ستتفاجأ اليوم بعديد من أشكال التقنيات القديمة التي سنكشفها لك، وكان القدماء يستخدمونها في أزمنة سحيقة، وبالتأكيد ستتغيَّر نظرتك إليهم بعد معرفة الحلول الفريدة التي كانوا يبتكرونها لتخطي العوائق الحياتية، وستكتشف أن ما نستخدمه في هذا العصر من تقنيات متقدمة كانت لها جذور في الماضي. وهذه أهمها:
مكيفات الهواء:
عديد من الحضارات القديمة وجدت حلولاً لتكييف الهواء في المنازل لكن بطرق بسيطة جداً، فالرومان القدماء مثلاً ابتكروا نظام القنوات الشهير بمرور المياه في أنابيب داخل المنازل، ليحافظوا عليها هادئة ومعزولة طوال العام، مع خلق جوٍّ من البرودة عندما تمر بها الرياح، وهذا هو المبدأ الرئيس لنظام التكييف في عصرنا الحالي.
بالونات الرسائل:
مع عدم وجود أي وسيلة للنقل الجوي، ابتكر الصينيون طريقة فريدة لإرسال الرسائل والبضائع والطرود، وذلك عبر بالونات الهواء الساخن، على أن الأمر كان يحتاج إلى كثير من الخبرة، وفهم الظروف الجوية لتجنب سقوطها في أيدي أشخاص آخرين، خاصة إذا كانت تحتوي على أسرار عسكرية، أو عبارات غرامية سرية، وعلى الرغم من تشكيك بعضهم في فاعلية هذه الطريقة، إلا أن كثيرين كانوا مجبرين على اعتمادها كونها الطريقة الوحيدة لإيصال الرسائل مع تعويم عديد من الفوانيس بنفس الرسائل والطرود لضمان وصولها إلى الشخص المرغوب.
"ثلاجات" بدائية:
الثلاجات والمجمدات من أهم الاختراعات الحديثة، لكنَّ هذه التقنية ليست حكراً علينا فقط، فالقدماء منذ وقت طويل، حافظوا على طعامهم، بل وأبدعوا في ذلك، وبطرق بسيطة جداً. مثلاً ابتكر الرومان مجمدات تحت الأرض عن طريق نقل الثلج من الجبال، ووضعه في غرف أرضية، ثم رمي طبقات من الطين فوقه لعزل الثلج عما حوله، ليتسنى لهم تخزين طعامهم فيها، وكلما عرف الشخص كيفية العزل، كان في إمكانه الحفاظ على برودة غرفة التجميد بشكل أفضل.
معدات الـ GPS:
نفتخر اليوم بابتكارنا تقنية الـ GPS، لكن القدماء استخدموا هذه التقنية أيضاً، وإن بشكل مختلف تماماً، فلم يكن الوصول إلى مكان معين يتطلب منهم إدخال بياناته في نظام إلكتروني لتحديد المواقع، أو الاعتماد على الأقمار الصناعية لتحديده، كان عليهم فقط أن يفهموا مواقع النجوم، واستخدام بعض الأدوات مثل السدس، وهي آلة فلكية قديمة، كانت تستخدم لقياس الزاوية بين جسمين، أو نجمين، وكان تفيد في جمع الحسابات الملاحية المناسبة بسرعة.
بطارية بغداد:
اكتشفت هذه القطع عام 1936 في قرية خوجوت رابه، قرب بغداد، عاصمة العراق، وهي عبارة عن بطارية تشبه في عملها خلايا جلفانية، وربما استخدمت في عملية الطلاء الكهربائي لتحويل المواد الذهبية إلى فضية، وهذا التعبير مبني على الإمكانية الافتراضية، وإذا كانت النظرية صحيحة، فإنها ستمحي التاريخ المعروف لاكتشاف البطارية الحالية على يد العالم ألساندرو فولتا عام 1800م، وهي خلية كهروكيميائية، وستعود بالحدث إلى أكثر من ألف سنة.
قد تبدو تلك الأدوات بدائية بالنسبة إلينا اليوم، لأنها صُمِّمت للوفاء بوظائفها دون عرض الأشياء على الشاشة، أو استخدام الكهرباء، لكنها كانت تؤدي الغرض منها في وقتها، بل كانت نوعاً من التكنولوجيا المتطورة، ولربما يأتي يوم تسخر فيه الأجيال اللاحقة مما نمتلكه من تقنيات حديثة حالياً.