عدم قدرة المشاهير وكبار السياسيين على إرضاء الناس، حالة مشتركة توحدهم في كافة بلدان العالم، لكن غضب بعض الناس من نفقات السياسيين الزائدة التي يعتبرها الشعب تقتطع من دخلهم تحت بند الضرائب لم تعرقل يوماً نمط حياة هؤلاء إطلاقاً.
وكانت رئيسة وزراء نيوزيلندا «جيسيندا أرديرن» أحدث سياسية تثير ضجة تطورت بطريقة مثيرة أبرزت واقع السياسيات، حيث تتعارض عاطفة الأمومة وواجباتها مع مسؤوليات السياسة والتزاماتها تجاه الشعب التي لا ترحم. حيث أثارت رحلة لرئيسة وزراء نيوزيلندا جيسيندا أرديرن، ضجة كبيرة في أوساط دافعي الضرائب في بلادها بسبب تكلفتها العالية، التي وصفها كثير منهم بأنها غير مبررة.
ونتجت هذه الضجة بعد أن طلبت جيسيندا أرديرن من طاقم طائرة بوينغ 757 القيام برحلة إضافية إلى جزيرة ناورو في المحيط الهادي حتى تتمكن من تقليل الوقت من أجل مرافقة ابنتها الرضيعة، وأجبرت رئيسة وزراء نيوزيلندا الطائرة على العودة إليها بعد يوم واحد من وصولها إلى منتدى جزر المحيط الهادئ وإعادتها إلى مكان إقامتها مرة ثانية في خطوة أثارت حفيظة النيوزلنديين.
ووجه المواطنون في نيوزيلندا انتقادات لاذعة إلى أرديرن بسبب الرحلة الإضافية التي تقدر تكلفتها بنحو 100 ألف دولار نيوزيلندي (نحو 65 ألف دولار أميركي)، وفق ما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، الثلاثاء 4 أغسطس- آب الجاري.
ولا تزال أرديرن ترضع ابنتها البالغة من العمر 11 أسبوعاً، ولم تحصل بعد على التطعيمات اللازمة التي تمكنها من زيارة جزيرة ناورو، حيث مكان انعقاد المنتدى، وبينما قررت رئيسة الوزراء حضور الاجتماع، فإنها أرادت أيضاً عدم ترك طفلتها «نيفي» لثلاثة أيام، هي مدة انعقاد المنتدى.
ودافعت أرديرن عن قرارها بالسفر إلى المنتدى والعودة منه في يوم واحد، وقالت: «لقد رأيت أنه من المفيد لي السفر ليوم كامل للوفاء بالتزاماتي كرئيس للوزراء».
وقال وزير المالية في نيوزيلندا، جرانت روبرتسون، إن الحكومة خصصت أموالاً لمثل هذه الرحلات كل عام، مضيفاً أنه لا توجد أموال إضافية يتم إنفاقها على الإطلاق.
واعتبر البعض أن إثارة ضجة حول رحلة رضاعة رئيسة الوزراء النيوزيلندية نوع من التمييز، حيث يسافر السياسيون والوزراء في رحلات عمل طويلة لأيام دون أن يعلق أحد عليها أو ينتقدها، وما فعلته رئيسة الوزراء النيوزيلندية سلوك طبيعي مثير للإعجاب؛ لجمعها بين واجباتها السياسية وواجباتها الطبيعية كأم دون أن تقصر تجاه أحد منهما.