الجارة ترغب بالسفر إلى نفس البلد الذي ذهبت إليه جارتها الثرية، حتى لو كان الأمر على حساب جيب زوجها، وتلك تنثر الملح في الحمام قبل أن تدخله؛ تقليداً لما كانت تفعله أمها! التقليد في الأفكار والمقتنيات والسفر والمظهر والتصرفات التي لا تفسير لها، ملف تتناوله «سيدتي نت» من بلدان عربية مختلفة.
في السعودية: يقلدون وضع الغمازات على الوجه!
حسب تقدير المستشار الاجتماعي السعودي «ثامر الصالح»، فإن المراهق في السعودية يقوم بعملية التقليد بنسبة 90%. والتي تشمل طريقة اللبس والأزياء، والإكسسوارات المألوفة منها والغريبة، ممارسة الهوايات، التدخين، اقتناء الجوالات، وتقليد ملابس وأسلوب عيش المشاهير، شراء السيارات، وحتى مقدار المصروف.
ولم يجد «فراس المالكي»، يدرس في أميركا، نفسه إلا متبنياً لأفكار أصدقائه السعوديين، ومهتماً بقضايا النسب، يدقق في كل ما يتعلق بالقبلية وشيوخ القبائل، رغم أنه لم يكن كذلك في السابق. يتابع «فراس»: «أثَّرت عليهم بطريقة لبسي في ارتداء الشورتات والتيشيرتات الملونة وذات الرسومات، وكانوا قبل ذلك يشعرون بالخجل من ارتدائها في السعودية».
فيما انجرفت «مريم محمد»، مصممة مواقع، وراء صديقات الجامعة إلى عالم النرجيلة من خلال التردد بشكل مستمر على المقاهي، حتى تحولت إلى زبونة مستمرة.
في الإمارات: يقترضون من البنوك لكي يسكتوا الزوجات.
حسب تقدير «هند البدواوي» أخصائية نفسية من الإمارات، فإن تقليد الآخرين في السفر قد تصل نسبته إلى الـ70%. فالسؤال الذي لا غنى عنه، حتى بعد وضع الحقائب في بهو البيت، «أين ستسافرون المرة القادمة؟»
ولم تجد «مريم العسيري»، موظفة، حرجاً في الكشف عن حبها لتقليد صديقتها، التي سافرت قبل ثلاث سنوات إلى جنوب أفريقيا، ولدى عودتها أخذت تحدثها عن الطبيعة، وتنوع فرص التسوق، وجمال مدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا، ما جعلها تفكر فعلاً في السفر إليها؛ رغبة في تقليدها بزيارة بلد جميل لم تزره من قبل، تتابع «مريم»: «بعد وصولي بيومين تعرضت الشقة التي استأجرتها وعائلتي لجريمة سطو مسلح من قبل شخصين ملثمين، سلبا كل ما لدينا من مال وموبايلات وساعات ومجوهرات، حتى أننا لم نملك من النقود ما نرجع به، ولولا مساعدة السفارة الإماراتية لنا لكان وضعنا ميؤوساً منه، ولم أسلم من نظرات زوجي وعباراته: «هذه شورة صديقتك»!
في المغرب: لا يعرفون أسباب تقليدهم
أجرى الباحث المغربي «مصطفى قطبي»، اختباراً مكوناً من 45 سؤالاً، وزع على 2000 عينة، منها 900 ذكور، و1200 إناث من بين طلاب المدارس والجامعات وموظفي المعامل والمؤسسات من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية والاقتصادية؛ لمعرفة مدى تقليد الشباب للتصرفات الخرافية فيما بينهم، فتبين أنه وصل إلى 69 %.
ينتشر تقليد الخرافة والتفكير السحري في الأوساط التي يكثر فيها القهر والحرمان، وتضخم الإحساس بالعجز، وانعدام الوسيلة. فيما «فاتن كمار»، عاملة، لم تستطع التخلص من بعض الشوائب التي علقت بلاوعيها، رغم أنها تعيش بطريقة عصرية وفي بلد أوروبي؛ ففي طفولتها كانت ترى كل أفراد أسرتها الراشدين لا يدخلون الحمام دون نثر الملح قبل الاستحمام ليلاً، ولا يسكبون الماء الساخن في قنوات المياه، تتابع: «وجدت نفسي رغم أنني أعيش في بلد أجنبي، أمارس نفس الطقوس، وأحياناً أتساءل، لماذا أقوم بذلك؟! لكن أعود وأقول لا ضرر»!
