"سأصير يوماً ما أريد..
سأصير يوماً طائراً، وأسلّ من عدمي وجودي
كلّما إحترق الجناحان إقتربت من الحقيقة،
وإنبعثت من الرماد..
أنا حوار الحالمين
عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى
فأحرقني وغاب
أنا الغياب.. أنا السماويّ الطريد".
ها هو محمود درويش، الشاعر الذي غادرنا في 9 آب/ أغسطس من العام 2008، يكمل عامه العاشر من الغياب في خِضمِّ رحلته الأولى "إلى المعنى"، ولا يزال "السماوي الطريد"، وبعد عقد من غيابه حاضراً تماماً في قولبنا نحن الأرضيون، فليس هناك من داعٍ لنستذكر الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في ذكرى وفاته العاشرة، فهو بيننا بكل كلمة وفاصلة ونقطة كتبها في كل يوم نعيشه.
13 آذار.. يومَ وُلِدَ وجهٌ جديدٌ للشعر
قبل الحديث عن الغياب، لا بدّ لنا من الحديث عن حضور محمود درويش الأول بيننا، فهو ابن قرية "البروة" الفلسطينية، التي تقع في مدينة الجليل والقريبة من "ساحل عكا"، والذي وُلد فيها قبل 77 عاماً، في تاريخ 13 آذار/ مارس من العام 1941، والذي بعد أعوام قليلة من مولده، خرج لاجئاً من أرضه إلى لبنان برفقة عائلته إبّان الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في العام 1948، وعاد متسللاً بالخفية بعد عام واحد اثر توقيع اتفاقيات الهدنة، ليجد أن قريته باتت مُدمرة بالكامل، وأن ملامح البيوت والطرق التي ألفها تغيرت تماماً لتصبح قرية زراعية صهيونية، فعاش "نازحاً" مع عائلته في قرية أخرى.
ما كتبه درويش ..
أول أعماله مجموعة "عصافير بلا أجنحة" الشعرية، التي نشرها في العام 1960، والتي تبعها بعد أربعة أعوام بمجموعة شعرية ثانية حملت عنوان "أوراق الزيتون" خلال العام 1964. بعد عامين، أصدر درويش مجموعته الثالثة بعنوان "عاشق من فلسطين" في العام 1966، وبعد عام واحد فقط، أصدر مجموعة أخرى بعنوان "آخر الليل"، ثم مع بداية حقبة السبعينات، عاد بمجموعة خامسة حملت عنوان "حبيبتي تنهض من نومها"، ثم أصدر "أحبك أو لا أحبك" خلال العام 1972.
وكان العام 1973 خاصاً بالنسبة إلى محمود درويش، حيث أصدر سابع أعماله الشعرية، الذي عنونه بـ"محاولة رقم 7"، اعترافاً منه أنه لا يزال يحاول في كتابة الشعر، الأمر الذي يدل على اشتغاله الكبير على مشروعه الشعري والأدبي، وفي العام نفسه، أصدر أول أعماله النثرية، والذي حمل عنوان "يوميات الحزن العادي"، ليعود بعد عام واحد بكتاب نثري آخر حمل عنوان "وداعاً أيتها الحرب, وداعاً أيها السلام".
وخلال الأعوام التالية من عمر محمود درويش، توالت أعماله الشعرية والنثرية العديدة التي وصلت قرابة الـ 30 عملاً أدبياً، ومنها: "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق"، "أعراس"، و"مديح الظل العالي"، وهي قصيدة طويلة أصدرها خلال العام 1983، وتعد من أهم أعماله الشعرية، إضافة إلى أنها تعتبر منعطفاً بأسلوب ولغة درويش في الشعر.
مع بداية الألفية الجديدة، وتحديداً في العام 2002، أصدر درويش مجموعته "حالة حصار"، ثم "لا تعتذر عما فعلت"، و"كزهر اللوز أو أبعد"، ثم عملاً نثرياً آخراً عنوانه "في حضرة الغياب" خلال العام 2006، ثم آخر آعماله التي نشرها خلال حياته، وهو مجموعة "أثر الفراشة" في نفس العام الذي توفي فيه بالـ 2008، ولكن بعد وفاته وخلال العام 2009، أُصدر أخر عمل شعري لدرويش، وهو عبارة عن مجموعة من النصوص والقصائد غير المنشورة له، وحمل عنوان "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي".
عندما حان الغياب ..
يوم السبت، التاسع من شهر آب / أغسطس من العام 2008، توفي الشاعر الفلسطيني والعربي محمود درويش في في مركز "تكساس" الطبي في مدينة "هيوستن"، بولاية "تكساس" في الولايات المتحدة الأمريكية عقب إجراءه لعملية القلب المفتوح، التي دخل على إثرها في غيبوبة أدت إلى وفاته.
