث العربية" قول وفعل
فخلال خمس سنوات مضت، "تحدث العربية" كانت دائماً تؤكد رسالة أن اللغة تراث قومي، وأنها مصدر ثراء اقتصادي واجتماعي متى ما تم استخدامها بالطريقة الصحيحة والسليمة، لكن دعونا نقول إن هذا العام "تحدث العربية" هي قول وفعل، لن نكتفي بالاحتفاء، وبإيصال هذه الرسائل عن طريق المحتوى، أو عن طريق الحملات، إنما من خلال تأسيس هذه الكيانات والاستثمار في القطاع الذي يؤكد أن اللغة والهوية والثقافة جديرة بالاحتفاء أولاً، وجديرة بالاستثمار، وبتأسيس كيانات خاصة فيها تدعمها.
ونؤكد ضرورة الاعتزاز بثقافتنا كعرب وكسعوديين، وأيضاً كأشخاص متعلمين للغة من أشرف اللغات على وجه الأرض، فالحمد لله "تحدث العربية" اليوم تؤكد أننا نستثمر في هذا القطاع، نحن نؤكد أن هذا القطاع جدير بأن نثق به ونجعل منه وسيطاً لإرسال رسائل أو مستهدفات.
اللغة العربية والذكاء الاصطناعي
بالحديث عن اللغة والذكاء الاصطناعي، وكيفية توظيف واستعمال التقنيات، يمكن لأقرب الركائز والمستهدفات الأساسية لشركة التعليم العربية التي تم إطلاقها بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي 2024، أن تهدف للتوسع في مجال توظيف التقنيات وفي تعليم اللغة العربية، سوء للناطقين بها أو الراغبين في تعلمها، خصوصاً مع كثرة الوافدين والسياح القادمين للسعودية، فكان من الضروري توفير منصات وتطبيقات تسهل من التواصل بشكل سليم بين الأفراد من خلال التعلم أو الترجمات الصحيحة، وهذه ستكون من مهام شركة التعليم العربية التي ستطلق جميع برامجها مع بداية العام المقبل بإذن الله.
اقرأ المزيد : في يومها العالمي.. معلومات قد لا تعرفها عن اللغة العربية