في مصر: موضة القرط بلونين
يقدر الدكتور «عبد المنعم شحاتة»، أستاذ علم النفس بكلية الآداب أن 70% من الشباب والشابات يقلدن التقليعات الجديدة للملابس، وأن 50% من الشابات همُّهن تقليد ماكياج الفنانات والإعلاميات، بينما 40% من الشباب يقلدون قصات شعر اللاعبين ونجوم المجتمع، أما 20% من فئة الشباب جميعاً فيقلدون الصفات الخلقية التي يرونها قيمة لديهم.
فعندما استخدمت «رودينا فهمي»، فنانة وصاحبة مركز تجميل، إكسسواراً جديداً، وهو حلق إحدى قطعتيه حمراء والأخرى خضراء أبدين جميعهن إعجابهن، وسارعن لشرائه وارتدائه، تستدرك «رودينا»: «هذا ما حدث عندما قمت بطلاء أظافري بألوان متعددة أيضاً، فهن يسعين إلى معرفة ما هو جديد من خلالي، وهذا الأمر لا يزعجني، بل بالعكس يجعلني متابعة لما هو جديد لأشياء المرأة».
«رانيا الدسوقي»، مصممة ماكياج، صبغت شعرها باللون البني والأحمر الكاجو، وعندما التقت مع بعض صديقاتها فوجئت بعد هذا اللقاء أنهن جميعاً صبغن شعورهن بنفس اللون، تستطرد «رانيا»: «وضع طبيعي أن يقلدنني؛ لأنهن يعلمن مقدرتي على معرفة الجمال وإظهاره».
الرأي الاجتماعي
من السعودية يرى الاختصاصي الاجتماعي «ثامر الصالح» أنّ تقليد الأصدقاء فترة المراهقة مسألة طبيعية، يتابع الصالح: «تجاوز الخطوط الحمراء وتعلق الأمر بالأخلاق والمعتقدات، يستدعي التدخل المباشر لإنهاء هذا التقليد».
من الإمارات تعتبر «هند البدواوي» أخصائية نفسية في دار التربية الاجتماعية في الشارقة، أن السبب في التقليد تفاوت الدخول بين الناس.
من مصر الدكتور «عبد المنعم شحاتة» أستاذ علم النفس بكلية الآداب، يرى أن الشباب دائماً يقلدون ليقولوا «أنا موجود»، وأغلبهم لا يفعلون شيئاً سوى ما يدور في أذهانهم وما يقتنعون هم به.
من المغرب تبين للباحث المغربي «مصطفى قطبي»، الذي أجرى بحثاً حول مظاهر الخرافة واكتشف أن عامل السن لا يحد من تقليد الناس لبعضهم، ويتوسلها الشباب عندما يعجزون عن التصدي والمجابهة، رغم ارتفاع مستوى تحصيلهم العلمي.
في السعودية: يقلدون وضع الغمازات على الوجه!
حسب تقدير المستشار الاجتماعي السعودي «ثامر الصالح»، فإن المراهق في السعودية يقوم بعملية التقليد بنسبة 90%. والتي تشمل طريقة اللبس والأزياء، والإكسسوارات المألوفة منها والغريبة، ممارسة الهوايات، التدخين، اقتناء الجوالات، وتقليد ملابس وأسلوب عيش المشاهير، شراء السيارات، وحتى مقدار المصروف.
ولم يجد «فراس المالكي»، يدرس في أميركا، نفسه إلا متبنياً لأفكار أصدقائه السعوديين، ومهتماً بقضايا النسب، يدقق في كل ما يتعلق بالقبلية وشيوخ القبائل، رغم أنه لم يكن كذلك في السابق. يتابع «فراس»: «أثَّرت عليهم بطريقة لبسي في ارتداء الشورتات والتيشيرتات الملونة وذات الرسومات، وكانوا قبل ذلك يشعرون بالخجل من ارتدائها في السعودية».
فيما انجرفت «مريم محمد»، مصممة مواقع، وراء صديقات الجامعة إلى عالم النرجيلة من خلال التردد بشكل مستمر على المقاهي، حتى تحولت إلى زبونة مستمرة.
في الإمارات: يقترضون من البنوك لكي يسكتوا الزوجات.
حسب تقدير «هند البدواوي» أخصائية نفسية من الإمارات، فإن تقليد الآخرين في السفر قد تصل نسبته إلى الـ70%. فالسؤال الذي لا غنى عنه، حتى بعد وضع الحقائب في بهو البيت، «أين ستسافرون المرة القادمة؟»
ولم تجد «مريم العسيري»، موظفة، حرجاً في الكشف عن حبها لتقليد صديقتها، التي سافرت قبل ثلاث سنوات إلى جنوب أفريقيا، ولدى عودتها أخذت تحدثها عن الطبيعة، وتنوع فرص التسوق، وجمال مدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا، ما جعلها تفكر فعلاً في السفر إليها؛ رغبة في تقليدها بزيارة بلد جميل لم تزره من قبل، تتابع «مريم»: «بعد وصولي بيومين تعرضت الشقة التي استأجرتها وعائلتي لجريمة سطو مسلح من قبل شخصين ملثمين، سلبا كل ما لدينا من مال وموبايلات وساعات ومجوهرات، حتى أننا لم نملك من النقود ما نرجع به، ولولا مساعدة السفارة الإماراتية لنا لكان وضعنا ميؤوساً منه، ولم أسلم من نظرات زوجي وعباراته: «هذه شورة صديقتك»!
