قد يتبع البعض أنظمة رجيم تقوم على كمِّ الطعام المستهلك لغرض خسارة الوزن، في مقابل البعض الآخر الذي يختار أنظمة رجيم تنشد نوعيَّة الطعام، في هذا الإطار. ولكن، أيُّهما الأفضل؟
تعتمد أنظمة الرجيم الغذائيَّة الكمِّية على الحصص، وتتبُّع السعرات الحراريَّة. وفي هذا الإطار، يجمع الأفراد، الذين ﻳنتبهون للسعرات الحراريَّة المستهلكة، على أنَّ كمَّ الغذاء هو الثابت الذي يتوقَّف عليه كسب الوزن أو ﺨﺴﺎرته.
وهناك بعض الحالات الشاذَّة؛ ينجم بعضها عن الاستجابات السيِّئة لبعض الأطعمة، والبعض الآخر عن اضطرابات الأيض، الاضطرابات التي تُبطئ عمليَّة خسارة الوزن أو كسبه. ولكن، بغضِّ النظر عن الحالات الشاذَّة، لا يستطيع أي فرد البقاء على قيد الحياة بكمِّ "صفر طعام".
وبالمقابل، سيذهب البعض إلى أقصى الحدود، ولن يأخذ في عين الاعتبار نوع الطعام، بقدر ما يفكِّر في احتساب السعرات الحراريَّة، وعدم تجاوز الحد المسموح به منها نهائيًّا.
تقول اختصاصيَّة التغذية ديانا عميش لـ"سيدتي. نت"، إنَّ "اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗوﺟيهيَّة اﻟﻐذاﺋﯾََّﺔ ﺗﻐﯾَّرت بمرور اﻟﺳﻧوات، ﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻟﺑﺣث أﮐﺛر دﻗَّﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻟﯾﻧﺎ ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺣَّﺔ واﻟوزن المثاليين".
وتضيف أنَّ "الدليل الأقوى حتَّى اليوم يُظهر أنَّ السعرات الحراريَّة هامَّة، ولكن التركيز على جودة الغذاء هام أيضًا بنفس القدر في منع زيادة الوزن وتعزيز فقدان الوزن". وهي تدعو قارئات "سيدتي. نت"، إلى:
• التركيز على تناول حصص مناسبة من الأطعمة عالية الجودة، وبالتالي الاهتمام بالجودة، وليس بالسعرات الحراريَّة حصرًا.
وفي هذا الإطار، تشرح عميش أنَّ "السعرات الحراريَّة هي شعار غذائي متكرِّر، في المقابل عدم الإفراط في الأكل هو في الواقع تدبير صحِّي هام.
وبدلًا من التركيز على السعرات الحراريَّة وحدها، تظهر بحوث أنَّ جودة الأكل ونوعه أيضًا هام في تحديد ما يجب علينا تناوله وما يجب علينا تجنبه للوصول للوزن الصحي، والحفاظ عليه، بعدها".
• تشمل الأطعمة عالية الجودة، تلك غير المكرَّرة والمعالجة بالحدِّ الأدنى، مثل: الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحِّية والبروتين الصحِّي.
بالمقابل، تشمل الأطعمة ذات الجودة الأقلِّ، الوجبات الخفيفة المعالجة، والمشروبات المحلَّاة بالسكر، والحبوب المكرَّرة (البيضاء)، والسكَّر المكرَّر، والأطعمة المقلية والغنية بالدهون المشبعة وغير المشبعة، والتي ترفع سكر الدم، مثل: البطاطس المقلية.
إشارة إلى أنَّه يغيب أي نظام رجيم غذائي محدَّد "مثالي" للجميع، بسبب الاختلافات الفرديَّة في الجينات ونمط الحياة.
أهميَّة الجودة
كانت دراسة حلَّلت ما إذا كانت أطعمة معيِّنة أكثر احتمالًا لتعزيز زيادة الوزن أو أقل؛ فقد بيَّن باحثون في قسم التغذية بكليَّة "هارفارد" للصحَّة العامة،
أن جودة الطعام هامَّة في الواقع للغاية في تحديد ما يجب أن نأكله لتحقيق وزن صحي والحفاظ عليه، وأن فكرة "السعرات الحراريَّة لا تخبر القصَّة الكاملة.
وفي دراسة منفصلة أُجريت على أكثر من 120 ألف امرأة ورجل يتمتَّعون بصحَّة جيِّدة طوال عشرين سنة، قرَّر الباحثون أنَّ الزيادة في الوزن كانت مرتبطة بشكل كبير بتناول رقائق البطاطس والمشروبات المحلَّاة بالسكر واللحوم الحمراء المعالجة وغير
الباحثون إلى أن استهلاك الأغذية المصنعة عالية المحتوى النشوي والحبوب والدهون والسكريات المكرَّرة يمكن أن يزيد الوزن.
والأغذية، اﻟﺘﻲ أظهرت ارتباطًا ﺑﻔﻘﺪان اﻟﻮزن، كانت اﻟﺨﻀﺮوات واﻟﺤﺒﻮب اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ واﻟﻔﻮاكه واﻟﻤﻜﺴَّﺮات واﻟﺰﺑﺎدي.
ولم يستبعد الباحثون أهميَّة السعرات الحراريَّة، بل ركَّزوا على الأطعمة عالية الجودة (مع التقليل من استهلاك الأطعمة الأقل جودة)، بغية استهلاك سعرات حراريَّة أقل.
في الخلاصة: لإنقاص الوزن بشكل صحيح ومثالي، يجب على الفرد أن يأخذ في الاعتبار كل من كمِّ الطعام ونوعه أيضًا.