قد يبدو الأمر في بدايته مُضحكاً، وكأنه مشهد خرج للتو من أفلام الرسوم المتحركة إلى الحياة الحقيقية، أن ترى حيوانات وطيور تترنح من "السُكر"، ولكن هذا الأمر على الرغم من كونه أقرب إلى الخيال، إلا أنه كان قد حدث فعلاً جنوب المملكة المتحدة، عندما تمت مشاهدة طيور النورس وهي تمشي بعدم اتزان كامل، وتكافح حتى تتمكن من السير في خط مستقيم، بالإضافة إلى قيامه بالتقيؤ كثيراً، تماماً كالبشر السكارى الذين أفرطوا في شرب الكحول.
إلا أن الأمر في حقيقته - وعلى الرغم من البعض قد يرون بأنه مشهد طريف – خطير للغاية، ويهدد حياة وصحة هذه الطيور، والحياة الطبيعية عموماً في البلاد، وكان موظفي الرعاية والرفق بالحيوان، قد أشاروا إلى أن هذه الطيور فعلاً مصابة بحالة من "السُكر"، وأن ما تعانيه من أعراض سببه تناول الكحول، وقدموا عدداً من الإحتمالات التي تفسر إصابة طيور النورس بهذه الحالة.
وأكدت الجمعية الملكية البريطانية "لمنع القسوة على الحيوانات RSPCA"، بأنها خلال الفترات الماضية، قد تلقّت العديد من النداءات بشأن طيور النورس السكارى هذه، واستنتجت الجمعية الملكية، بأن الطيور كانت - على الأرجح – قد تناولت بقايا الكحول من مخلفات أحد مصانع الخمور المحلية، أو أحد منتجي الكحول في المنطقة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذي إنديبينديت The Independent" البريطانية، أن أعداداً كبيرة من طيور النورس كانت قد لقيت مصرعها بسبب هذا الأمر، بالإضافة إلى أعداد كثيرة أخرى غيرها تم العثور عليها مصابة بالمرض وحالتها الصحية خطيرة على شواطئ مدن "ديفون" و"دورست"، و"سومرست" الإنجليزية، حيث وصفت الجمعية الملكية "لمنع القسوة على الحيوانات"، بأن للكحول تأثير على طيور النورس والحيوانات الأخرى، مشابه إلى حدٍّ كبير بالطريقة التي يؤثر ويتفاعل بها جسم الإنسان معه في حالة الإفراط الشديد في استهلاك الكحوليات، حيث أن هذه الطيور بدت "مشوشــة" وتواجه مشكلة في توازنها وسيرها، تماماً كما يحدث مع الإنسان الثمل.
وفي تصريح لـ"جو دانيال"، وهو أحد المحققين في الجمعية الملكية "لمنع القسوة على الحيوان" لوسائل الإعلام البريطانية، قال أنه: "في البداية، كانت طيور النورس تلك تبدو وكأنها مصابة بتسمم غذائي، وهو مرض ناجم عن نوع معين من البكتيريا، ولكن بعد أن قامت بالتقيؤ، بدا أن معظمها قد بدأ فعلاً بالتعافي واستعادة صحته واتزانه"، وتابع دانيال قائلاً: "كانت رائحة المشروبات الكحولية الكريهة تفوح من الطيور بكل تأكيد عندما جمعناها عن الشواطئ، وحتى الآن ما زالت رائحة الشاحنات لدينا تشبه رائحة الحانات".
وقال "ديفيد كوبر" وهو طبيب بيطري يعمل لصالح المؤسسة الخيرية، وكان قد عالج عدداً من هذه الطيور عندما وصلت إلى مركز "ويست هاتش" للحياة البرية، في مدينة "تونتون" التابعة لمقاطعة "سومرست": "أتت الطيور من جميع أنحاء مدينة ديفون، حتى أن عدداً قليلاً منها كان قد أتى من مدن أخرى مثل (بريدبورت) و(لايم ريجيز) في مقاطعة دورست"، وأضاف كوبر: "للأسف، ماتت بعض الطيور، ولكن معظمها تمكن من استعادة عافيته بشكل جيد وأُطلق سراحها بعد أن أمضت بضعة أيام تحت رعايتنا".
وتحث الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات، مصانع الجعة المحلية، ومصانع تقطير الكحول ومنتجي الكحول على التأكد من أن نفاياتهم يتم التخلص منها بشكل آمن، ولا يمكن للحيوانات البرية أو الطيور أن تصل إليها.
فيديو طيور النورس السُكارى في إنجلترا:
فيديو.. طيور نورس "سُكارى" تنتشر على شواطئ إنجلترا
- أخبار
- سيدتي - محمد المعايطة
- 09 يوليو 2018