يستقبل متحف سوهاج الوطني الزائرين، اليوم (13 أغسطس/ آب 2018)، بعد افتتاحه أمس. علمًا بأنَّ هذه الخطوة تأتي بعد 25 سنة من الانتظار. متحف سوهاج الوطني ليس مجرَّد متحف إقليمي تفتتحه وزارة الآثار في محافظة العليا المصرية، بل جزء من استراتيجيَّة مصر الهادفة إلى الاهتمام بمحافظات صعيد مصر وتطوير مواردها.
تعثَّر هذا المشروع في السابق لسنوات بسبب مشكلات التمويل، علمًا بأن بناءه استُهلَّ سنة 1993، وما لبث أن عُلِّق لأسباب ماليَّة وهندسيَّة. ثمَّ، استؤنفت أعمال البناء سنة 2006، لتتوقَّف مرَّة أخرى بعد ثورة 25 يناير. اليوم، يستقبل متحف سوهاج الوطني زائريه، على مساحة 8000 متر مربع، وهو بذا واحدًا من المتاحف الأكثر كبرًا في صعيد مصر. وهو مبني على هيئة معبد مصري قديم، ويتألَّف من طبقتين تطلَّان على نهر النيل، مع رصيف للعبَّارات خاص به. وتحوط بالمكان مناظر طبيعية تتخلَّلها قنوات المياه والنوافير. ويقف خمسة تماثيل أمام المدخل لاستقبال الزائرين.
تتعدَّد في سوهاج المواقع الأثريَّة العائدة إلى العصور المصريَّة القديمة، حتَّى العصور البطلمية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلاميَّة. وعلى الرغم من أنَّ المحافظة تضمُّ العديد من المعالم التاريخية البارزة، إلَّا أنها نادرًا ما تُدرج على "أجندات" المسافرين إلى مصر. وفي هذا الإطار، يُسلِّط المتحف الضوء على الهويَّة المصرية، من خلال التغييرات التي حدثت في صعيد مصر. ويُركِّز على ستَّة جوانب مؤثِّرة في الحياة المصرية على مرِّ العصور: الملكية والأسرة والطهي والمطبخ والإيمان والدين والتوظيف والصناعة والمنسوجات والحرف اليدويَّة. ويعرض مجموعة من 945 قطعة أثريَّة، مع الإشارة إلى أن غالبيتها مكتشفة في مواقع مختلفة بالقرب من سوهاج، فيما البعض الآخر مختار بعناية من المتحف المصري في ميدان التحرير بالقاهرة، ومتحف الفن الإسلامي في حي باب الخلق بالقاهرة، ومتحف في شارع المعز بالقاهرة التاريخية والمتحف القبطي بالقاهرة القديمة. وتشمل الأواني الفخار ومقابض وقواعد صغيرة ومجموعة من الجرار ومصابيح طينيَّة مرسومة بأشكال وأحجام مختلفة. كما اختيرت مجموعة من اللوحات التي تعرض مشاهد لامرأة تقف داخل ممر مُقبَّب ورجل على ضفاف النيل. وهناك مخطوطة فارسية صغيرة تتعلق بقصَّة حب قيس بن الملوح وليلى، والمعروفة باسم ليلى والمجنون، وتضم 18 رسمًا توضيحيًّا ملوَّنة.
وتحتوي المجموعة أيضًا، على قطع من النسيج مزيَّنة بحبَّات من الخزف، وبقايا من أردية مصنوعة من الكتَّان خاصَّة بالأطفال، وقطعة مستطيلة من كيسوا، القماش الذي يغطي الكعبة الشريفة. وهي مصمَّمة لغرض التعريف بالقطع التي تُمثِّل التقاليد والعادات والصناعة والحرف اليدويَّة في المنطقة، بما في ذلك الأزياء والمجوهرات التقليدية.