ليس مجرد وجهة سياحية عالمية مهمة، أو مبنًى ضخم يتعدى في ارتفاعه أي مبنى أو برج آخر على مستوى العالم فقط؛ بل هو حالة فكرية وحضارية تُعبر عن روح دولة الإمارات العربية، نحن نتحدث هنا عن "برج خليفة"، الذي يعتبر أطول المباني التي شيدها الإنسان منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحاضر على مستوى العالم، وفي هذا التحقيق، سنعرض عليكم مجموعة من الحقائق التي تخص أطول برج في العالم، هذا البناء المثير للدهشة.
يُجسد "برج خليفة"، روح العزيمة والقدرة على الاستمرار والتطور الدائم في دولة الإمارات، الدولة التي وعلى الرغم من اعتبارها دولة حديثة، إلا أنها تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة، أن تكون في مصاف الدول العالمية المتقدمة في كل المجالات، وقد يكون هذا المبنى الذي حفر اسمه في تاريخ الحضارة البشرية، إيجازًا واضحًا لتاريخ البلاد، الذي يجمع الفنّ والثقافة والهندسة وروح الإصرار بكل خطوة تخطوها.
أطول برج في العالم..
يقع "برج خليفة" في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبلغ ارتفاعه ما يقارب الـ 828 مترًا؛ منتزعًا لقب "أعلى مبنى في العالم" من برج "تايبيه 101" المتواجد في تايوان، والذي ظل الأعلى لعدة عقود من الزمن، وسمي "برج خليفة" باسمه؛ تكريمًا لحاكم إمارة أبوظبي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان".
وفي السادس من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2004، تم بدء العمل في بناء برج خليفة، وبدأت في ذلك اليوم الخطوة الأولى لتحقيق هذا الحلم الشاهق، وبعد مرور قرابة خمسة الأعوام، وعلى وجه التحديد في الأول من شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام 2009، تم الانتهاء من الهيكلة الخارجية للبرج، الذي تم افتتاحه بشكل رسمي للزوار في تاريخ الرابع من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2010.
التصميم العبقري لـ"برج خليفة"
التصميم العبقري لـ"برج خليفة"، كان من إبداع المهندس العالمي الشهير "أدريان سميث"، الذي اشتهر بتصميمه لأشهر الأبراج وناطحات السحاب الضخمة في العالم، ومن أشهرها فندق "ترمب" الدولي في مدينة شيكاغو الأمريكية، بالإضافة إلى كونه صاحب التصميم النهائي لبرج "المملكة" في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والذي من المتوقع أن يحتل صدارة أطول أبراج العالم خلال السنوات القادمة بعد الانتهاء من إنشائه.
وكان "سميث" قد راعى خلال تصميمه للبرج، التاريخ والحاضر في نفس الوقت لدولة الإمارات؛ حيث إن تصميمه يعتمد بشكل كبير على النظم الهندسية في فن العمارة الإسلامية؛ متضمنًا العناصر الثقافية والتاريخية فيها، ويظهر هذا واضحًا في التصميم الخارجي الذي يماثل شكل "المئذنة الدوامة".
ويتكون برج "خليفة" البالغ إجمالي المساحة المبنية فيه قرابة الـ 4 ملايين متر مربّع، من 162 طابقًا، منها 37 طابقًا مأهولاً بالسكان، وهنا يكسر البرج رقمًا قياسيًا آخر، وهو أكبر عدد من الطوابق السكنية الموجودة في نفس المبنى في العالم، ويعد أول "مدينة عمودية" متكاملة في التاريخ؛ حيث يستوعب ما عدده الـ100 ألف نسمة بداخله، بالإضافة إلى وجود العديد من المحلات التجارية وأماكن للترفيه، حتى أن بداخله فندقًا يضم 403 أجنحة فندقية، ويتميز بأنه أول فندق في العالم يصممه المصمم الشهير "جورجيو أرماني" بنفسه، بالإضافة إلى ذلك؛ فهو يحتوي على مبانٍ سكنية وأجنحة خاصة للمؤسسات وحديقة بانورامية.
أرقام قياسية حطمها "برج خليفة"
بالإضافة إلى كونه أطول برج في العالم؛ فقد تمكن من تحطيم العديد من الأرقام القياسية الأخرى، ومن هذه الأرقام القياسية التي حطمها:
– أكثر عدد من الطوابق - 162 طابقًا – تم إنشاؤها في نفس المبنى، وكان الرقم القياسي السابق لـ"مركز التجارة العالمي" في الولايات المتحدة الأمريكية بـ 110 طابقًا.
– أعلى مصاعد في العالم؛ فكونه البرج الأعلى في العالم؛ فلا يوجد أي مصعد يصل إلى الارتفاعات التي تصلها مصاعد "برج خليفة".
– أسرع مصعد في العالم؛ حيث تبلغ سرعة مصاعد برج خليفة 64 كم/ساعة، أي بسرعة تقارب الـ10 أمتار في الثانية الواحدة، وكان الرقم السابق من نصيب برج "تيابيه 101" بسرعة 16.83 في الثانية.
– أعلى ارتفاع تصل إليه عملية ضخ الأسمنت في العالم؛ حيث وصل هذا الارتفاع إلى 605 مترًا.
– أعلى شرفة مراقبة مفتوحة للجمهور في العالم.
– أطول مسافة يقطعها مصعد في العالم.
– أعلى مسجد في العالم على ارتفاع 600 متر.
– أسرع شبكة إنترنت لاسلكية في العالم بسرعة 21 ميجابت في الثانية.
حقائق مثيرة عن "برج خليفة".. أطول برج في العالم
إذا أردت الصعود من الطابق الأول وحتى الطابق 160 في البرج؛ فعليك أن تصعد 2909 درجة كاملة، وهي عدد الدرجات إلى ذلك الطابق، بالإضافة إلى أن المناطق العامة في البرج تم تعطيرها بعطورات اختيرت من 18 رائحة مختلفة، وذلك حتى يعيش الزوار في كل منطقة من البرج تجربة وإحساسًا مختلفين.
ومن الحقائق المثيرة أيضًا عن "برج خليفة"، والتي لا يعرفها الكثيرون، أنه يحتضن أطول مكتبة في العالم، وهي متواجدة في الطابق 123، ومعلومة أخرى، أنه مزود بنظام إضاءة "زينون" مكثفة تومض 40 مرة في الدقيقة الواحدة، وذلك لتجنب وقوع حوادث اصطدام للطائرات بالمبنى، بالإضافة إلى أن درجة الحرارة في قمة "برج خليفة" تأتي بانخفاض يعادل ست درجات مقارنةً بحرارة الطابق الأرضي.
وزن إجمالي الـ"خرسانة" المستخدمة في بناء "برج خليفة"، يعادل حوالي 100 ألف فيل مجتمعين في الوقت نفسه، ويبلغ مجموع وزن الـ"ألمنيوم" المستخدم في بنائه وزن خمس طائرات A 380، ويتطلب تنظيف جميع نوافذ البرج 120 يوم عمل متواصل.
خلال العام 2014، شهد "برج خليفة" أول عرض أزياء عمودي؛ حيث مشت عارضات الأزياء على واجهة المبنى الخارجية أثناء العرض، ومعلومة أخرى، أن الزائر للبرج يستطيع الاستمتاع بمشاهدة منظر غروب الشمس، مرتين في ذات اليوم، مرةً من الطابق الأرضي، وأخرى من القمة.