يُعدّ التسوُّق عبر الإنترنت من أكثر الخدمات رواجًا في مجتمعنا؛ بسبب سهولة الوصول إلى الشَّبكة، وإلى المواد المراد شرائها، وانخفاض الأسعار، والحرية في الاختيار، وسهولة الوصول للمنتج، وغيرها من الميِّزات التي جعلت منه أسلوبًا محببًا جدًا.
"سيِّدتي نت" يستطلع بعض الآراء حول هذا الأسلوب في التسوُّق موضحًا الجانب النفسيّ بهذا الموضوع.
عمليَّة ممتعة
بدايةً تُخبرنا الدكتورة "نايلة بدر"، وهي مشرفة إداريَّة ودكتورة في إدارة الجودة قائلةً: "التسوُّق الإلكترونيّ جزء لا يتجزأ من حياتنا اليوميَّة، خاصَّة أننا في عصر التكنولوجيا والابتكار الحديث، كما أنَّه عمليَّة ممتعة جدًا لمن يحسن التَّعامل معها باعتبارها أهم وسيلة ترفيهيَّة للنِّساء، وقضاء أجمل أوقات التسوُّق في أيّ وقت خلال 24 ساعة من دون الحاجة للخروج، فقد وفَّر الوقت والجهد عليهن، ومكنهنَّ من مقارنة الأسعار بالمواقع المعروضة بها البضائع، والشِّراء بالسِّعر المناسب دون التقيُّد بالزَّمان والمكان".
أمَّا "علاء عبدالعزيز"، وهو مدير مجمع تعليمي فيقول: "في ظلِّ الثورة المعلوماتيَّة التي أصبحت أمرًا واجبًا ومهمًا في حياتنا، أصبح الأمر يسيرًا وسهلاً بالبحث والاستكشاف في كل المجالات، والتي من أهمها التسوُّق الإلكترونيّ، حيث المتعة والسرعة والرَّاحة في اقتناء ما يريده الرَّجل، وما تريده المرأة، ومن المؤكَّد أنَّ المرأة أكثر شغفًا من الرَّجل، لذلك تستمر ساعات طويلة وهي تبحث عن كل ما هو جديد وتستمتع بذلك، إذ أنَّ السرعة في تلبية الطَّلب، وتنوُّع البضاعة، وثبات السِّعر، وجودة المعروض، من أهم يميِّز السُّوق الإلكترونيّ".
ويعلِّق الكاتب "عماد اليماني" عن إحدى تجاربه في البحث عن مجموعة من الكتب التي لم يجدها في المكتبات المتوافرة بقربه، فقام بالبحث عنها إلكترونيًا، ووجدها متوفِّرة عبر أحد المواقع المتخصصة في بيع المنتجات الثقافيَّة، قائلاً: "أسلوب سهل ومضمون جدًا، فالمشتري يدفع عند استلام البضاعة، والتأكُّد من وصولها ومدى جودتها".
حضارة إلكترونيَّة
وُتخالف المذيعة التلفزيونيَّة "سمر يمق" الآراء السَّابقة، حيث أنها ضد هذه الفكرة، فعلى الرُّغم من أنَّ التسوُّق الإلكترونيّ متداول جدًا، وأنَّه مشروع ناجح وسيتم تداوله أكثر فأكثر؛ لأننا في عصر الحضارة الإلكترونيَّة، إلا أنَّه لا يشبع نهمها في إجراء عمليَّة التسوُّق بنفسها بشكل فعليّ يمكِّنها من تجربة وقياس ولمس القطع المعروضة، فهي ترى أنَّ جمال عمليَّة التسوُّق يكون في تمضية الوقت في التجوُّل والتنقُّل بين المحال المختلفة برفقة الصديقات، الأمر الذي يمثِّل عمليَّة ترفيهيَّة في حدِّ ذاتها لا تتوافر في التسوُّق الإلكتروني.
أمَّا المهندس "فهد عبيد" فيقول: "يُعتبر التسوُّق الإلكترونيّ أحد الأساليب العصريَّة الحديثة في زمننا الحالي، حيث أنَّه يلبِّي رغبات جميع الأطراف رجالاً ونساءً، وبمختلف الأعمار، وأظن أنَّه ممتع للنِّساء، حيث يختصر عليهنَّ المسافات، بالإضافة لتلبية رغباتهنَّ التي قد لا يجدنها في مدنهنَّ أو حتى بلادهنَّ التي يعشن فيها، لذلك فهو مفيد جدًا ومرغوب، مع العلم أنَّ التسوق الإلكترونيّ يتطوَّر في كل يوم، وبأساليب أحدث حتى يواكب العصر، ويُحاكي رغبات النَّاس".
الرأي النفسي
تقول الأخصائيَّة النفسيَّة "صفاء مراد" حول الجانب النفسيّ لهذه الظَّاهرة: "التسوُّق الإلكترونيّ ظاهرة اكتسحت العالم العربيّ مؤخرًا، وبدأت بفكرة استغربها المجتمع، وبعد ذلك ظاهرة يتداولها الأغلبيَّة، وتقول الإحصائيَّات أنَّ أغلبيَّة المكتسحات لهذه الأسواق هنَّ من النِّساء، ومن أعمار مختلفة، وطبقات اجتماعيَّة مختلفة، ويعلل الرأي النفسيّ ذلك بأنَّ بعض النِّساء يعتبرن ذلك ترفيهًا لهن، فبعد يوم شاق من متطلَّبات الحياة اليوميَّة، تجد المرأة متعة في التسوُّق عبر جهازها الخاص عن طريق تلك المواقع الإلكترونيَّة.
ومن خلال رؤيتي النفسيَّة للموضوع، وتعاملي مع حالات كثيرة في مجال عملي كأخصائيَّة نفسية، أجد أنَّ الكثيرات ممن يقبلن على ذلك الأمر يكون لديهنَّ أسباب ملحَّة، وقد تصل إلى درجة غير متوقَّعة من الشره في الشِّراء، فبعضهنَّ ينظرن إلى موضوع التسوُّق الإلكترونيّ أنَّه من أجل الاستعراض أمام صديقاتهن، وهناك شريحة أخرى قد يكون لديهنَّ أسبابًا موضوعيَّة لذلك الشِّراء، وهي: أوقات عملهنَّ مثلاً لا تسمح لهنَّ بالنُّزول إلى التسوُّق بشكل يواكب الموضة، فيستخدمن التسوُّق الإلكترونيّ عوضًا عن ذلك، وبعضهنَّ من الحالات التي قد تكون غير طبيعيَّة، أي لديها هوس غير مبرر لذلك التسوُّق، فهي فقط تقضي وقتًا أمام جهاز الكمبيوتر، وتجرِّب كل ما فيه، ومن ضمنها مواقع التسوُّق الإلكتروني.
وقد تكون من بعض الامتيازات التي يجدنها النِّساء بالتسوُّق الإلكترونيّ، خلوه من العقبات التي يمكن أن تصادفهنَّ عند نزولهنَّ للتسوُّق كعدم وجود السَّائق أو الاختلاط الزَّائد مثلاً، وبعضهنَّ يتخذن التسوُّق الإلكترونيّ كوسيلة دفاع عن خجلهنَّ الزَّائد من التسوُّق التقليديّ الذي لابدَّ فيه من وجود حوارات تدور بين الزبون والبائع، وأخيرًا يجب التذكير أنَّ بين متعة التسوُّق والهوس بذلك شعرة، إن قُطعت تحوَّل ذلك الأمر إلى إدمان الشِّراء الذي يؤثِّر على جميع جوانب حياة الفرد، ويصل لمن حوله".