تتلوَّن بحيرة "ريتبا" باللون الزهري، وهو ما يجعل صورها أخَّاذة، خصوصًا حين يبحر المحلِّيون فيها. تحتوي هذه البحيرة على نسبة من الملح تصل إلى 40%، ويُستخرج هذا الأخير بغية استخدامات عدَّة، من بينها: علاجات التدليك، في المنتجعات الصحيَّة.
تقع "ريتبا" أو "البحيرة الورديَّة" شمالي شبه جزيرة "كاب فيردي" بالسنغال، على بعد نحو 30 كيلومترًا شمال شرق العاصمة "داكار"، في شمال غرب إفريقيا. وتنفصل هذه البحيرة عن المحيط الأطلنطي عن طريق ممرٍّ ضيِّق من الكثبان الرمليَّة. ويرجع لون مياه البحيرة الوردي إلى وجود الطحالب التي تُدعى "دوناليلا سالينا".
يبحر السكَّان المحلِّيون في قواربهم ليلًا في بحيرة ورديَّة زاهية اللون، تحتوي على نسبة من الملح تصل إلى 40%. ويبيع عمَّال المناجم هذا الملح في أكياس صغيرة على الشاطئ، وكذلك هو يُصدَّر عبر المنطقة.
كان بول-فلاد إيبور (28 سنة)، الذي يعمل ضمن طاقم طائرة خاصَّة بـ"طيران الإمارات"، حظي بـ48 ساعة لاستكشاف المنطقة، واستخدم طائرة من دون طيَّار لالتقاط صور جويَّة للبحيرة. وأفاد بأنه عندما وصل شواطئ البحيرة، وعلى الرغم أنَّ المنظر بدا رائعًا، إلَّا أنَّ لون الماء كان باهتًا من مستوى الأرض، حيث عكس سطح الماء أشعة الشمس الأفريقية القوية.
وأضاف أنَّ "المشهد من علٍّ بالمقابل، كان مدهشًا للغاية، ولا يمكن مقارنته بذلك الذي رأيته من مستوى الأرض، إذ بدت مساحة 120 مترًا كـ بحر غير منته باللون الأحمر تحت عدسة الطائرة. وعلى ضفاف بحيرة "ريتبا"، البالغة مساحتها نحو ميل مربع، وعمقها 3 أمتار، كانت عشرات قوارب التجديف تطفو في المياه الضحلة أو ترسو خارجها على بلُّورات الملح".
يُستخدم العمال المحلِّيون القوارب في نشاطهم اليومي الرامي إلى تعدين الملح، وهم يحمون جلودهم من المياه المالحة بزبدة الشيا. الجدير بالذكر إنَّ الأسماك في البحيرة تأقلمت مع محتواها الملحي العالي، من خلال تطوير طرق لضخِّ الملح الإضافيّ، والحفاظ على توازن منسوب المياه. وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ الأسماك تبدو أصغر أربع مرَّات، مُقارنة بالأنواع نفسها التي تعيش في بيئة طبيعيَّة، نتيجة تقزمها في المياه المالحة. إشارة إلى أن المواد البيض الظاهرة على الشاطئ عبارة عن رواسب ملحيَّة صافية، مصدرها الملح المستخرج من البحيرة نفسها، وفي بعض الأماكن تكون طبقة الملح كثيفة للغاية بحيث يصل طولها إلى 4 أمتار تقريبًا. وهناك بعض أكوام الملح التي يصل ارتفاعها إلى 15 أو 20 مترًا، وعرضها 60 مترًا، وهي توفِّر لشركات تصدير الملح ما يصل إلى 45 طنًّا من الملح للتكرير. أمَّا على ضفاف البحيرة، فيُباع الملح أيضًا في أكياس صغيرة بزنة 100غرام، و500 غرام وكيلوغرام. ويستخدم المحلِّيون الملح في الاستحمام والعلاج والطهي الغذاء، ويتوافر هذا الملح بأحجام مختلفة من ملح الطعام الممتاز إلى القطع الصخريَّة الكبيرة، التي تستخدم في المنتجعات الصحيَّة والحمَّامات وعلاج التدليك.