بعد ازدياد التحرش والمضايقات ونظرة الشباب للفتيات المدخنات للأرجيلة والسجائر في الأماكن العامة والمطاعم والكوفي شوبات الترفيهية الفاخرة والمتوسطة المستوى، وبعد نجاح بعض تجارب افتتاح المقاهي النسائية في بعض العواصم العربية، فكرت عراقية باستثمار فكرة افتتاح مطعم نسائي يلبي رغبة النساء والفتيات بالحصول على هامش خصوصية كبير بمنأى عن الرجال ومضايقاتهم ونظراتهم المتلصصة والفضولية.
وحصل ما فكرت فيه العراقية تارا محمد إحسان «23 عاماً»، وقامت بتحويل فكرتها لواقع فافتتحت أول مطعم للنساء في مدينة إربيل الكردية العراقية في شهر يوليو-تموز الجاري، واختارت جميع العاملات فيه من النساء، بهدف تجنيب زبوناته من المضايقات والنظرات المتلصصة التي يتعرضن لها عادةً في الأماكن العامة من الرجال.
وأطلقت صاحبة المطعم الشابة تارا إحسان خريجة إدارة أعمال اسم «وقت الرفاهية- لاكشري تايم» على مطعمها النسائي، بعدما ضاقت هي شخصياً ذرعاً قبل زبوناتها من المضايقات التي تتعرض لها كلما أرادت تمضية بعض الوقت خارج المنزل مع صديقاتها في الأماكن العامة في شمال العراق.
وقالت مالكة المطعم النسائي الأول في إربيل تارا إحسان: إذا أردت قضاء وقت ما خارج المنزل، لا يكون الأمر مريحاً، لأن الجميع يحدقون بك، لذلك كنت دائماً أفكر في فعل شيء مثل هذا لنفسي، ولبقية الفتيات لكي نشعر بالراحة دون نظرات وإيماءات مزعجة، لأن النساء عادةً لا يشعرنّ بالارتياح وهن جالسات في الأماكن العامة.
غير أن المطعم بتصميمه العصري، والثريات المعلقة، والأرائك الملونة، جذب الانتباه والمضايقات من قبل بعض الرجال الذين أتوا إلى المطعم من باب الفضول لمعرفة أسباب الضجة الإعلامية المثارة حوله، ويتطفلون بدون استئذان على المكان والمرتادات إليه.
ما جعل مالكته تارا إحسان تفكر بوضع أمن نسائي على بوابة المطعم إذا استمر الرجال بالتردد إليه والتطفل على زبوناته حفاظاً منها على خصوصية المكان وزبوناته.
واستلهمت تارا فكرتها لإحساسها بعدم وجود عدالة للنساء لأن كافة مدن العراق تعج بمقاه ومطاعم للرجال، لهذا رأت أن على المجتمع أن يتقبل فكرة وجود مقاه ومطاعم للنساء فقط، وفقاً لما أوردته وكالات الأنباء العراقية.
والجدير بالذكر أن مجموعة من النساء سبقنّ تارا إحسان للفكرة بافتتاحهن مقهى ثقافي نسائي غني يضم آلاف العناوين والكتب في شهر آذار الماضي في إقليم كردستان لتشجيع النساء على القراءة.
وهدفت مؤسساته إلى استقبال زائراته الراغبات بارتشاف القهوة خلال قراءة كتاب ممتع وجيد، ويضم المقهى الكثير من الكتب العلمية والتاريخية والأدبية باللغات الإنكليزية والعربية والكردية.
وإن نجح المشروعان في إربيل وإقليم كردستان قد نشهد في أواخر العام الجاري افتتاح مطاعم ومقاه مماثلة في مدن عراقية أخرى.