قد تعتبرين أحمر الشفاه من أدق خصوصياتك، ورفيقك الدائم، ولكن أحدهم يتعدى على هذه الخصوصيات ليصنع شيئاً غريباً ومثيراً للجدل.
لا تخافي، ما صنعه الفنان الفلسطيني، عامر شوملي؛ يحول أحمر الشفاه إلى فن راقٍ، فقد أعد لوحة فنية لمناضلة فلسطينية؛ هي أول امرأة تقوم بعملية اختطاف طائرة، وذلك من خلال استخدامه 3500 قلم من أحمر الشفاه.
الأمر لم يكن سهلاً على الشوملي، فعملية إيجاد 3500 أحمر شفاه؛ كانت عملية عسيرة؛ خاصة وأن كل النساء لا يتستغنين عن شرائه، مما جعله لا يعثر على الألوان المطلوبة في الأسواق، فتعاقد مع مصنع أدوات تجميل فلسطيني لكي ينتج له الألوان المطلوبة التي لا تتوافر في السوق بالكمية التي تحتاجها لوحته.
وفي معرض أقيم مؤخراً في كبرى جامعات فلسطين، ظهرت اللوحة «الأيقونة» كما أطلق عليها الفنان، والتي بلغ وزنها 130 كيلو غراماً، على اعتبار أن كل قلم أحمر شفاه يبلغ وزنه 37غراماً، وذلك بعد أن اتفق الشوملي مع مصنع مواد التجميل على إضافة بعض المواد الكيميائية؛ لكي تقاوم أقلام أحمر الشفاه عوامل الطقس.
داخلنا فنان
اللوحة كما يقول عنها عامر تبدو عن قرب مجموعة متراصة من أقلام أحمر الشفاه، وكأنها صفوف في محل للزينة، ولكن حين تراها عن بعد؛ فهي صورة وجه امرأة تلف رأسها بالكوفية الفلسطينية الشهيرة، وتحمل الكلاشينكوف، وهي الصورة التي التقطها من قبل الفنان أدي آدمز، ويقول عامر مردداً مقولة بيكاسو: في داخل كل منا فنان، ويقول: علينا أن نكبر دون أن نخسر هذه الهبة، فأنا كنت فناناً منذ صغري، وكنت أستغرب كيف لا يملك رفاقي هذه الصفة مثلي.
بقرة خشبية
أما المشروع الأخير للشوملي؛ فهو مجسم بالحجم الحقيقي لبقرة تتألف من 58 ألف مكعب خشبي صغير؛ تحكي قصة مجموعة من الأبقار عام ١٩٨٧، حيث عمل شباب الانتفاضة الفلسطينية على خلق استقلال اقتصادي، فتحولت بيوت الفلسطينيين حينها إلى مزارع صغيرة تربي الدجاج والأرانب، ومن بين هذه المشاريع أيضاً تربية الأبقار، ولكن الاحتلال ظل يطارد مربي الأبقار؛ حتى لا يحقق المواطن الفلسطيني استقلاله الاقتصادي، فما كان من الناس وقتها سوى تهريب الأبقار من بيت لبيت، وظل جنود الاحتلال أربع سنوات كاملة يبحثون عن عشر بقرات «فلسطينية» تنتج الحليب واللبن والجبن لأهل قرية صغيرة؛ استغنت عن منتجات الاحتلال تماماً، فجاءتني فكرة هذا التمثال تخليداً لهذا الوجه من النضال، فالشعوب دوماً تصنع المستحيل.
عامر شوملي في سطور:
من مواليد الكويت عام 1981.
حاصل على بكالوريوس هندسة عمارة.
حصل على ماجستير فنون جميلة قسم الكاريكاتير من بريطانيا.
أسس برنامج دبلوم الرسوم المتحركة في جامعة بيرزيت، كبرى جامعات فلسطين.