في حادثة أقل ما يمكن أن توصف بأنها مجردة من الإنسانية قام والد بالتبني بقتل الطفل اليتيم فيصل، والذي أشعل بوفاته الرأي العام السعودي، ليس لمجرد طريقة قتله فقط بل لأنه طفل بالاحتضان مجهول الأبوين لا حول له ولا قوة، استطاعت عائلة أن تتبناه من وزارة الشؤون الاجتماعية كأسرة بديلة قبل ثلاثة أشهر.... وبدلاً من أن تعيش دور الأسرة في تنشئة الطفل قتله كافله بأبشع صورة. فإلى التفاصيل:
فيصل هو طفل في الخامسة من عمره مجهول الأبوين استطاعت عائلة كفالته من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية كأسرة بديلة، لكنه كان يعاني من التبول اللاإرادي، فأراد والده بالاحتضان أن يخلصه من هذه العادة _كما ادعى_ لكنه خلصه من حياته التي لم تبدأ بعد بأبشع طرق أطلق عليها الإعلام لقب "الأب السادي" نتيجة العنف الذي ظهر على الطفل.
حيث توفي الطفل إثر ضربات شديدة في مختلف أنحاء جسمه ورأسه بقصد تربيته، وحروق شديدة على عضوه لتبوله اللاإرادي من قبل كافله، وقد اكتشف ذلك مستشفى الإيمان في الرياض عند استقبال الطفل لعلاجه من آثار الضرب الذي لحق به، لكنه بالواقع كان قد فارق الحياة، ولم يستطيعوا إنقاذه، كما أكد الدكتور مشهور الوقداني استشاري الطب الشرعي والمدير الطبي في إدارة الطب الشرعي بالرياض ورئيس فريق الحماية من العنف والإيذاء بصحة الرياض والذي شرح من خلال ظهوره ببرنامج (يا هلا) الذي يعرض على روتانا خليجية تفاصيل اكتشاف حالة الطفل اليتيم فيصل، مضيفًا:" على الفور اشتبه الطبيب الشرعي بوجود جناية فأبلغ الجهات المسؤولة، والتي سارعت للتوجه إلى منزل الجاني لتجد أدوات الجريمة في المنزل، وهي عبارة عن عصا، وماسورة، وأدوات تعليق عذب بها الطفل في مختلف أنحاء جسده".
من جهتها أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية والتي تمثلت في ظهور سها الغامدي مديرة الإشراف النسائي في الرياض في وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال برنامج (يا هلا) أنّ العائلة تم دراستها قبل حصولها على التبني، وتجهل أسباب تصرف الأب الذي كان يعلم هو وزوجته أنّ الطفل كان يعاني من تبول اللاإرادي ليلاً، وأكدت أنّ المسؤولية في وفاة فيصل مشتركة مع الأم المتبنية زوجة الكافل السادي والتي اتصلت وأخبرتنا عما فعله زوجها بالطفل، واعتبرت حالة فيصل حالة استثنائية لطفل أسرة بديلة ولا يمكن تعميمها وتحميل الوزارة عدم دراسة الحالات النفسية للعائلات قبل تسليمها للطفل. خصوصًا وأنّ هذه أول حالة تعذيب تحصل في أسرة بديلة منذ 40 سنة.
بينما حملت الدكتورة سهيلة زين العابدين والتي مثلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وزارة الشؤون الاجتماعية، وإدارة كفالة الأيتام التي لم تتحرك إلا بوفاة الطفل وهي المسؤولة عن وفاته، واصفة أنّ هناك خلل كبير في عمل الشؤون الاجتماعية وفي دور الأيتام بصفة عامة، وقصور من الشؤون الاجتماعية في تقصي حالة الأسرة التي تقدمت لكفالة الطفل فيصل.. خصوصًا وأنّ الشؤون لم تزر الأسرة الكافلة لفيصل إلا مرة واحدة منذ انتقل إليها.
بينما أكد الأخصائي النفسي الدكتور فهد اليحيا: بأنه حتى لو أكد فحص الكافل اضطرابه النفسي فهذا لا يعفيه من الجريمة ولابد من محاكمته، والكثير ممن يصنفون على أنهم أخصائيون نفسيون يفتقرون للتدريب الجيد ولا يستطيعون كشف الشخصيات غير السوية، ومجرد مقابلة الأب البديل لا يمكن أن يساعد على إدارك أهليته للكفالة، ونحتاج لتحريات كاملة عنه قبل تسليمه طفلاً.
أثارت القضية مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا على تويتر، وطالب الجميع بضرورة محاكمة الأب حتى لو ظهر أنه مضطرب نفسيًّا لتكون حالة الطفل اليتيم المعنف فيصل عبرة وعظة للجميع خصوصاً وانها اعتبرت حسب الاراء بأنها الجريمة الأبشع في تاريخ الرياض.