في المغرب: لا يعرفون أسباب تقليدهم
أجرى الباحث المغربي «مصطفى قطبي»، اختباراً مكوناً من 45 سؤالاً، وزع على 2000 عينة، منها 900 ذكور، و1200 إناث من بين طلاب المدارس والجامعات وموظفي المعامل والمؤسسات من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية والاقتصادية؛ لمعرفة مدى تقليد الشباب للتصرفات الخرافية فيما بينهم، فتبين أنه وصل إلى 69 %.
ينتشر تقليد الخرافة والتفكير السحري في الأوساط التي يكثر فيها القهر والحرمان، وتضخم الإحساس بالعجز، وانعدام الوسيلة. فيما «فاتن كمار»، عاملة، لم تستطع التخلص من بعض الشوائب التي علقت بلاوعيها، رغم أنها تعيش بطريقة عصرية وفي بلد أوروبي؛ ففي طفولتها كانت ترى كل أفراد أسرتها الراشدين لا يدخلون الحمام دون نثر الملح قبل الاستحمام ليلاً، ولا يسكبون الماء الساخن في قنوات المياه، تتابع: «وجدت نفسي رغم أنني أعيش في بلد أجنبي، أمارس نفس الطقوس، وأحياناً أتساءل، لماذا أقوم بذلك؟! لكن أعود وأقول لا ضرر»!
في مصر: موضة القرط بلونين
يقدر الدكتور «عبد المنعم شحاتة»، أستاذ علم النفس بكلية الآداب أن 70% من الشباب والشابات يقلدن التقليعات الجديدة للملابس، وأن 50% من الشابات همُّهن تقليد ماكياج الفنانات والإعلاميات، بينما 40% من الشباب يقلدون قصات شعر اللاعبين ونجوم المجتمع، أما 20% من فئة الشباب جميعاً فيقلدون الصفات الخلقية التي يرونها قيمة لديهم.
فعندما استخدمت «رودينا فهمي»، فنانة وصاحبة مركز تجميل، إكسسواراً جديداً، وهو حلق إحدى قطعتيه حمراء والأخرى خضراء أبدين جميعهن إعجابهن، وسارعن لشرائه وارتدائه، تستدرك «رودينا»: «هذا ما حدث عندما قمت بطلاء أظافري بألوان متعددة أيضاً، فهن يسعين إلى معرفة ما هو جديد من خلالي، وهذا الأمر لا يزعجني، بل بالعكس يجعلني متابعة لما هو جديد لأشياء المرأة».
«رانيا الدسوقي»، مصممة ماكياج، صبغت شعرها باللون البني والأحمر الكاجو، وعندما التقت مع بعض صديقاتها فوجئت بعد هذا اللقاء أنهن جميعاً صبغن شعورهن بنفس اللون، تستطرد «رانيا»: «وضع طبيعي أن يقلدنني؛ لأنهن يعلمن مقدرتي على معرفة الجمال وإظهاره».
الرأي الاجتماعي
من السعودية يرى الاختصاصي الاجتماعي «ثامر الصالح» أنّ تقليد الأصدقاء فترة المراهقة مسألة طبيعية، يتابع الصالح: «تجاوز الخطوط الحمراء وتعلق الأمر بالأخلاق والمعتقدات، يستدعي التدخل المباشر لإنهاء هذا التقليد».
من الإمارات تعتبر «هند البدواوي» أخصائية نفسية في دار التربية الاجتماعية في الشارقة، أن السبب في التقليد تفاوت الدخول بين الناس.
من مصر الدكتور «عبد المنعم شحاتة» أستاذ علم النفس بكلية الآداب، يرى أن الشباب دائماً يقلدون ليقولوا «أنا موجود»، وأغلبهم لا يفعلون شيئاً سوى ما يدور في أذهانهم وما يقتنعون هم به.
من المغرب تبين للباحث المغربي «مصطفى قطبي»، الذي أجرى بحثاً حول مظاهر الخرافة واكتشف أن عامل السن لا يحد من تقليد الناس لبعضهم، ويتوسلها الشباب عندما يعجزون عن التصدي والمجابهة، رغم ارتفاع مستوى تحصيلهم العلمي.