في حالات كثيرة يكون تسامح الزوجة وبقاؤها مع الزوج الخائن، المتكرر الخيانة مع سبق الإصرار والترصد، غيرَ صائب في حال كان الزوج قاسيًا في معاملته الجسدية والعاطفية لها، التي تشير إلى احتمال وقوع حادثة أو جريمة قتل جراء العلاقة غير المستقرة بينهما.
وفي بريطانيا ذهبت آن سيرل «62 عامًا» ضحية زوجها، الجندي السابق في القوات البحرية الملكية ستيفن سيرل «64 عامًا»، في 30 ديسمبر 2017 الماضي في منزلها بستو ماركت في سوفولك، واتُهم زوجها ستيفن بقتلها خنقًا حتى الموت، بعد مواجهة حادة بينهما، سببها علاقته العاطفية بحبيبة ابنه «جاري» وأم أحفاده حسب ادعاء النيابة العامة في محكمة إيبسويتش كراون.
خيانة مزدوجة
وأكد ممثل الادعاء أن ستيفن سيرل خنق زوجته آن بيديه بعد مواجهتها له بخيانته مع أم أحفاده، دون أن يخالجه إحساس بالذنب أو الخجل لخيانته زوجته وابنه معًا.
شاهدة إثبات
وأدلت كيلي لورانس يوم الثلاثاء 10 يوليو- تموز الحالي بشهادتها في المحكمة، وهي زميلة الضحية في الشركة التي تعمل فيها، بمحتوى محادثات جرت بينهما كشفت فيها زميلتها آن سيرل لها، عن تعاستها مع زوجها ستيفن سيرل في شهر آب 2017 الماضي، والسبب هو اكتشافها خيانته لها، لكنها لا تعرف إن كان يخونها آنذاك مع رجل أو امرأة، وقد فعلها من قبل وخانها، لكنها لم تعرف تفاصيل خيانته لها في ذلك الوقت.
نشرت رسائل زوجها العاطفية للمرأة الثانية في الفيس بوك، وعندما فتشت آن سيرل هاتف زوجها ستيفن، عثرت على رسائل نصية عاطفية بينه وبين حبيبته الجديدة؛ فقامت بتصويرها ونشرها على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» لكنها بعد فترة أزالتها؛ لئلا يتطور الخلاف بينهما للأسوأ.
المرأة الثانية المجهولة
وبعد تردد كبير من آن، واجهت أخيرًا زوجها ستيفن فاعترف لها بأنه على علاقة مع حبيبة ابنه وأم أحفاده؛ فغضبت آن من اعترافه الوقح، وحطمت هاتفه؛ محولة إياه إلى أشلاء.
رفضت تقديم شكوى
وأضافت كيلي بشهادتها: إنها لاحظت كدمات متفرقة على ساعدي آن في مناسبات عدة، وتحت إلحاحها اعترفت لها بأن زوجها ستيفن ضربها عدة مرات، واتصلت بالشرطة لتشكوه لكنها تراجعت عن تقديم الشكوى بحقه رسميًا؛ لأنها كانت تأمل بإصلاح علاقتها بزوجها، والاستمرار بزواجها للأبد بدون مشاكل كبيرة بينهما.
لم تطلب الطلاق
وسر استسلام آن سيرل لزوجها ستيفن، أنها متزوجة منه منذ «45 عامًا»، ولديهما ثلاثة أبناء، وكانت تشعر دومًا بأنها أكبر سنًا من أن تبدأ من جديد حياة عاطفية جديدة مع رجل آخر غير زوجها؛ لهذا أرادت لزواجها أن يستمر، وينجح في تجاوز أزمة الخيانة.
هوية المرأة الثانية
والمرأة الثانية في حياة الزوج القاتل، تدعى إنستازيا بومياتيفا حبيبة ابنه السابقة، ولديها أبناء من ابنه جاري، ولم تتزوج ابنه حتى بعد إنجابها أطفالها من ابنه، وبدلاً من العودة لوالد أطفالها الذي يقاربها بالعمر، ارتبطت عاطفيًا بوالده المسن، الذي قتل زوجته خنقًا بيديه بسببها، ولم يشفع لزوجته آن سيرل سنوات الزواج الطويلة بينهما، وذكريات الحب في فترة شبابهما؛ فقام بقتلها تحت تأثير الغضب، لكنه يصر بشدة على نفي قتله لها خنقًا.
ومازالت المحاكمة مستمرة لغاية هذه اللحظة، ومتوقع صدور الحكم في القضية قبل انتهاء العام.
القضية أثارت الرأي العام
وقد أثارت القضية الرأي العام البريطاني في السوشيال ميديا وفي وسائل الإعلام؛ لكونها تشير إلى أنانية الزوج الذكورية، الذي يبيح لنفسه الخيانة بأي وقت، ولا تهمه العلاقات الأسرية؛ إذ أنه خان زوجته المسنة مع حبيبة ابنه؛ مما كسر علاقته مع ابنه وزوجته معًا بخيانته المزدوجة دون أن يرف له جفن.
وحظيت الزوجة الضحية آن سيرل بتعاطف نساء بريطانيا؛ متمنيات أن يعاقب الزوج القاتل ستيفن سيرل بحكم مشدد؛ ليكون عبرة لغيره من الأزواج الذين لا يتورعون عن قتل الزوجة إن سألت الزوجة سؤالها الشرعي: لماذا تخونني؟ بماذا قصرت معك؟