غالباً ما يقع طلاب المرحلة الثانوية في حيرة من أمرهم حيال التخصص الجامعي الذي يجب الالتحاق به، فغالباً ما يختار الأبناء تخصصات يميلون إليها دون النظر إلى أبعاد هذا الموضوع، إلا أن الوالدين عادة ما ينظرون بمنظار آخر لما يريدون أن يكون عليه أبناؤهم والتخصصات التي يجب أن يلتحقوا بها. لذا يظل هذا الأمر مبهماً لدى الأبناء بسبب اختلاف رغباتهم ورغبات الوالدين.
«سيدتي» ناقشت هذا الموضوع من وجهة نظر الأبناء وذويهم في التقرير التالي:
صراع بين رغبة الطالبة ورغبة الأم
ريما الرابغي -15 عاماً- طالبة في الصف الأول الثانوي، تقول «لا أدري بالتحديد أي تخصص جامعي سألتحق به، فوالدتي تريدني أن أتخصص هندسة، وأنا أريد أن أدرس المحاماة، لذلك أجد نفسي في حيرة، هل أختار تخصصي أم التخصص الذي تريد والدتي؟».
الخوف من الفشل
لانا الحربي -16 عاماً- طالبة في الصف الثاني الثانوي، تقول «إلى الآن لا أعلم ماذا أتخصص بالتحديد، فأنا أخشى أن أختار تخصصاً ولا أستطيع الاستمرار فيه وأشعر حينها بالفشل، ولكن لا زال أمامي فرصة كي أختار تخصصاً جامعياً يناسبني».
الطب بناء على رغبة الأم
غدير فلاح -18 عاماً- طالبة في الصف الثالث الثانوي، ترغب بأن تتخصص «طب» كوالدتها، وقالت «في السابق كنت أود أن أتخصص هندسة ديكور لكن والدتي رفضت، فما كان مني إلا أن أنفذ رغبتها وأدرس الطب، لهذا أسعى جاهدة أن أدرس بكل جد واجتهاد؛ كي أحقق رغبتها ولا أًخيب أملها».
اختيار التخصص مشكلة أمام الطلاب
تقول المستشارة الأسرية والمختصة في اختبار تقويم الأداء الوظيفي واختبار الميول المهني سلمى سبيه: «اختيار التخصص المناسب للطالب أصبح مشكلة، وما كان ينبغي أن يصبح كذلك، لأن لكل إنسان وظائف تناسبه، لكن تدخل الأهل في تحديد تخصص معين لابنهم وإصرارهم عليه يخلَق مشكلة».
وأضافت «من جهة أخرى نجد الطالب متأثراً بأصدقائه في اختياره للتخصص، وهناك محور آخر يؤثر في الطالب، وهو نتيجته التي تجعل التخصصات المسموحة له محددة بغض النظر عن ميوله، إلى جانب غياب الأجواء العلمية والمعلوماتية، وتأثير الإعلام السلبي في رفع قيمه بعض التخصصات على حساب أخرى».
وأكدت أن التخصص المناسب يخلق إنساناً سليم نفسياً، ومبدعاً في عمله، في حال لو تحققت عوامل أخرى.
أمراض نفسية نتيجة التخصص الخاطئ
وقالت: «نحن نتجاهل أيضاً أن بعض الأمراض النفسية، ناتجة عن تخصص قد تورط فيه الشخص، وأصبح ثوباً أليماً يرتديه، لهذا الاختيار الأنسب للتخصص الدراسي له الأثر الكبير في تحديد مستقبل الطالب الوظيفي والنفسي، فمن الضروري أن يخوض الطلاب اختبارات تحديد الميول المهنية، وأن يتم إلزامهم بها».
الشباب أكثر وعياً من الفتيات
وحول إقبال الطلاب والطالبات على اختبارات تحديد الميول المهنية، تقول: «من واقع تجربتي في هذا المجال فإن60% من الشباب هم من يقبلون على هذه الاختبارات، ولمست أنهم أكثر وعياً من الفتيات».
وضع أنشطة ومناهج تؤهل الطلبة لسوق العمل
وفي السياق ذاته تقول وفاء عشماوي، مديرة مدارس المنارات إن إعداد الطلاب للمستقبل وتجهيزهم لدخول سوق العمل ورسم مستقبل واضح، هو من أهم الأهداف التي تسعى إليها التربية الحديثة في جميع أنحاء العالم.
وقالت «ومن جهتنا يظهر هذا جلياً من خلال المناهج الدراسية المختارة، وكذلك الأنشطة الحياتية المتضمنة في التطبيق داخل وخارج الصف الدراسي».
برامج وأنشطة تحدد ميول الطالب
وأضافت «يمكن لأي مدرسة تطبيق برنامج «مهنتي»، والذي بالفعل طبقناه في مرحلة رياض الأطفال، حيث يتضمن عروضاً وزيارات لبعض الأماكن والتعرف على بعض المهن، ثم يُقام معرض يختار فيه الطالب والطالبة المهنة التي يرغبون العمل بها، وهناك أيضاً برنامج المعلمة الصغيرة والمطبق في كافة المراحل، حيث تقوم الطالبات بإعداد درس وتقوم وزميلاتها بتقديمه تحت إشراف المعلمة».
ولفتت إلى أن المشاريع التربوية التي تقوم بإنجازها الطالبات، سواء بشكل منفرد أو في مجموعات من شأنها أن تُنمي مهاراتهم مثل:
▪ مهارة الاعتماد على الذات.
▪ مهارات اتخاذ القرار.
▪ تحمل المسئولية.
▪ العمل ضمن فريق.
إضافة إلى أهمية برامج الإرشاد المهني الخاصة بالمرحلة الثانوية، لذا يجب على كل مدرسة عقد مجموعة من الدورات التدريبية للطالبة لإعدادهم للالتحاق بالجامعات ومن ثم سوق العمل ومنها:
▪ كتابة السيرة الذاتية.
▪ مهن المستقبل.
•التعرف على الذات والمهارات.
• كيف تحددين أولوياتك.
•إدارة الوقت.
▪ العمل تحت ضغط.