بقضية قتل غريبة، ومبرر ربما هو الأغرب على الإطلاق، أعلنت الشرطة في مدينة "دالاس" أحد أكبر مدن ولاية "تكساس" في الولايات المتحدة الأمريكية، أن ضابطة من أفراد الشرطة، أقدمت ليلة الخميس الماضية 6 أيلول / سبتمبر 2018، على فتح النار من مسدسها الخاص، صوب أحد جيرانها، وهو رجل من ذوي البشرة السمراء، وقتلته بـ"الخطأ"، وكان ذلك عقب عودتها من العمل في تلك الليلة، وعلى الرغم من أنها هي من اقتحمت منزله وقتلته داخله، إلا أنها ادعت اعتقادها بأنه هو من اقتحم شقتها، بمبرر غريب أثار الكثير من الجدل.
وفي بيان رسمي نشرته دائرة شرطة "دالاس" عبر مدونتها الرسمية على الإنترنت، ذكرت، أن الضابطة "أمبر غيوغير Amber Guyger"، التي يعود تاريخ خدمتها في الشرطة إلى قرابة الأربعة أعوام، كانت عقب رجوعها من نوبتها المسائية في العمل، قد دخلت شقة جارها التي تقع في شارع "لامار 1210" في مدينة دالاس، وهو شاب يبلغ من العمر 26 عاماً يُدعى "بوثام شين جين"، وهو أمريكي ذو بشرة سمراء، وادعت الشرطية أنها في تلك اللحظة كانت تعتقد بإنها شقتها هي الخاصة، وأن جارها رجل غريب قد قام باقتحام شقتها، وأقدمت على الفور بإشهار مسدسها وقتله فوراً بإطلاق عدة رصاصات نحوه، الأمر الذي أسفر عن وفاته لحظة وصوله إلى المستشفى، حيث أن الضابطة "غيوغير"، كانت قد اتصلت مباشرة حينها برقم الطوارئ "911"، وقامت بالتبليغ عمّا فعلته.
وتابع بيان الشرطة، بأن الضابط "يو رينيه هول"، وهو رئيس إدارة شرطة دالاس، أشار إلى أن المحققين الآن يسعون للحصول على مذكرة توقيف بحق الشرطية ""، لتوجيه الإتهام بالقتل إليها، وأن إدارة الشرطة قامت بتحويل التحقيق إلى إدارة "تكساس رينجرز"، التي تعتبر أعلى هيئة لإنفاذ القانون في الولاية، وتابع "هول" أنه وبناءاً غيوغير على الأدلة التي تم جمعها حتى هذه اللحظة للحصول على أمر بـ"القتل غير العمد"، تم الطلب من هيئة "تكساس رينجرز"، التحقيق إن كان لهذه الجريمة أي خلفيات عنصرية بسبب لون بشرة الضحية، بالإضافة إلى العمل على إجراء تحليل لدمّ الضابطة "غيوغير"، للكشف إن كانت تحت تأثير الكحول أو المخدرات وقت وقوع الحادثة.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز ا The New York Times" الأميركية، إلى أن الضحية يُدعى "بوثام شين جين"، هو بالأصل مواطن من دولة "سانت لوسيا"، التي تقع في البحر الكاريبي، وذكرت الصحيفة بأنه كان يدرس بإحدى جامعات ولاية أركنساس في الولايات المتحدة الأميركية، وأنه كان يعمل لحساب إحدى شركات الاستشارات في الولاية، ومن جهته كان الضابط "يو رينيه هول"، رئيس إدارة شرطة دالاس، قد أوضح خلال بيان الشرطة الرسمي، بأن التحقيق في هذه الحادثة لا يزال مُستمراً، وأنه قد يأخذ وقتاً من الزمن، بسبب الكثير من الغموض الذي يحيط بتفاصيل الحادثة.