من أهم مميزات رؤية المملكة 2030، والتي انطلقت منذ عامين، دعمها للمرأة وتمكينها في جميع الأصعدة المجتمعية، إلى جانب مساهمتها في بناء المجتمع، وتصاعد مشاريع الرؤية ذات البعد العالمي عام 2018، من قفزات على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية، وخاصة مجالات تمكين المرأة.
"سيدتي" استعرضت آراء عدد من المختصين حول تمكين المرأة من خلال رؤية المملكة 2030.
تمكين سريع للكوادر الوطنية النسائية
الكاتب الصحافي بسام فتيني، يقول: "كانت رؤية المملكة ٢٠٣٠م واضحة منذ أول يوم للإعلان عنها، وسبق ذلك التمهيد عبر خطة التحول ٢٠٢٠م، وهذا يتطلب الكثير من الأمل الذي يرافقه عمل؛ فكان ذلك ديدن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكافة السادة الوزراء والتنفيذيين في مختلف الجهات والهيئات والوزارات".
وأضاف: "وقد رافق ذلك تمكين سريع للكوادر الوطنية النسائية، وكانت البدايات بتعيين أول رئيس تحرير سيدة في واحدة من الصحف، وفي مجلس الشورى حضرت المرأة وبعدد كبير ونوعي، رافق ذلك تعيين العديد من السيدات في مناصب تنفيذية عليا في مجال البنوك".
واستطرد: "بل وحتى اتحاد الأمن السيبراني، نُصبت نوف الراكان كمدير تنفيذي له، وقبل أسابيع أصدر أمين مدينة جدة ولأول مرة، قرارًا يقضي بتعيين ٣ سيدات بمنصب رئيس بلدية فرعية، وقبل ذلك القرار التاريخي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وهو ما يمثل منعطفًا تاريخيًا في سبيل تمكين المرأة".
قرارات في صالح المرأة
وفي السياق ذاته تقول مشرفة قسمي القانون العام والخاص بكلية الحقوق، دكتورة منال مديني: "يعد عام 2017 عام المرأة؛ إذ صدرت حزمة من القرارات كانت في صالحها، وأهمها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإقرار قانون التحرش، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس، والسماح للعائلات بدخول الملاعب الرياضية، إضافة لعدد من القرارات التي صدرت من وزارة العدل، وجاءت منصفة للمرأة الحاضنة".
فعكست رؤية المملكة 2030 نظرة بعيدة، وحكيمة للمرأة السعودية ودورها القيادي في المجتمع؛ فقد أثبتت كفاءتها في كل منصب تولته؛ لهذا استحقت التوسع في تمكينها وإعطائها أدوارًا قيادية بارزة".
رؤية المملكة تبنت المرأة
وتشير الكاتبة غادة طنطاوي، إلى أن "رؤية ٢٠٣٠، قامت بتبني المرأة السعودية بشكلٍ خاص، ومنحتها أدوارًا تنموية فعالة لتحقيق نجاحات، لطالما حلمت بها على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ولم تستطع تحقيقها بسبب عوائق التحديات الاجتماعية التي ضيقت عليها الخناق لفترةٍ طويلة، وعلى الرغم من ذلك؛ فقد أثبتت جدارتها بتحقيق إنجازات محلية ودولية، ظهر أولها اجتماعيًا في قيادة السيارة، ومحاربة العنف الأسري والحد من ضحاياه.. تلاها عالم الترفيه بصدور قرار يسمح للمرأة بالدخول إلى الملاعب الرياضية لمشاهدة المباريات، والسماح لها أيضًا بحضور فعاليات هيئة الترفيه، من حفلاتٍ غنائية على صعيد الجنسين، ثم عالم المال والأعمال الذي وفر 400 ألف وظيفة لتخفيض نسبة البطالة الاجتماعية من 11,6 حتى 7%، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة البطالة على مستوى السيدات، لا تتعدى 33% وهي النسبة الأقل عالميًا.
وبذلك أصبحت المرأة تنافس الرجل على تقلد مناصب عدة، اقتصرت على الرجال لفترةٍ طويلة."
إصرار المملكة على تمكين المرأة
وبينت طنطاوي أن هذا، إن دل على شىء فإنه يدل على إصرار المملكة الذي أتى في سلسلة قرارات اتخذتها؛ لتمنح المرأة السعودية المزيد من القوة في ظهورها أمام مجتمع ذكوري، بات يعاني من قناعات قديمة راسخة في الأذهان لفترةٍ طويلة، كانت بدايتها دخول المرأة إلى مجلس الشورى، بعد أن تمَّ تخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء؛ ليشاركن في اتّخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن والمجتمع.
المرأة السعودية متعطشة للعالمية:
المحلل الاقتصادي عبدالرحمن العامري، يقول: "وصل السعوديون سريعًا للعالمية خلال سنوات قليلة؛ لتأتي مشاريع رؤية المملكة ٢٠٣٠ متواكبة مع التطور العالمي في جميع قطاعاته، الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية، وذلك في انسجام تام مع خصائصنا المجتمعية وطابعنا الإسلامي وثقافتنا الأصيلة؛ حيث نجد تمكين المرأة من ممارسة دورها القيادي في تنمية المجتمع، يتصاعد في مختلف الميادين".
وأضاف: "ولازالت المرأة السعودية تتعطش لحصد الجوائز العالمية والحصول على المراكز المتقدمة عالميًا في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية منها، وهذا يدل على الدعم المستمر من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الكريم صاحب التوجه الطموح.