افتتحت بريطانيا أول مركز حكومي يعالج المدمنين على الألعاب الإلكترونية مجانًا، بعد أن تنبهت أخيرًا لمخاطر الإدمان على الإنترنت، ومضار التعود على الألعاب الإلكترونية بين الصغار والكبار، واعتبرته نوعًا من الإدمان المرضي الذي يحتاج إلى علاج، خاصة بعد أن أدرجته منظمة الصحة العالمية (WHO) رسميًا هذا العام كواحد من الأمراض العقلية، وأطلقت عليه صفة (الاضطراب العقلي الناجم عن الإدمان على الألعاب).
يؤكد أحد العاملين في هذا المركز أن بعض الصغار، وحتى الكبار، لا يستطيعون ترك الشاشة ولو لبضع لحظات بعد بدء اللعبة؛ كي لا يفسد كل الجهد الذي يبذلونه في اللعب، وكي لا يكون لزامًا عليهم البدء من جديد، لذا نرى أن بعضهم لا يأكل ولا يشرب ولا يتواصل مع أحد، وحتى إن بعضهم يتبول في إناء قريب منه؛ لأنه غير قادر على الذهاب إلى الحمام.
شركات تجارية تستدرج الصغار والكبار
عادة ما تستخدم الشركات المطورة لهذه الألعاب طرقًا جديدة لاستدراج الناس إلى قضاء أكبر ما يمكن من وقت مع هذه الألعاب، ودفع مبالغ إضافية، خاصة حين يدخلون في حمى التنافس مع لاعبين آخرين، ليس بالضرورة أن يكونوا معهم، فقد يكونون أناسًا آخرين ربما لا يعرفونهم، وهذه مخاطر أخرى قد تؤدي إلى تعارف غير آمن وغير مسيطر عليه، وبذا يهدف هذا المركز إلى مساعدة هؤلاء الناس، والأخذ بيدهم لترك الإدمان والبدء بحياة جديدة.
التفريق بين الإدمان والتسلية
البعض يرى أنه لابد من التفريق بين من يلعب للتسلية والهواية، ومن يبتعد إلى أكثر من ذلك، وأن من يدمن برأيهم هو من يكون على استعداد نفسي للإدمان أصلاً، كما أن الاعتدال في استخدام الألعاب الإلكترونية يمكن أن يجلب الفوائد للطفل، ومنها مساعدته على التنسيق بين عمل العينين واليدين، ولكن الأمر يصبح محفوفًا بالمخاطر حين يستيقظ الطفل ويهرع إلى الألعاب الإلكترونية دون أن يفكر بعمل أي شيء آخر.
بدورهم، أكد العاملون في هذا المركز تقديمهم لخدمات العلاج، إضافة إلى التوعية واستهداف المدمن وعائلته على السواء؛ من أجل التعاون معًا لإيجاد العلاج المناسب، وأنهم سوف يتعاملون مع حالات أخرى من الإدمان على الإنترنت في خطوات قادمة.
في سطور
• ارتفع الذين يطلبون المساعدة للتخلص من الإدمان على الألعاب الإلكترونية أربعة أضعاف، خلال الفترة من 2014 إلى 2017.
• توجد بعض المستشفيات الخاصة في المملكة المتحدة لعلاج اضطراب الألعاب الإلكترونية، ولكنها ليست مجانية.
• في داخل المركز، قال أحد المرضى شاكيًا بصوت عالٍ: «خلصوني من هذا الإدمان؛ لأنه استهلك حياتي».
• ثمة دول آسيوية تنبهت للأمر، وبدأت بوضع الحلول مبكرًا.
• ستعمل منظمة الصحة العالمية على وضع معايير عالمية للإدمان على الإنترنت يمكن لجميع الدول استخدامها.
عيادة حكومية لمعالجة الإدمان على الإنترنت
- أخبار
- سيدتي - سميرة التميمي
- 22 يوليو 2018