يبدو أن الفيلم الأمريكي "المحطة the Terminal" للنجم "توم هانكس"، والذي يحكي قصة مسافر يعيش فترة طويلة في المطار جراء منعه من قبل السلطات الأمريكية من الدخول إلى البلاد، قد أصبح قصة حقيقية، إلا أن لا شأن لتوم هانكس فيها، إذ أن بطلها لاجئ سوري يُدعى "حسان القنطار"، الذي ما يزال عالقاً في مطار "كوالالمبور" في ماليزيا، منذ ما يزيد عن الـ6 أشهر، وإلى الآن لا يستطيع الدخول إلى البلاد أو حتى الخروج منها.
وبحسب ما نقله موقع "مهاجر نيوز" الإلكتروني، الذي كان سبق له وأن أجرى حواراً مع اللاجئ السوري حسان القنطار، ذكر على لسانه بأن قضيته كانت عرضة للإهمال من قبل المنظمات الأممية المختصة، حيث بدأت الحكاية عندمت خرج من بلاده سوريا بسبب الأحداث التي تشهدها إلى دولة الإمارات العربية، ومنها توجه إلى ماليزيا، إلا أن هجرته التي كانت بهدف البحث عن الآمن والإستقرار، أخذت منحى آخراً لم يكن في الحسبان.
وكان حسان القنطار قد دخل ماليزيا، بـ"تأشيرة سياحية" مدتها ثلاثة أشهر، وعندما حاول السفر إلى الإكوادور، لم يُسمح له بالصعود إلى متن الطائرة لأسباب مجهولة – بحسب قوله -، وعندما سدد القنطار غرامة لتجاوز مدة الإقامة المنصوص عليها في تأشيرة السياحة في ماليزيا، تم إدراجه في القوائم السوداء للزائرين، ما يجعله الآن عاجزاً عن مغادرة المطار والدخول إلى البلاد. أو السفر إلى بلد آخر، ومنذ ذلك الحين وهو عالق في مطار كوالالمبور، منذ شهر نيسان / أبريل الماضي.
الحياة في المطار ...
ويقضي اللاجئ السوري حسان قنطار معظم وقته في المطار تحت أحد الأدراج، بعيداً عن الناس وأسئلتهم التي يقول بأنه "تعب حقاً من الإجابة عنها"، ولكن، مع مرور الأيام، تحولت شهرة هذا المهاجر، ضحية الإجراءات الدبلوماسية والبيروقراطية، إلى إحدى أكثر القصص مشاركة وتفاعلاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
عشرات طلبات الزواج لـ"إنقاذه" ..
بعد انتشار قصة القنطار بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، تلقى العديد من الرسائل بشكل يومي، التي تقدم له دعماً معنوياً جراء ما يعيشه، إلا أن أكثرها غرابة وربما طرافة على الرغم من معاناته الحالية، هي تلك التي تأتيه من الفتيات اللواتي يعرضن عليه الزواج بهدف إنقاذه من وضعه الحالي، وإخراجه من المطار، إلا أنه رفض تلك العروض جميعها، وفي تصريح القنطار لموقع "مهاجر نيوز"، يقول ضاحكاً: "رفضت الكثير من عروض الزواج من نساء من حول العالم، إحداهن عرضت المجيء فوراً للزواج بي".
وحول رفضه تلك العروض، أشار القنطار إلى أنه يسعى لنيل "اللجوء بطريقة شرعية"، ويتابع قائلاً: "لست من الأشخاص الذين يسعون لتحقيق مآربهم من خلال استخدام أشخاص آخرين، حتى ولو أن هؤلاء الأشخاص موافقون على ذلك"، ويؤكد القنطار أن "المهتمين لا قوة لهم، لا يستطيعون تغيير شيء في وضعي الحالي، وأنا ممتن لهم كثيراً، القادرون على ذلك هم المسؤولون، المنظمات الدولية، وهؤلاء لا يهتمون لما يحصل أو سيحصل معي".