عملت الاختراعات الحديثة على جعل حياتنا أسهل بكثير مما عاشه القدماء، على أن بعضها أثر سلباً عليها باستخدامها بطرق خاطئة. وتطبيقاً للمقولة الشهيرة "الحاجة أم الاختراع"، تبيَّن أن أسلافنا عالجوا ما يواجههم من عوائق بابتكار وسائل بسيطة، لكنها ذات فاعلية كبيرة، منها:
سروال جرينلاند:
سروال داخلي مصنوع من الفراء، تم اكتشافه في جرينلاند، يتميز بقوة التحمُّل، وحماية الجسم من الحرارة الشديدة، والبرودة القاسية، كما يحتوي على عديدٍ من الزخارف، ويرتديه الرجال والنساء على حدٍّ سواء.
النرد التاريخي:
النرد مكعب صغير، يستخدم منذ القِدم في الألعاب ذات النتائج العشوائية، ويحتوي متحف ميتر على أقدم D20 في العالم، عبارةٌ عن 20 مجسماً عظمياً من مصر، يرجع تاريخها إلى العصر البطلمي، أي قبل أكثر من 2000 عام.
طارد البعوض:
وفقاً للأسرَّة العتيقة التي عُثر عليها في جنوب إفريقيا، فقد تبيَّن أن "رجال الكهف" كانوا أكثر إبداعاً مما نظن، حيث اكتشف علماء الآثار أسرَّة تتكوَّن من 15 طبقة على الأقل من النباتات الطبية، يرجع تاريخها إلى 77000 عام في موقع سيبودو داخل كهف محفور في منحدرات من الحجر الرملي، كما أن مَن عاش هناك قام بجمع "سفير الأنهار البرية"، المعروف عنه فاعليته في قتل الحشرات، وخصائصه الطاردة للبعوض.
أباريق الأفيون:
طبخ القبارصة القدماء الأفيون، وقاموا بتخزينه على شكل أباريق، كما أنتجوا منه عقاقير وأدوية طبية، كذلك استفادوا من البابونج "الخامل الأكثر نشاطاً". وعثر الباحثون على هذه الأباريق في مواقع دينية محلية، وأخرى بعيدة مثل بلاد الشام ومصر، ما يشير إلى نشاط تجارة الأفيون قبل 4000 عام.
الشعر المستعار:
عدَّ المصريون الشعر رمزاً للمكانة العالية، لذا ابتكروا الشعر المستعار، إضافة إلى كريمات للعناية به ليبدو جميلاً. وأظهر فحص، شمل 18 مومياء من عمر أربع سنوات إلى 58 سنة، عاشت قبل 3500 عام، وجود آثار لمحلول دهني في شعر تسعة منها "جل"، ويحتمل أن أفراد الطبقة العليا قاموا بتطبيق تلك المستحضرات على الأحياء والموتى لضمان عدم سقوط شعرهم في الدنيا وخلال رحلتهم العظيمة إلى الحياة الآخرة.
عديدٌ من الوسائل التقنية والطبية التي توفر لنا الراحة في عصرنا الحالي، كان لها مثيل نوعاً ما قبل آلاف السنين، وقد تطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم، حيث قام كل جيل بوضع بصمته عليها لفاعلية أكثر، وهذا يدل على عظمة القدماء.