المهندس سراج علاف خطاط سعودي محترف واستشاري وباحث في الذكاء الاصطناعي والفن، بعد حصوله على الإجازة في الخط العربي في أروقة الحرم المكي، اتجه لتعليم الخط العربي، حيث تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلاب والطالبات حول العالم. وتميز بأسلوبه الذي يجمع بين استخدام الأدوات التقليدية في تعليم الخط العربي وتقنيات التعليم عن بعد، توفير بيئة تفاعلية مرنة تضمن حداً عالياً من الاستفادة من الدورات، لذا بات "علاف" من أكثر من قدموا هذا النوع من الدورات حول العالم. كما كان مرشحاً للمشاركة وعلى مستوى عالمي في احتفالات اليونيسكو بيوم اللغة العربية منها مشاركة عن الخط العربي والتقنية عام 2014، وفي عام 2016 أقام "علاف" ورشة عمل عن الخط العربي في مقر اليونسيكو خلال احتفالية يوم اللغة العربية، وكما كان له معرض شخصي وورشة عمل بمدينة أوتاوا بكندا ضمن احتفالية الملحقية الثقافية السعودية باليوم العالمي للغة العربية.
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 2024 التقت سيدتي بالمهندس الخطاط سراج علاف للتعرف إلى قصة شغفه بالخط العربي وتطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمته.
بداية الشغف
متى كانت بداية رحلة الشغف بالخط العربي.. بمن تأثرت ومن كان له الفضل في تشجيعك ودعمك؟
رحلتي مع الخط العربي بدأت من عام 1996 عندما التحقت بدرس الخط العربي في الحرم المكي الشريف على يد الأستاذ الخطاط إبراهيم العرافي حتى نلت منه شرف الإجازة عام 2013 وأكيد أن الداعم الأول لي كان والدي رحمه الله ووالدتي حفظها الله وعائلتي ومعلمي وزملائي.
هل ترى أن هناك علاقة تجمع ما بين شغفك بالخط العربي وتخصصك في هندسة الحاسبات؟
الخط والهندسة يعتمدان في بنائهما على نفس المبادئ الفلسفية التي تعتبر الجمال قيمة عليا يجب الوصول إليها من خلال تطويع الأدوات والتقنيات المتاحة للوصول إلى أفضل معنى وأجمل مبنى، ولذلك فإنني أعتقد أنني كنت محظوظاً بالتعامل مع العالمين ومحاولة الجمع بينهما في أوقات كثيرة.
الخط العربي والجيل الحالي
باعتبارك معلماً للخط العربي كيف ترى اهتمام الجيل الحالي بالخط العربي في ظل غياب مادة الخط والتوجه للغات الأجنبية؟
الخط العربي واللغة العربية محفوظة بحفظ الله عز وجل للقرآن الكريم، حيث إن ولادة فن الخط العربي ارتبطت بكتابة القرآن الكريم، ولذلك فإنني أجد أن الاهتمام موجود ولكنه يتشكل بطرق مختلفة تستدعي التعامل معها بما يتلائم مع المرحلة من حيث التواصل مع الأجيال الحالية والقادمة من خلال القنوات والأدوات التي اعتادوا التعامل معها وعلى رأسها التقنيات الرقمية الحديثة لا سيما في ظل الاتجاه العام للثقافات الأخرى والتي فرضت سيطرتها من خلال التواصل الفعال مع الناس بالطرق التي يفضلونها بدون الإخلال بالأصالة والجمالية التي تميز تلك الفنون.
ويتميز بمواكبته للمتغيرات المستمرة والتحديات القادمة وعليه فإن من واجب الفنان المتمكن خوض بحار الأفكار الجديدة ومعرفة الأساليب الدقيقة للتعبير عن فنه بأسلوب عصري.
يعتبر سراج علاف أحد أوائل المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي الذين قاموا بتطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة فن الخط العربي وتعليمه لا سيما وأن هناك توجهاً عالمياً لرقمنة الفنون والعلوم ويضاهي ذلك توجهاً سعودياً لنشر الفن العربي والإسلامي بشكل عالمي.
رقمنة الخط العربي
ماذا نعني بمصطلح الخط الرقمي؟وكيف يمكن استثمار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في دعم الخط واللغة العربية؟
المصطلح الأكثر دقة هو (رقمنة الخط العربي ) وهو نقل جمالية الخط العربي إلى العالم الرقمي من خلال دمج جماليات الخط العربي التقليدي مع التطبيقات الرقمية الحديثة وإظهارها بأجمل طريقة.
أما الذكاء الاصطناعي فقد أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية ويدخل في كل المجالات وعلى ضوء ذلك فإنه من الضروري على الفنان العربي أو الخطاط بالتحديد تفعيل هذه التقنيات واستعمالها فيما يعد بالنفع على إنتاجه الفني والعلمي ويضمن له الالتحاق بركب التطور وإلا فسيأتي من يقوم بعمل ذلك ولكن بدون فهم عميق لجماليات الخط العربي، مما يؤدي إلى نتائج ضعيفة.
محافل عالمية
في سجلك العديد من الجوائز والاستحقاقات من خلال الحصول على مراكز متقدمة في عدد من المسابقات بالإضافة لاختيار عدد من أعماله للاقتناء في مواقع مهمة في السعودية ومن شخصيات وجهات عديدة حول العالم هل يمكن تسليط الضوء على جانب منها؟
الحمد لله، خلال رحلتي مع الخط العربي حرصت على المشاركة في المسابقات والمعارض المحلية والدولية، وتمكنت بفضل الله من الوصول لمراكز متقدمة وشاركت في محافل كبيرة من أبرزها احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في اليونيسكو بباريس ونيويورك وعدد من المعارض الشخصية والجماعية في كندا واليابان وتونس ومصر وغيرها.
مشاركاتك العديدة في فعاليات ومعارض وورش عمل محلية وخارجية احتفاء باللغة العربية.. كيف تصف لنا الأصداء وفن الخط العربي بعيون الآخرين؟
الثقافة السعودية المنبثقة من الثقافتين العربية والإسلامية غنية جداً ولا سيما في مجال الخط العربي، جمالياتها سهلة الوصول ويمكن لأي شخص أن يستمتع بها بدون حتى أن يفهم اللغة، ولذلك فإن ردو الفعل العالمية على فن الخط العربي دائماً ما تكون إجابيةً، خاصة إذا ما تم عرضها بطريقة احترافية وضمن منظومة عمل متفهمة لخصوصية هذا الفن وقدره الرفيع.
الخط العربي سفير الثقافة العربية
كيف تنظر للخط العربي كقيمه وارتباطه الوثيق باللغة العربية؟
أعتقد أن المرحلة القادمة تستلزم الالتفات للتقنيات الحديثة والاستثمار فيها بالمال والجهد في سبيل تطوير وحفظ الإرث الجمالي الفني للثقافة السعودية والعربية والإسلامية عموماً، حيث إن الخط العربي أفضل سفير لثقافتنا بين الشعوب.
كلمة أخيرة
أشكر مجلة سيدتي على هذا اللقاء وهذا غير مستغرب على منصة إعلامية تعودنا عليها منذ طفولتنا وشاركتنا مراحل عمرنا المختلفة.
اقرأ المزيد :في اليوم العالمي للغة العربية.. رواد أَثْروا لغة الضاد عبر التاريخ