سأصير يوماً طائراً، وأسلّ من عدمي وجودي
كلّما إحترق الجناحان إقتربت من الحقيقة،
وإنبعثت من الرماد..
أنا حوار الحالمين
عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى
فأحرقني وغاب
أنا الغياب.. أنا السماويّ الطريد".
ها هو محمود درويش، الشاعر الذي غادرنا في 9 آب/ أغسطس من العام 2008، يكمل عامه العاشر من الغياب في خِضمِّ رحلته الأولى "إلى المعنى"، ولا يزال "السماوي الطريد"، وبعد عقد من غيابه حاضراً تماماً في قولبنا نحن الأرضيون، فليس هناك من داعٍ لنستذكر الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في ذكرى وفاته العاشرة، فهو بيننا بكل كلمة وفاصلة ونقطة كتبها في كل يوم نعيشه.
13 آذار.. يومَ وُلِدَ وجهٌ جديدٌ للشعر
قبل الحديث عن الغياب، لا بدّ لنا من الحديث عن حضور محمود درويش الأول بيننا، فهو ابن قرية "البروة" الفلسطينية، التي تقع في مدينة الجليل والقريبة من "ساحل عكا"، والذي وُلد فيها قبل 77 عاماً، في تاريخ 13 آذار/ مارس من العام 1941، والذي بعد أعوام قليلة من مولده، خرج لاجئاً من أرضه إلى لبنان برفقة عائلته إبّان الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في العام 1948، وعاد متسللاً بالخفية بعد عام واحد اثر توقيع اتفاقيات الهدنة، ليجد أن قريته باتت مُدمرة بالكامل، وأن ملامح البيوت والطرق التي ألفها تغيرت تماماً لتصبح قرية زراعية صهيونية، فعاش "نازحاً" مع عائلته في قرية أخرى.
ما كتبه درويش ..
أول أعماله مجموعة "عصافير بلا أجنحة" الشعرية، التي نشرها في العام 1960، والتي تبعها بعد أربعة أعوام بمجموعة شعرية ثانية حملت عنوان "أوراق الزيتون" خلال العام 1964. بعد عامين، أصدر درويش مجموعته الثالثة بعنوان "عاشق من فلسطين" في العام 1966، وبعد عام واحد فقط، أصدر مجموعة أخرى بعنوان "آخر الليل"، ثم مع بداية حقبة السبعينات، عاد بمجموعة خامسة حملت عنوان "حبيبتي تنهض من نومها"، ثم أصدر "أحبك أو لا أحبك" خلال العام 1972.
وكان العام 1973 خاصاً بالنسبة إلى محمود درويش، حيث أصدر سابع أعماله الشعرية، الذي عنونه بـ"محاولة رقم 7"، اعترافاً منه أنه لا يزال يحاول في كتابة الشعر، الأمر الذي يدل على اشتغاله الكبير على مشروعه الشعري والأدبي، وفي العام نفسه، أصدر أول أعماله النثرية، والذي حمل عنوان "يوميات الحزن العادي"، ليعود بعد عام واحد بكتاب نثري آخر حمل عنوان "وداعاً أيتها الحرب, وداعاً أيها السلام".
وخلال الأعوام التالية من عمر محمود درويش، توالت أعماله الشعرية والنثرية العديدة التي وصلت قرابة الـ 30 عملاً أدبياً، ومنها: "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق"، "أعراس"، و"مديح الظل العالي"، وهي قصيدة طويلة أصدرها خلال العام 1983، وتعد من أهم أعماله الشعرية، إضافة إلى أنها تعتبر منعطفاً بأسلوب ولغة درويش في الشعر.
مع بداية الألفية الجديدة، وتحديداً في العام 2002، أصدر درويش مجموعته "حالة حصار"، ثم "لا تعتذر عما فعلت"، و"كزهر اللوز أو أبعد"، ثم عملاً نثرياً آخراً عنوانه "في حضرة الغياب" خلال العام 2006، ثم آخر آعماله التي نشرها خلال حياته، وهو مجموعة "أثر الفراشة" في نفس العام الذي توفي فيه بالـ 2008، ولكن بعد وفاته وخلال العام 2009، أُصدر أخر عمل شعري لدرويش، وهو عبارة عن مجموعة من النصوص والقصائد غير المنشورة له، وحمل عنوان "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي".
عندما حان الغياب ..
يوم السبت، التاسع من شهر آب / أغسطس من العام 2008، توفي الشاعر الفلسطيني والعربي محمود درويش في في مركز "تكساس" الطبي في مدينة "هيوستن"، بولاية "تكساس" في الولايات المتحدة الأمريكية عقب إجراءه لعملية القلب المفتوح، التي دخل على إثرها في غيبوبة أدت إلى وفاته.