عندما نجد بعض الموظفين يتقاعسون عن تقديم المساعدة وأداء أعمالهم بحجة أنهم صائمون، وكذا الحال في المنزل، يمضي بعض الصائمين جلّ وقتهم نائمين أو مستلقين دون حراك، وسريعي الغضب، ينتظرون موعد الإفطار. يقدم الدكتور إبراهيم عبد الكريم السنيدي، أستاذ الثقافة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، نصائح للصائمين بهذا الخصوص.
تطغى على بعض الأشخاص نظرة قاصرة مفادها أن الصوم يورث الكسل والخمول، وأنه مجهد، متعب، وإن لم يقم بأي عمل أو يؤدي أي عمل، وعندما تطلب منه أي عمل يقول الناس «صيام».
وإذا ما رجعنا إلى تاريخنا الإسلامي نجد أن كثيراً من المعارك الحاسمة الفاصلة في تاريخ الأمة الإسلامية كانت في رمضان؛ كغزوة بدر التي كانت في السابع عشر من رمضان، وفتح مكة في التاسع عشر من رمضان. وهنا نستخلص أن الصيام ليس عائقاً عن العمل، ولا مانعاً من المضي في الخير، بل إن الصيام عون للعبد على كل خير، فمن تصور أن الصيام يقعد بأهله ويخلد بهم إلى الكسل والخمول وعدم النشاط، فقد تصوّر تصوراً خاطئاً، فالصيام قوة ونشاط ودفع للعمل، وكان النبي -كما سبق- قد غزا غزوة بدر في رمضان، وغزا عام الفتح في رمضان، وكان المسلمون يجاهدون ويعملون وينتفعون، ولم يكن الصيام حابساً لهم عن الخير.
ولكن مع الأسف فإن البعض اتخذه موسماً للنوم والكسل، وإطالة الركود على الفراش، والخمول طيلة النهار، ومن بعد صلاة الفجر مباشرة إلى بعد صلاة الظهر، وربما ينام عن صلاة الظهر أيضاً، وربما ينام عن صلاة العصر، ثم في الليل يُقبل على المشروبات والمأكولات، وهكذا حتى ينتهي رمضان، وتمرّ أيامه، وهذا خلاف الأمر المشروع والمطلوب.