أعلن فريقُ إنقاذٍ من كوريا الجنوبية، بأنه تمكن من العثور على حطام سفينة حربية روسية، كانت قد غَرِقت في إحدى المعارك البحرية قبل ما يقارب الـ 113 عاماً، ويعتقد فريق الإنقاذ أن هذه السفينة الروسية، لاتزال تحتوي على 200 طنٍّ من السبائك الذهبية، التي تقدَّر قيمتها في الوقت الحاضر بما يزيد على 130 مليار دولار أميركي.
وكانت صحيفة "تيليغراف Telegraph" البريطانية قد نشرت أنه في 18 تموز / يوليو الجاري 2018، عثر فريق إنقاذ كوري جنوبي، على السفينة الحربية الروسية التي كانت تُعرف باسم "ديمتري دونسكوي"، والتابعة لأسطول البحرية الإمبراطورية الروسية، وذلك على عمق يقارب الـ1400 قدم تحت سطح البحر، وعلى بُعد ميل واحد من جزيرة "أولونغ دو".
وتابعت الصحيفة البريطانية، بأن فريقاً مشتركاً يضم خبراء من كوريا الجنوبية وبريطانيا وكندا، كان قد اكتشف حطام السفينة يوم الأحد الماضي 15 تموز/ يوليو 2018، حيث تم استخدام غوّاصتين لالتقاط صور السفينة، ووعدت الشركة الداعمة لعملية البحث باستخدام نسبة من الأموال التي قد يُعثر عليها في السفينة الروسية، لتمويل بناء خط سكك حديدية، يربط بين روسيا وكوريا الجنوبية عبر كوريا الشمالية.
وفي الفيديو الذي قامت بتصويره الغواصتان، تظهر العديد من المشاهد التي تُبرز الدمار الكبير الذي كان قد لَحِق بالسفينة، وذلك جراء المواجهات التي تعرضت لها مع السفن الحربية اليابانية خلال شهر أيار / مايو من العام 1905، بالإضافة إلى المدافع التي كانت على سطح السفينة الروسية، والتي أصبحت مُغطَّاةً بشكل كامل بالرواسب والكائنات البحرية، إلى جانب مرساة وعجلة السفينة.
وصرحت مجموعة "شينيل" التي تَتخذ من مدينة "سول" الكورية الجنوبية مقرّاً لها، خلال بيان رسمي نشرته مؤخراً بأن: "جسم السفينة كان قد تضرَّر بشدَّة بسبب القصف المدفعي عليه، وتحطَّمت مؤخرة السفينة بشكل كامل تقريباً، ومع ذلك، ظلَّ سطحها وجانباها سالمَيْن إلى حد ما"، ويُشار إلى أنه كان قد تم التأكّد من هويّة القطعة الحربية البحرية، التي يبلغ وزنها قرابة الـ 5800 طنّ، عندما تمكَّن أحد أفراد طاقم الغواصين من قراءة الإسم على مؤخرة السفينة.
وأشارت الشركة خلال بيانها، بأنها ستقوم برفع السفينة خلال الفترة القائمة ما بين شهر تشرين الأول / أكتوبر، وتشرين الثاني / نوفمبر القادم، وأوضحت أنها ساقوم بتسليم نصف الكنز الموجود على متن السفينة - في حال تم العثور عليه فعلاً - للحكومة الروسية، وسيتم استثمار 10% من الباقي في مشاريع سياحية بجزيرة "أولونغ دو"، بما في ذلك إنشاء متحفٍ مخصص للسفينة، وسيتم التبرُّع بالباقي لمشاريع مشتركة لتعزيز التنمية في شمال شرق آسيا، مثل خط سكك حديدية يربط بين روسيا وكوريا الجنوبية عبر كوريا الشمالية.
من الجدير بالذكر، أن السفينة الروسية "ديمتري دونسكوي" أبحرت للمرة الأولى في تاريخها خلال شهر آب / أغسطس من العام 1883 من مدينة "سان بطرسبرغ" في روسيا، وتم تصميمها لتكون سفينة تجارية وكانت قد انضمت لأسطول المحيط الهادئ الثاني التابع للبحرية الروسية، بعدما دمَّر الأسطول الياباني معظم القوّة البحرية الروسية في الشرق الأقصى عند بداية اندلاع الحرب الروسية اليابانية عام 1904.
وفي 28 أيار / مايو من العام 1905، تم اعتراض الأسطول الروسي الذي كان يضم سفينة "ديمتري دونسكوي" من قِبل الأسطول الياباني، وتم تدميره خلال معركة "تسوشيما"، وقُتِل حينها ما يقارب الـ60 فرداً من طاقم السفينة، الذي ضمَّ 591 فرداً، وأُصيب 120 آخرون، قبل أن يرسو قائد السفينة "إيفان ليبيديف" قبالة جزيرة "أولونغ دو"، ويأمر رجاله بالنزول إلى الشاطئ، وفي صباح اليوم التالي، 29 أيار / مايو من العام 1905، تم إغراق السفينة وأسر طاقمها، على يد الفِرَق اليابانية، وتوفِّي لاحقاً الكابتن "ليبيديف" متأثراً بجروحه.
سبائك ذهبية بملايين الدولارات ....
وأفادت عدد من التقارير السابقة، بأن سفينة "ديمتري دونسكوي"، كانت تحمل على متنها أموال الأسطول البحري الروسي، وأنها قد غرقت ولا يزال بداخلها ما يقارب الـ 5500 صندوقاً من سبائك الذهب والعملات النقدية الذهبية، حيث تقدِّر مجموعة "شينيل" قيمة الذهب في الوقت الراهن بـ132.12 مليار دولار أميركي.
فيديو لحطام السفينة: