بحادثة فريدة وغير مألوفة على الإطلاق، قامت عائلة شاب أمريكي عُرف عنه شغفه الشديد في ألعاب الفيديو، كان قد قُتِلَ قبل قرابة الأسبوعين في مدينة "نيوأورلينز" بولاية لويزيانا الأميركية، بعرض جثته وهو جالس على كرسي وفي يديه ذراع تحكُّم لجهاز لعبة "بلاي ستيشن"، ووُضِعت بجانبه وجبات خفيفة، إلى جانب أنهم قاموا بإلباسه قميصه الرياضي ونعله المفضَّلين، الذي كان يقضي فيهما معظم وقته قبل أن يتعرض للقتل.
وقالت عائلة الشاب الأمريكي "رينارد ماثيوز" البالغ من العمر 18 عاماً، والذي كان قد أُردي قتيلاً بالرصاص عندما كان يقوم بالتنزه مع كلبه الجديد منذ قرابة الأسبوعين، أنهم أرادوا في مراسم وداعه الأخير، أن يكون محاطاً بالأشياء التي كلن يحبَّها في حياته، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "ذي إنديبيندينت The Independent" البريطانية.
وكان "ماثيوز"، "الشاب اللطيف" بحسب ما وصفه أحد جيرانه، مُشجِّعاً مهووساً بفريق "بوسطن سيلتكس" لكرة السلَّة، وكانت عائلته قد أُلبِسَت جثَّته قميص فريق الرياضي المفضل وجوارب مماثلة، فيما كان أيضاً في مراسم الجنازة لغريبة والفريدة من نوعها، والتي أقيمت في دار جنازات "شاربوني لابات غلابيون"، تلفازٌ موجود أمام جثة "ماثيوز" يعرض مقطع فيديو لإحدى مباريات الفريق.
وفي لقاء مع "تاميكا ماثيوز"، والدة الشاب الميت، خلال لقاء أجرته معها محطَّة الأخبار المحلية "WGNO"، أنَّ ابنها كان يلازم البيت في معظم أوقات يومه، وأنه كان يستمتع بذلك، وعندما جَلَبَت له كلباً جديداً قبل مقتله بوقت قصير، كان قد بدأ يحب الخروج أكثر حتى يُنزّه الكلب، ما أشعرها بالسعادة لأنه بدأ بالخروج ومقابلة الآخرين أكثر.
ونقلت صحيفة "ذا تايم-بايساين The Times-Picayune" الأميركية، أن الشرطة إلى هذه اللحظة لم تستطع إلقاء القبض على قاتل "ماثيوز"، وأنها أيضاً لم تتمكن من معرفة دوافع الجريمة التي أودت بحياته، لكنهم لا يزالون يحققون حتى يتم التوصل إلى القاتل، وكان محققو الشرطة قد أخبروا عمَّة ماثيوز، بأن هاتفه النقَّال كان قد سُرِق منه أيضاً عندما تعرض للقتل، ما يُرجح مقتله خلال عملية سرقة.
ومن جهتها، نشرت محطة أخبار "WGNO"، صورةً لجثة الشاب الأمريكية "ماثيوز" في مراسم الجنازة على حسابها الرسمي بموقع تويتر، وأرفقت الصورة بتعليق جاء فيه: "عائلة من مدينة نيوأورلينز بولاية لويزيانا تختار طريقةً فريدة ومعبِّرة عن الحُب لتوديع ابنهم".
وانتشر في الآونة الأخيرة، مقطع فيديو للجنازة "ماثيوز"، إذ من الممكن رؤية جثة الشاب الأمريكي، وهي تجلس على كرسي جلدي دوَّار، وترتدي نظارات شمسية، وبجانبها على طاولةٍ صغيرة توجد زجاجة من مشروب غازي غير كحولي من ماركة شهيرة في الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى كيس من رقائق الذرة الـ"تشيبس"، كذلك تم وضع علبةٌ من حبوب الفطور المقرمشة بقطع الشوكولاتة على الأرض بجانب الكرسي، كأن "ماثيوز" لا يزال حيّاً ويشاهد إحدى مباريات فريقه المُفضل.
ومن الجدير بالذكر، أن جنازة الشاب الأمريكي "ماثيوز"، ليست الجنازة الأولى من نوعها التي تُنظمها دار جنازات "شاربوني لابات غلابيون"، إذ أنها خلال العام 2014، كانت قد استضافت الدار جنازة السيدة "ميريام -ماي ماي- بوربانك" البالغة من العمر 53 عاماً، والتي كانت عائلتها قد وصفتها بكونها "فتاة تحب الاحتفال"، وقامت دار الجنائز المذكورة، بنصب جثتها خلال الجنازة وهي جالسةً إلى طاولةٍ وأمامها زجاجة من الشراب، وفي يدها سيجارة بنكهة النعناع، ومنفضة سجائر.