تاريخياً .. عُرف عن اليابان تعرضها المتكرر للكوارث الطبيعية الضخمة، التي تتسبب بالعديد من الخسائر البشرية والمادية، إذ كان آخرها خلال ما حدث خلال شهر تموز / يوليو الماضي 2018، عندما تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات كبيرة وانهيارات أرضية غير مسبوقة، تسببت بإجلاء مئات الآلاف من منازلهم، وأسفرت عن وفاة مئات الأشخاص، وإصابة وتشريد الآلاف من اليابانيين، ومؤخراً، تم الإعلان عن كارثة جديدة منتظرة، أثارت الرعب بين الناس.
وكانت السلطات اليابانية خلال الأيام القليلة الماضية، قد أعلنت أن إعصاراً قوياً، من المتوقّع أن يكون الأعنف في الأرخبيل منذ قرابة الربع قرن أي منذ 25 عاماً تقريباً، سيجتاز يوم الثلاثاء 4 أيلول / سبتمبر الجاري وسط غرب اليابان، مما سيؤدّي إلى حدوث اضطرابات كبيرة في عمل الشركات وحركة النقل عموماً.
وقالت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية، إن الإعصار الذي أطلق عليه اسم "جيبي"، وهو الإعصار الحادي والعشرون في موسم الأعاصير في قارة آسيا، كان صباح الثلاثاء قبالة الساحل الجنوبي للأرخبيل، ويواصل مساره باتجاه البرّ الياباني الذي يتوقّع أن يدخله خلال فترات النهار.
وأضافت أن هذا الإعصار الضخم "سيضرب بكل قواه" المناطق الواقعة غرب الأرخبيل ووسطه، وسترافقه رياح عاتية قد تصل سرعتها إلى ما قد يزيد عن 220 كيلومتر/ساعة، حيث يرجّح أن تؤثر على دائرة واسعة للغاية تشمل العاصمة اليابانية طوكيو بأكملها، على الرغم من أن العاصمة تقع باتجاه الشرق من عين الإعصار.
وكما قد حذّرت الوكالة من أن الإعصار سيتسبّب بهطول أمطار غزيرة، الأمر الذي يتطلّب من سكان المناطق المهدّدة بحصول فيضانات فيها، أو تلك التي قد تتعرض لانزلاقات أتربة، الإلتزام بتعليمات إخلاء هذه المناطق، إلى أن تصدر أوامر بهذا الشأن.
ومن جهتها، أعلنت العديد من شركات الطيران في اليابان أنها قد ألغت أكثر من 500 رحلة جوية في إجراء احترازي لما قد يحدث خلال فترة الإعصار، في حين تم تعليق العمل على العديد من خطوط السكك الحديدية، إلى جانب كل ذلك، وبسبب الإعصار العنيف، قررت المتاجر الكبرى في منطقة "أوساكا" غرب البلاد، بشكل خاص، إغلاق أبوابها ليوم الثلاثاء.
أما الشركات التي تقع مقرّاتها في مناطق يتوقّع أن تكون من الأكثر تضرّراً بسبب الإعصار، فطلبت من موظفيها ملازمة منازلهم وعدم القدوم إلى العمل في هذا اليوم، والأمر ذاته طُبّق على المدارس، التي طلبت من تلاميذها ومعلّميها الأمر نفسه.
ومن الجدير بالذكر، بأن اليابان تشهد سنوياً العديد من الأعاصير خلال فصل الصيف، إلا أن الإعصار "جيبي" يتميّز عن تلك الأعاصير بقوته الشديدة، مما يعني أنه قد يتسبّب بأضرار جسيمة، لا سيما في شرق الأرخبيل الذي ما زال يعاني من الدمار الشديد الذي نجم في مطلع تموز/يوليو عن فيضانات وانهيارات أرضية مهولة أوقعت 220 قتيلاً.